الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية

صحيفة- يومية-سياسية -ثقافية-رياضية-جامعة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابة*البوابة*  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

  أثرياء مصر زمان.1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
new

new


انثى
عدد الرسائل : 891
العمر : 46
الموقع : perfspot.com/koky4u5000
تاريخ التسجيل : 06/08/2011

 أثرياء مصر زمان.1 Empty
مُساهمةموضوع: أثرياء مصر زمان.1    أثرياء مصر زمان.1 Icon_minitimeالثلاثاء 15 مايو 2012 - 20:35

 أثرياء مصر زمان.1 Scan0001






أثرياء مصر زمان. دموع ملك القطن






عندما
يكون الحاضر مظلم و قاصي لا يبقي لنا سوي الامل في المستقبل و اذا اردنا
ان نتمسك بالامل في المستقبل يجب علينا ان نتذكر الماضي و خاصه اذا كان
الماضي مزدهر




ينتمي
محمد أحمد فرغلي باشا ملك القطن، إلى أسرةٍ من أصولٍ صعيدية، فهي من مدينة
أبو تيج ونزحت إلى الإسكندرية واستقرت بها. كانت أسرته محسوبة من الصفوة،
حيث الثراء المادي والاقتصادي، بل إن الشارع الذي وُلِدَ فيه حمل اسم
أسرته: شارع فرغلي


توارثت
الأسرة العمل التجاري، فالجد والابن من بعده يعدان من كبار تجار الحبوب،
وكانا يتاجران في القطن على الجانب المحلي وحده، ولا يخوضان تجربة التصدير
إلى الخارج


تلقى محمد أحمد فرغلي تعليمه في
مدرسة الجيزويت الفرنسية، ثم التحق بكلية فيكتوريا ذائعة الصيت، وكان من
أبرز أصدقائه فيها أمين عثمان الذي اغتيل عام 1946. سافر فرغلي بعد ذلك إلى
إنجلترا لاستكمال دراسته في مدرسة لندن للدراسات الاقتصادية، لكن مرض الأب
اضطره إلى العودة إلى الإسكندرية، لتحمل أعباء العمل التجاري للعائلة


كان
رأسمال الأب في تلك الفترة يقترب من 30 ألف جنيه، وهو رقمٌ كبير آنذاك،
لكن طموح الابن تجاوز ذلك بكثير. بعد فترة حاول العمل مستقلاً لمدة عامين،
إذ أنشأ مزرعة لتربية الخنازير فوق أرض مستصلحة تبلغ مساحتها 900 فدان كانت
تملكها العائلة في منطقة أبو الشقوق بالقرب من المنصورة. ثم استدعاه أبوه،
فقرر تصفية مشروعه الذي حقق من ورائه ربحاً صافياً يقترب من ثلاثة آلاف
جنيه، وهو رقمٌ ضخم بمقاييس عشرينيات القرن الماضي
وتحت إلحاح الابن محمد، سرعان ما بارك الأب تحول جزء من نشاط الأسرة التجاري إلى مجال تصدير الأقطان، الذي كان حكراً على الأجانب
تكبدت الصفقة الأولى في مجال تصدير القطن خسارة فادحة، تزيد على أربعة آلاف جنيه، غير أن محمد تعلم من التجربة جيداً
 أثرياء مصر زمان.1 Alexandrie_la_Bourse_1900بدأت
رحلة "ملك القطن" - الذي توفي والده عام 1927- مع التصدير بحصةٍ لا تتجاوز
0,25 % من إجمالي المحصول المصري من القطن. وبعد ما يزيد قليلاً عن عشر
سنوات، كان محمد أحمد فرغلي يصدر 15 % من جملة المحصول. وبهذه النسبة كان
يحتل المركز الأول في قائمة المصدرين، فضلاً عن أن نجاحه مَثَل دافعاً لأن
يقتحم مصريون آخرون مجالاً كان مغلقاً دونهم (مصطفى بيومي، محمد أحمد فرغلي
"ملك القطن"، سلسلة رواد الاستثمار، مركز إعداد القادة لإدارة الأعمال،
وزارة المالية، مصر، 2008)
في عام 1935، انتُخِبَ محمد أحمد فرغلي
وكيلاً لبورصة مينا البصل، وكان أول مصري ينهي سيطرة الأجانب الطويلة على
المناصب القيادية. وفي مقابلة مع الملك فؤاد بعد انتخابه، ودعه الملك
مخاطباً بكلمة "بك". ولما كان نطق الملك سامياً لا عودة فيه، فقد حاز محمد
أفندي فرغلي رتبة البكوية. وفي عام 1941، في ظل وزارة حسين سري، حصل فرغلي
على رتبة الباشاوية
غير أن محمد أحمد فرغلي باشا عاش كثيراً من الأزمات والمحن
ففي
عام 1934 أدى ارتفاع أسعار القطن في بورصة نيويورك إلى توريده كميات كبيرة
كان متعاقداً عليها بأسعار كلفته خسارة قدرها 600 ألف جنيه. غير أن حصوله
على قرض من البنك الإيطالي بقيمة 100 ألف جنيه دون ضمان، أنقذه من ضائقةٍ
مالية شديدة
وعاد الخط البياني إلى الصعود السريع حتى جاءت الأزمة
الثانية عام 1949. وخلال السنوات الفاصلة بين الأزمتين، كان فرغلي قد أصبح
من كبار المساهمين في عدد كبير من الشركات وعضواً في مجالس إدارات عدد من
البنوك والمؤسسات الاقتصادية، وتوسعت شركة فرغلي للأقطان في أعمالها حتى
وصلت أرباحها السنوية إلى ما يزيد عن مليون جنيه أثرياء مصر زمان.1 Oldborsa6
وفي
الأزمة الثانية، عجز صغار ومتوسطو التجار عن توريد الكميات المطلوبة في
التوقيتات المحددة لمجموعة شرائية عملاقة تم الاتفاق بشأنها بين محمد أحمد
فرغلي وعلي يحيى وآخرين. للإفلات من الحصار الذي يهددهم، لجأ هؤلاء التجار
إلى تصعيد الأمر بالشكوى إلى الحكومة، وكانت المفاجأة في فتوى وزارة
المالية بإمكان تسليم التجار لأقطان لا تطابق المواصفات
ويروي ملك القطن
في مذكراته (محمد أحمد فرغلي، عشت حياتي بين هؤلاء، الإسكندرية، 1984) كيف
اتفق كبار المصدرين على تحرك مضاد، وفوضوا علي يحيى بالسعي إلى استمالة
الملك والحصول على دعمه، وكان إلياس أندراوس باشا هو الوسيط، وطالب بأن
يحصل الملك على ربع مليون جنيه، أما الحاشية، أو ما كان يطلق عليها
الأوركسترا، فحصة أفرادها من الرشوة 25 ألفاً
يؤكد فرغلي أن الملك فاروق
مارس ضغوطاً على الحكومة الوفدية حتى تراجع وزير المالية زكي باشا عبد
المتعال عن موقفه. وبفضل الحيلة والتلاعب، التف كبار مصدري القطن على مجلس
الدولة ورئيسها آنذاك عبد الرزاق السنهوري باشا، مع أن فتوى مجلس الدولة
جاءت لمصلحة صغار التجار، ولكن بعد فوات الأوان. انتقلت القضية بعد ذلك إلى
ساحة المحاكم وظلت مستمرة نحو 20 عاماً، ليكسبها في النهاية فرغلي باشا
ومن معه
يقول محمد أحمد فرغلي باشا بوضوح رجل أعمال لا ينكر اللجوء إلى
سلاح الرشوة: "انتهت هذه الأزمة عام 1950 بعد ضجةٍ إعلامية كبيرة على صفحات
الصحف، وفي المنتديات العامة، ولقد كسبت بعض الصحف نتيجة مساندتها لنا
آلاف الجنيهات، كما كسب المحامون مبالغ طائلة وسميت هذه العملية أيامها
بعملية "الكورنر"
ولم تكن تلك واقعة الرشوة الوحيدة التي كان تاجر القطن
الشهير طرفاً فيها. فقد حدث في دائرة مينا البصل بمحافظة الإسكندرية أن
رشح أحمد فرغلي نفسه. يومها دفع فرغلي باشا أكبر رشوة انتخابية وهي جنيه
مصري كامل لكل من يمنحه صوته. وكان مندوب الباشا يعطي الناخب نصف ورقة
الجنيه فإذا خرج من اللجنة الانتخابية وأعلن أنه انتخب الباشا حصل على نصف
الورقة الآخر. وكان مندوب الباشا داخل اللجنة يعطي الناخب ورقة تؤكد أنه
نفذ المطلوب، وانتخب تاجر القطن
ولم ينجح الباشا بل سقط أمام مرشح الوفد
رغم الجنيهات الكثيرة التي دفعها؛ لأن الوفد في ذلك الزمان كان يكسب في كل
انتخابات لم تمتد إليها يد التزوير في النتائج أثرياء مصر زمان.1 Scan0003
وفي عام 1951، تعرض فرغلي باشا لأزمة ثالثة، دفعته إلى البكاء أمام زوجته
فقد
تعاقد على بيع ربع مليون قنطار من القطن بسعر ثمانية جنيهات للقنطار، لتصل
قيمة الصفقة إلى مليوني جنيه. بعد أن تم التعاقد، رفض خبراء البورصة القطن
الذي قدمه فرغلي لأنه ليس مطابقاً للمواصفات. وعندما احتج المُصدِر الكبير
على القرار، تشكلت لجنة ثانية أيدت ما وصلت إليه اللجنة الأولى
ويعترف
محمد أحمد فرغلي بأنه دفع خمسة آلاف جنيه لأحد كبار الصحفيين ممن يملكون
داراً صحفية، ليكتب مقالاً موقعاً باسم فرغلي باشا، حمل عنوان "إني أتهم"،
يتهم فيه مندوب الحكومة في البورصة بالتحيز
ولم ينقذ فرغلي باشا من المحنة الثالثة سوى حريق القاهرة
ففي
أعقاب حريق القاهرة الذي شب في 26 يناير كانون ثانٍ 1952، سقطت الحكومة
الوفدية، وتشكلت وزارة جديدة قبلت القطن الذي سبق رفضه، وبدلاً من خسارة
المليونين، حقق فرغلي ربحاً جديداً
ثم وقعت ثورة يوليو 1952 التي أعادت رسم ملامح مصر سياسياً واقتصادياً
في
لقائهما الأول، قال محمد أحمد فرغلي للرئيس جمال عبد الناصر: "يا رفعة
الرئيس، كيف لا أؤيد تغييراً يسعى إلى تحقيق الأفضل. لقد كنت أتوقع مثل هذا
التغيير، بدءاً من عام 1949، وكان كل خوفي أن تقع السلطة في أيدي الإخوان
المسلمين، فيعودوا بالمجتمع إلى الوراء"
غير أن الثورة حملت معها رياح
التأميم الذي يرى الباشا أنه تم بطريقة عشوائية، أما فرض الحراسة على أموال
ممتلكات الأغنياء فهي في تصوره أقرب إلى الأعمال الانتقامية التي تنتهك
كرامة الإنسان
قًدِرَت قيمة شركات فرغلي بمبلغ مليوني جنيه، على الرغم
من أن قيمتها الحقيقية تزيد عن ذلك بأربعة أضعاف. أما أول مرتبٍ شهري حصل
عليه بعد فرض الحراسة على أمواله، فلم يزد عن جنيهين ونصف الجنيه
في
الستينيات، تلقى محمد أحمد فرغلي عرضاً للعمل كمستشار في أحد البنوك
الإنجليزية في لندن براتب يصل إلى 25 ألف جنيه بالإضافة إلى مسكن سيارة
وسائق، لكنه رفض العمل خارج مصر
ووافق ملك القطن على العمل مستشاراً
لمؤسسة القطن في مصر، بمرتبٍ يعادل مجلس الإدارة، غير أن المجلس في اجتماعه
للموافقة على التعيين، رفض المرتب المقترح، وقرر ألا يزيد عن 100 جنيه


أثرياء مصر زمان.. والآن عبود باشا.. صانع الملوك














 أثرياء مصر زمان.1 Ahmed+Abboud+Pasha




ينتمي
أحمد عبود باشا إلى جيل فرغلي باشا ذي الوردة الدائمة في عنق الجاكيت "ملك
القطن"، وسيد ياسين "ملك الزجاج"، وإلياس أندراوس "ملك البورصة" وغيرهم
غير أن أحمد عبود، يختلف عن أقرانه بأنه مليونير عصامي بدأ من القاع.. أو تحته قليلاً


ومن مجرد فتى
يملك أبوه يملك حماماً شعبياً في حي باب الشعرية، أصبح رجل أعمال يملك
إمبراطورية ضخمة من صناعة السكر والصناعات الكيميائية والورق والشحن
والقطن، تبلغ قيمته 100 مليون دولار (مجلة تايم الأمريكية، عدد 10 يناير
1964)


يا لها من رحلة جمعت بين الاستثمار والسياسة..والفساد


ظل أحمد عبود
يساعد والده في إدارة الحمام الشعبي حتى تخرج في المهندسخانة. عمل بعد
تخرجه بأجر شهري لا يتجاوز خمسة جنيهات في وابورات تفتيش الفيكونت الفرنسي
هنري غابرييل الشهير بالكونت دي فونتارس بأرمنت، وفُصِلَ منه بعد

فترة
ليعمل مع أحد مقاولي الطرق والكباري بفلسطين، وكان ينفذ بعض العمليات
للجيش الإنجليزي. وفي تلك الفترة تعرف إلى مدير الأشغال العسكرية للجيش
الإنجليزي ونشأت بين عبود وبين ابنة هذا الضابط الإنجليزي المهم قصة حب
انتهت بالزواج
وهنا جاء التحول
الكبير في حياة هذا المهندس الشاب، حيث ترك العمل لدى المقاول واشتغل
بالمقاولات. وبمساعدة حميه أسندت إليه معظم أشغال الجيش الإنجليزي في
فلسطين ومدن القناة حتى تكون لديه رأسمال استطاع به أن يشتري معظم أسهم
شركة ثورنيكروفت Thornycroft


للنقل بالسيارات بالقاهرة، ثم شركة بواخر البوستة الخديوية، حتى ظهر اسمه في عام 1935 في ذيل قائمة أغنياء مصر أيامها


 أثرياء مصر زمان.1 Ahmed+Aboud

 أثرياء مصر زمان.1 Aboud+in+Alexandria+raceكان
عبود أحد أولئك الذين استفادوا من ظروف الحرب العالمية الثانية ليحقق ثروة
طائلة من أرباح أسطول السفن الذي كان يملكه، في ظل ارتفاع أجور النقل
ارتفاعاً خيالياً. وهكذا اشترى معظم أسهم شركة السكر والتكرير المصرية التي
كان يملكها رجل أعمال بلجيكي يدعى هنري نوس. وعندما مات هنري نوس أسندت
إدارة الشركة إلى ابنه هوغ، لكن عبود العضو البارز في مجلس إدارة الشركة
استغل هذه الفرصة وأوعز لأصدقائه الإنجليز ليقوموا بتجنيد الابن رغم أنفه،
وتم ذلك فعلاً ويذهب هوغ نوس ليشارك في الحرب ولا يعود منها، فقد قتل في
إحدى المعارك. وخلا الجو لعبود لينفرد بإدارة شركة السكر رئيساً والعضو
المنتدب لها، وظل رئيساً لمجلس إدارتها حتى تم تأميمها في عام 1961



وكانت
لأرمنت عند عبود هوى خاص، حتى إنه اشترى تفتيش الكونت الفرنسي دي فونتارس
(6000 فدان) الذي كان يعمل أجيراً فيه – بعد هجرة الكونت إلى البرازيل-
واشترى أيضاً قصره بأرمنت (سراي عبود)، وكان أحد قصور الخديو إسماعيل إذ
بناه لاستضافة أوجيني إمبراطورة فرنسا أثناء زيارتها لافتتاح مصنعه بأرمنت
الذي واكب افتتاحه افتتاح قناة السويس في نوفمبر تشرين ثانٍ عام 1869


اشترى
عبود المكان الذي بدأ فيه رحلته موظفاً صغيراً، بكل ما فيه من منشآت
ومنازل ومخازن وحظائر بمبلغ 60 ألف جنيه، وسجل هذه الأملاك باسم ابنته
الطفلة مونا. كان عبود أثناء زياراته السنوية القصيرة لأرمنت يقيم في القصر
المذكور مع شقيقه مصطفى الذي بنى مسجد أرمنت العتيق. وللاستمتاع بالأيام
القلائل التي يقضيها مع زوجته وابنته، بنى المليونير حماماً للسباحة وملاعب
للغولف والبولو والإسكواش والتنس


 أثرياء مصر زمان.1 Scan0005
أقام عبود في
حديقته لاحقاً قصراً - بكلفة 30 ألف جنيه بخلاف قيمة الأثاث والمفروشات-
صممه
مهندس إيطالي ويعد من التحف المعمارية المميزة، تزوجت فيه ابنته مونا من
المهندس المصري محمد علي حسين الذي ترأس مصلحة الميكانيكا والكهرباء في
وزارة الأشغال، وكان عضواً بمجلس إدارة شركة سيمنز الألمانية


 أثرياء مصر زمان.1 Scan0002


وقد
اشترت شركة السكر هذا القصر من الحراسة بعد التأميم. وبعد إلغاء الحراسة
اشترى القصر الاقتصادي المصري مصطفى الزناتي أحد أبناء قرية الضبعية إحدى
قرى مركز أرمنت والتي ضُمت أخيراً إلى مركز الأقصر
امتدت إمبراطورية
عبود باشا الذي أصبح أغنى أغنياء مصر إلى دائرة السياسة والرياضة
والسياحة، وكان يملك معظم أسهم شركة الفنادق المصرية، إضافة إلى شركات
الأسمدة في عتاقة والكراكات المصرية، وغيرها من شركات الصناعات الكيميائية،
والتقطير، والغزل والنسيج التي أنشأها قرب نهاية أربعينيات القرن العشرين


 أثرياء مصر زمان.1 Scan0001وفي تلك الفترة الزمنية، كتب مقالاً صحفياً تحت عنوان "كيف تصبح مليونيراً"
قدم فيه نصائحه وخلاصة تجربته، وافتتح المقال بقوله: "ليس النجاح من
الأسرار، ولكنه أولاً وقبل كل شيء توفيقٌ من الله، فقد تجتمع في شخصٍ كل
مؤهلات النجاح من شهاداتٍ وجاه وشخصية قوية، لكن سوء الحظ يلازمه فلا ينجح
في أي عملٍ يقوم به، بينما ينجح من هو أقل منه في الكفاءة والجاه، وأضعف
منه شخصية"!


 أثرياء مصر زمان.1 Talaat+Harbوبلغ
من نفوذ عبود أنه أجبر طلعت حرب مؤسس بنك مصر وأشهر أعلام النهضة المصرية
على الاستقالة من بنك مصر في 14 سبتمبر أيلول 1939 الذي أسسه بعرقه وجهده
فقد اشترك عبود
وفرغلي باشا ملك القطن في تنفيذ سياسة قوامها سحب ودائعهما من البنك بمعدل
نصف مليون جنيه يومياً حتى بلغ السحب ثلاثة ملايين جنيه، كما هددت الحكومة
التي يترأسها حسين سري - صديق عبود باشا- بسحب ودائع الحكومة فاضطر طلعت
حرب للاستقالة حتى لا يهتز مركز البنك وترك إدارته لحافظ عفيفي طبيب
الأطفال، وهو صديق أثير للإنجليز ولعبود


في 13 يناير
كانون ثانٍ 1944، أقام النادي الأهلي بالجزيرة حفلة شاي تكريماً لكل من
أحمد عبود باشا وعبد الحميد عبد الحق، بمناسبة تبرع عبود باشا بثلاثة آلاف
جنيه لإتمام إنشاء حمام السباحة بالنادي، وتقديراً لما قدمه الثاني للنادي
والهيئات الرياضية الآخرى. ووقف رئيس النادي أحمد حسنين باشا – رئيس
الديوان الملكي- وألقى كلمة استهلها بقوله: "إني بعد أن حنيت رأسي للراحل
الكريم جعفر ولي باشا (رئيس النادي الأهلي سابقاً) أرفع رأسي بالشكر
للرجلين الكريمين الأستاذ عبد الحميد عبد الحق وزير الشؤون الاجتماعية
السابق وأحمد عبود باشا". ثم أشار إلى ما كان من اعتماد الوزير عبد الحق
ثلاثة آلاف جنيه مساهمة في إنشاء حمام السباحة في النادي الأهلي، وإلى تبرع
عبود باشا بمبلغ ثلاثة آلاف جنيه أخرى للغرض نفسه


 أثرياء مصر زمان.1 Al-Ahly+bookتولى
أحمد عبود باشا رئاسة النادي الأهلي لمدة 15 عاماً (19 فبراير شباط
1946-19 ديسمبر كانون أول 1961) فاز فيها دائماً بالرئاسة بالتزكية، وكانت
تلك الفترة من أزهى عصور الأهلي، حيث حصل خلالها على تسع بطولات متتالية
للدوري من 1947 حتى 1956 (حسن المستكاوي، النادي الأهلي (1907 - 1997)
بطولة في الرياضة والوطنية، 1997). وطوال فترة رئاسته النادي الأهلي، كان
عبود باشا ينفق على النادي من جيبه الخاص رافضاً أية إعانة من الحكومة. وهو
الذي بنى حمام السباحة من جيبه الخاص، وهدم مدرج الدرجة الثالثة القديم
وبنى المدرج الحالي.. ثم بنقوده ونفوذه اقتطع الجزء الكبير من نادي
الفروسية ليطل النادي على كورنيش النيل


 أثرياء مصر زمان.1 Saleh+Selimوحكاية مباراة بورسعيد مشهورة، إذ أبدى أمين شعير مدير الكرة بالأهلي انزعاجه لعدم استطاعة صالح سليم
كابتن الفريق اللحاق بالمباراة رغم قوة فريق المصري البورسعيدي في تلك
الأيام؛ لأن صالح كان سيؤدي امتحاناً في كلية التجارة ينتهي في الواحدة
ظهراً في حين أن المباراة في بورسعيد في الثالثة ظهراً. وما إن علم عبود
باشا بالأمر حتى أرسل سيارته إلى الجامعة لتأخذ صالح بعد الامتحان مباشرة
إلى المطار، حيث كان في انتظاره عبود باشا وأخذه معه في طائرته الخاصة إلى
بورسعيد ليلحق بالمباراة (عبد الرحمن فهمي، تعالوا نصحح التاريخ، جريدة
الجمهورية، 5 مارس آذار 2007)


أُبعِدَ أحمد عبود باشا عن رئاسة
النادي الأهلي بعد شهورٍ من زيارة جمال عبد الناصر ومعه ملك أفغانستان
للنادي الأهلي في أكتوبر تشرين أول 1960 إذ صدرت قوانين يوليو الاشتراكية،
فلم يكمل عبود مدته كرئيس للنادي الأهلي وترك منصبه في 17 أكتوبر تشرين أول
1961
 أثرياء مصر زمان.1 Imobilia+buildingوقد
أنشأ عبود باشا عام 1939 أكبر وأعلى عمارة في مصر كلها في ذاك الوقت،
وكانت تتكون من 13 طابقاً، وكان الناس يزورونها ليروا هذا البناء الشامخ في
شارع المدابغ الذي أصبح فيما بعد اسمه شارع شريف في وسط القاهرة، وهي تقع
على ناصية شارعي شريف وقصر النيل، وأطلق عليها اسم عمارة الإيموبيليا

كان
لاعبو الأهلي يذهبون كل أسبوع إلى مكتب عبود باشا بالعمارة، منهم صالح
سليم وعبد الوهاب وطارق سليم وميمي الشربيني وعادل هيكل وسعيد أبو النور
وفؤاد أبو غيدة ومروان كنفاني وعوضين.. ويذهب معهم أحياناً أصدقاؤهم من
لاعبي الزمالك نبيل نصير وعلي محسن ورأفت عطية وعلاء الحامولي
كان عبود باشا
يشترط على من يسكن العمارة أن يكون أهلاوياً، لكنه لم يشترط ذلك بالنسبة
للموسيقار محمد عبد الوهاب الذي كان يجهر بزملكاويته هو وأم كلثوم


خصص أحمد باشا
عبود شقتين في عمارة الإيموبيليا للمغتربين من لاعبي الأهلي وقام بتوظيف
بعض اللاعبين كموظفين بشركة البوستة الخديوية، وهي أكبر شركة ملاحة وبواخر
في الشرق الأوسط في ذاك الوقت ومقرها في العمارة نفسها، ومنهم فؤاد أبو
غيدة ومروان وسعيد أبو النور وأحمد زايد وعوضين وغيرهم، وتم الاستغناء عن
خدماتهم بعد تأميم عمارة الإيموبيليا وباقي ممتلكات عبود باشا


عددٌ كبير من
الفنانين كانوا يسكنون العمارة وبعضهم لهم مكاتب فنية منهم عبد الحليم
حافظ. أما السكان فكان بينهم نجيب الريحاني، وليلى مراد وأنور وجدي بعد
زواجهما، وأسمهان وأحمد سالم بعد زواجهما أيضاً، وكاميليا، وعبد العزيز
محمود، وكمال الشيخ، وهنري بركات، ومحمود المليجي، وماجدة الصباحي، وماجدة
الخطيب ومحمد فوزي وزوجته مديحة يسري وغيرهم





وكان لعبود باشا معاركه مع الصحافة


 أثرياء مصر زمان.1 M+Tawfik+Diab ومن ذلك أن الصحفي محمد توفيق دياب
كتب في صحيفة "الجهاد" في فبراير شباط 1932 ضد عبود باشا، وبدأ الجولة
بمقال يحمل عنواناً يقول: "المبرقعون المصريون في شركة ثورنيكروفت" ثم
أتبعه بمقال آخر يحمل عنواناً يقول: "اقرأوا واعجبوا أيها المصريون... عبود
باشا يملك أكثر من ٥٢% من شركة ثورنيكروفت وسوارس المندمجتين". وتحدث دياب
عن مشاركة عبود باشا في تعلية خزان أسوان. ولم يكن مستغرباً أن تنتهز
حكومة إسماعيل صدقي باشا الفرصة وتحرض عبود باشا على أن يتقدم ببلاغ ضد
"الجهاد"، مطالباً بتعويض مدني قدره عشرون ألف جنيه

وانتهى
الأمر بأن قدمت حكومة صدقي بلاغاً إلى النائب العام ضد توفيق دياب؛ باعتبار
أن ما ورد في مقاله ينطوي على طعن واضح في هيئة نظامية وهي البرلمان، ولكن
دياب ظل على إصراره وواصل الهجوم على الحكومة حتى انتهى الأمر إلى محاكمته
في قضيتين إهانة البرلمان والطعن في عبود باشا
وفي يوم الاثنين
٢٧ فبراير شباط عام ١٩٣٣ صدر الحكم بحبس توفيق دياب لمدة ثلاثة أشهر وغرامة
خمسين جنيهاً. ولأنه قد سبق أن حكم عليه في ٣١ مارس آذار ١٩٣٢ بالحبس ستة
أشهر مع إيقاف التنفيذ فقد أصبح هذا الحكم واجب النفاذ مع صدور الحكم
الثاني


وفي نوفمبر تشرين
ثانٍ 1933 تولى الوزارة عبد الفتاح يحيى باشا خلفاً لإسماعيل صدقي وخلفه
أيضاً في رئاسة الحزب. وبعد أيام من عمر وزارته أثيرت أزمة تتعلق بوزير
الأشغال العمومية عبد العظيم راشد باشا، الذي اتًهِمَ بأنه أسند إلى أحمد
عبود بعض المقاولات بالأمر المباشر، مخالفاً بذلك القوانين واللوائح
المعمول بها



 أثرياء مصر زمان.1 M+Husein+Haikal


ونشرت الصحف - وبالذات جريدة "السياسة" التي كان يرأس تحريرها د. محمد حسين هيكل-
الأنباء مزودة بالتفاصيل، بل إن د. هيكل كتب سلسلة مقالاتٍ ساخنة تحمل
عنوان "نزاهة الحكم". (د. محمد حسين هيكل، مذكرات في السياسة المصرية
(الجزء الأول)، دار المعارف، القاهرة، 1977، ص 357-360). وصل الأمر إلى
إحالة الموضوع للنيابة ثم إلى القضاء، ولكن عبود الذي كانت تربطه بالمندوب
السامي البريطاني مصالح واسعة لم تهزه الأزمة، حيث تدخل المندوب السامي لدى
الملك فؤاد الذي ضغط على رئيس الوزراء لتقديم استقالته، فاستقال رئيس
الوزراء الذي ذكر في كتاب استقالته أنه قدمها بناء على رغبة الحكومة
البريطانية دون تفريط في حقوق البلاد

ولا بد أن نشير إلى أن طائرة أحمد عبود الخاصة لعبت دوراً مؤثراً في حادث 4 فبراير 1942
فقد عاد مصطفى النحاس باشا على متن
هذه الطائرة من الأقصر لتشكيل الوزارة التي جاءت في أعقاب الإنذار
الإنجليزي للملك فاروق ومحاصرة الدبابات لقصر عابدين
وبالرغم من أن عبود بنى مدرسة ثانوية
في أرمنت وكوم أمبو على نفقة شركة السكر ومستوصفاً للعلاج، فإنه لم ينجح
في اختبار الشعبية أمام منافس وفدي
وكان عبود النائب عن أرمنت في
البرلمان عن حزب الوفد عام 1942 قد رشح نفسه عن دائرة أرمنت مرة أخرى
لبرلمان 1945 ضد أبو المجد بك الناظر، القطب الوفدي المعروف وأحد أبطال
ثورة 1919
طلب زعيم الوفد مصطفى النحاس من أبو المجد الناظر التنازل لصالح أحمد عبود باشا، فأرسل له برقيته المشهورة:
"شاورت نفسي وأهلي فأبوا"
وسقط عبود ونجح الناظر
كان الاقتراب من قصر عبود في أرمنت
جريمة لا تغتفر، لهذا كانت جماهير أرمنت تهتف في الانتخابات: يسقط عبود
الزاني، يحيا أبو المجد بك الناظر
وعندما ثار الفلاحون في أرمنت على أحمد عبود وحاولوا اغتياله على سلم يخته، طالت الرصاصات مفتش تفتيشه عبد الرحمن عرفات فاغتالته

 أثرياء مصر زمان.1 Aboard+S.S.+Kawsar+Yacht-Wedding+Party+Dinner+Reception+March+1939


تدريجياً، بدأ عبود باشا يشعر بالقلق على الاستقرار السياسي في مصر، وهو ما يمس بالضرورة مصالحه المالية والاقتصادية
ويقول محمد حسنين هيكل (ثورة يوليو خمسون عاماً: السؤال الأول ملك تحت الحصار!، مجلة وجهات نظر، عدد يوليو 2002):


"ولم يكن الملك
فاروق وحده المصاب بالقلق لما آلت إليه الأحوال ـ بل كان هناك غيره أصيبوا
بالأرق إلى جانب القلق، لأنهم أصحاب مصالح حقيقية في مصر يخشون عليها
ويحرصون على ضمانها، ولذلك كان اقترابهم من السياسة ـ منطقياً..وفي الظروف
الطارئة فإنه أصبح حيوياً ـ وكان أول هؤلاء هو المالي الكبير أحمد عبود
(باشا)


"كان عبود (باشا)
رجلاً عالي الكفاءة في مجال الأعمال، وكان يقول عن نفسه إنه "يلمس التراب
فيحيله ذهباً" ـ غير أنه كان يعرف أن تحويل التراب إلى ذهب يحتاج إلى حماية
تسبق وتجاري وتلاحق حركة الذهب! ـ وهنا كانت في حاجة إلى القرب من السلطة
إلى أي درجة يستطيع بلوغها


"[وقلت مرة لعبود
(باشا): "إنه رجلٌ يستحيل عليه أن يكون ملكاً لأنه لا يحوز المواصفات
اللازمة ـ لكنه يحلم بمقدرة صنع الملوك لأنه يحوز المصالح المُلزمة، وذلك
وضعٌ شديد الخطر على البلد وعليه أيضاً!


"وقد سمعني الرجل مطرقاً برأسه متأملاً!]"


ولا يفوت هيكل أن
يقول: "كان القصر (حتى أيام الملك فؤاد) يشك في توجهات عبود (باشا)
ومساعيه، ولعل ذلك في جزءٍ منه كان يرجع إلى التناقض الطبيعي بين "الملوك"
و"الأثرياء". والأثرياء في أوطانهم خصوصاً عندما يزيد الثراء وتتجلى
مظاهره، فإن الغنى القديم والموروث ـ يحس بنوع من الغيرة إزاء الغنى الطارئ
الذى يعلن عن نفسه متباهياً وأحيانا مستفزاً!"


وبناء على حسابات
المصلحة، مال عبود باشا إلى حزب الوفد ، ربما لاعتقاده أن ذلك الحزب هو
القادر أكثر من غيره على توفير "الاستقرار" السياسي على الأقل بهيبة
الشرعية


وتحفل الوثائق
البريطانية عام 1944 بتفاصيل جهود يقوم بها عبود باشا في لندن لتجنب السماح
للملك بإقالة النحاس باشا. وفي رسائل عدة بتوقيع رئيس القسم المصري في
وزارة الخارجية تلك الأيام مجموعة رسائل يقول فيها بيتر سكريفنر إن عبود
باشا قَدَّم نفسه باعتباره مكلفاً من النحاس باشا شخصياً


ولعل من المهم أن
نشير إلى أنه طوال السنوات التي تلت إقالة حكومة النحاس باشا وحتى عام
1948، كان عبود باشا يتصل ويدعو لعودة الوفد إلى الحكم، لكنه عندما بدأ
يتحرك عملياً في ظروف مواتية لأفكاره، ظهر أن مرجعه فى الوفد هو فؤاد سراج
الدين باشا، وكان اللقاء بين الرجلين نتيجة عددٍ من العوامل المتشابكة


يلخص هيكل في
مقاله المذكور تلك الأسباب قائلاً: "فالمالي الباحث عن "الاستقرار السياسي"
ويجده في الوفد ـ لا يرى أمامه في هذا الحزب ـ مع نهاية الأربعينيات ـ غير
فؤاد سراج الدين (باشا)


"ثم إن المالي
الراغب في العمل السياسي من وراء الستار، يجد أرضية مشتركة مع نجم طالع،
حتى وإن كان يمارس نفوذه في الوفد من وراء الستار


"يضاف إلى ذلك أن
الوفرة في الثروة جامع بين الاثنين ـ ثم إن مشروعات رأس المال تستطيع أن
تلتقي بسهولة مع مشروعات النفوذ السياسي، خصوصا عندما تكون السياسة في
صالونات "الأوبيسون" وبعيداً عن سرادقات الفراشة التي لا تفرق بين مهرجانات
فيها أو جنازات!


"كذلك فإن فؤاد
سراج الدين (باشا) اقترب لبعض الوقت ـ ولم يبق طويلاً ـ من تقليد أن أبناء
كبار الملاك الزراعيين في الريف يستكملون وجاهة المدن بعضوية مجالس إدارة
الشركات المالية والصناعية، وهنا فإن شركات عبود (باشا) مقصد وموقع


"وهكذا فإنه طوال
عام 1948 كان أحمد عبود باشا يراهن على حزب الوفد ـ وفي داخل حزب الوفد،
فقد كان موضع رهانه هو موقع فؤاد سراج الدين باشا. وأكثر من ذلك فإن عبود
(باشا) رفع قيمة الرهان، ووصل إلى حد وضع الرصيد كله على رئاسة فؤاد سراج
الدين لوزارة وفدية يباركها النحاس باشا ويرعاها من بعيد"




 أثرياء مصر زمان.1 Hectormacneil
وتُظهر ملفات وزارة الخارجية البريطانية (5187 بتاريخ 21 يناير كانون ثانٍ
1950) ـ أن ذلك التقرير المستفيض من السفير البريطاني وصل إلى وزير الدولة
البريطاني وقتها هكتور ماكنيل الذي علق عليه بخط يده يوم 25 يناير بما نصه:

"إنني
أشعر بالقلق وأنا أقرأ التقارير الأخيرة من سفيرنا في القاهرة، خشية أن
يبدو موقفنا وكأن لدينا شيئاً من التعاطف مع الملك، إن عودة النحاس إلى
الحكم تؤكد إلى جانب علامات أخرى شعوراً لدى الناخبين معادياً للقصر، ومع
اعتقادي بأن نسبة المشاركة في التصويت ضئيلة جداً، فإن ما يمكن استخلاصه
منها هو أن الطبقات ذات الوزن في مصر لم تعد على استعداد لهضم تصرفات فاروق
وهذه ظاهرة مهمة


ثم يضيف وزير الدولة هكتور ماكنيل إلى ما سبق فقرة تستحق التأمل:
"إن السفير يحسن
صنعاً لو نسق خطاه مع عبود (المليونير أحمد عبود باشا)، نحن نعلم أن عبود
نصاب (Crook)، ولكن ميزة الرجل أنه لا يخفي حقيقته سرا، ثم إنه رجل بارع
جدا فيما يقوم به، ومع أن مصالحه هي التي تحركه، فإنه يبقى أنفع لنا وسط
هذه الفوضى في القاهرة. وفي كل الأحوال فإن علينا أن نبقى بعيدين لبعض
الوقت، ونترك الأمور لتفاعلاتها في مصر، ونقوم نحن بِطَي أشرعتنا Trim Our
Sails


إمضاء: هـ. ماكنيل!"



 أثرياء مصر زمان.1 Naguib+Al-Hilali


وتتحدث أخبار عام 1952 عن أن وزارة أحمد نجيب الهلالي
(أول مارس آذار 1952- 2 يوليو تموز 1952) الذي اشتهر بالصلابة في الحق
والاعتزاز بالنفس والعداء للقصر، أسقطها عبود باشا لأنها لم تأتِ على هواه
وطالبت شركاته بالضرائب. وبحسب مجلة "تايم" الأمريكية، فإن الهلالي كان
يدرس 140 اتهاماً بالتهرب من الضرائب ضد عبود باشا، كانت حكومة الوفد قد
ألغتها قبل تشكيل وزارة الهلالي

(What Happened to Hilaly, Time magazine, 14 July 1952)

ويقول
تقرير لمراسل المجلة الأمريكية إن كريم ثابت – المستشار الصحفي السابق
للملك فاروق- عرض على السفير الأمريكي جيفرسون كافري دعم الوفد لمشروع
قيادة الشرق الأوسط الذي تتبناه وزارة الخارجية الأمريكية لمواجهة
السوفييت، مقابل ممارسة واشنطن نفوذها لإقناع الملك فاروق بإقالة حكومة
الهلالي وتعيين حكومة وفدية جديدة. والسبب هو أن حملة مكافحة الفساد التي
يقودها الهلالي كانت تقترب من كبار رموز الوفد أكثر فأكثر
مصادر ومراجع
مصرية أخرى تذهب إلى القول بأن عبود اتفق مع مستشاري الملك فاروق على رشوة
الملك بمليون فرنك لإقالة وزارة نجيب الهلالي التي جاءت لتنقب في ملفات
الفساد ورفعت شعار "التطهير قبل التحرير"


أقيل الهلالي،
ليشكل عبود باشا من قصره في أرمنت وزارة جديدة برئاسة صديقه حسين سري باشا،
الذي كان نائب رئيس مجلس الإدارة في شركتي السكر والأسمدة اللتين يملكهما
عبود. وهكذا دفع عبود رشوة مليون فرنك ليتخلص من خمسة ملايين دولار ضرائب
(مصطفى بيومي، أحمد عبود "الاقتصادي العصامي"، سلسلة رواد الاستثمار، مركز
إعداد القادة لإدارة الأعمال، وزارة المالية، مصر، 2008)



وما هي إلا أيام، حتى قامت ثورة 23 يوليو 1952 لتتغير الخريطة السياسية والاقتصاية في مصر
وفي 15 أغسطس آب
1955، وقعت أول مواجهة بين الثورة المصرية والرأسماليين، إذ جرى فرض
الحراسة على شركة السكر، التي يمتلكها أحمد عبود باشا


 أثرياء مصر زمان.1 Scan0004



وبعد
صدور قوانين يوليو الاشتراكية عام 1961، آثر عبود الهجرة إلى أوروبا
لإدارة أعماله بجزء من أموال تمكن من تهريبها إلى هناك. وكان قد علم أو أحس
بأن الدولة مقبلة على التأميم، وكانت بالصدفة المحضة كل بواخره في عرض
البحر ما عدا باخرتين واحدة في ميناء السويس وأخرى بالإسكندرية، فأصدر
تعليماته بسفر باخرة إلى جدة وأخرى إلى بيروت في انتظار أوامر أخرى، ثم
اتصل لاسلكياً بباقي بواخره في عرض البحر بعدم العودة إلى الإسكندرية الآن،
ثم استطاع أن يحول أمواله السائلة بالبنوك إلى بنوك سويسرية بطريقة أو
بأخرى، ثم سافر إلى نابولي في إيطاليا ليستدعي بواخره واحدة بعد الأخرى
ليبيعها هناك. وأصبحت لديه أصولٌ سائلة تكفيه هو وابنته الوحيدة
مارس عبود باشا
نشاطه التجاري في أوروبا، وحقق نجاحاً كبيراً كتاجر ومستشار اقتصادي، إلى
أن وافاه الأجل المحتوم في لندن في مطلع يناير كانون ثانٍ 1964 بعد أن
هزمته أمراض القلب والكُلى


اسم عبود باشا
وثراؤه لم يشفعا لورثته: أحمد عبود محمد علي ونادية محمد علي وأولاد ابنته
الوحيدة مونا وابنة شقيقته زينب محمد شوقي، الذين حصلوا على حكم نهائي في
يناير كانون ثانٍ 2006 بعد رحلة تقاضٍ استمرت ٣٠ عاماً باسترداد عقارهم
المهجور بجليم بالإسكندرية البالغة مساحته ٤٤٠٠ م٢ والذي يتجاوز ثمنه ٥٠
مليون جنيه




غير أن العقار الذي تسيطر عليه رئاسة الجمهورية لم يعد إلى الورثة، رغم أنف القانون




















أثرياء مصر زمان..والآن أبو رجيلة.. إمبراطور الأتوبيس








 أثرياء مصر زمان.1 Scan0007








[right]ارتبط اسمه بالعصر الذهبي لحافلات النقل العام في مصر

إنه عبد اللطيف أبو رجيلة




ابن مدينة إسنا
الصعيدية، المولود في أم درمان في السودان، والذي تعلم وعمل في البداية في
القاهرة، واكتسب الخبرة العلمية والعملية في لندن وروما، فكانت الصفقة
الأولى في إيطاليا، ثم حقق الشهرة والنجاح في القاهرة من جديد، قبل أن
يتوزع نشاطه بعد التأميم بين إيطاليا والسودان، لتنتهي الرحلة في مصر وسط
الحسرة على الحلم الضائع




رحلةٌ زاخرة بالتفاصيل المثيرة




بعد التعليم
الأولي في السودان، جاء أبو رجيلة إلى القاهرة، والتحق بالمدرسة السعيدية
الثانوية. وفي الجامعة التحق بكلية التجارة، وكان يعول نفسه بممارسة عمل
تجاري على نطاق ضيق مع بعض أقاربه
عمل عبد اللطيف أبو رجيلة بعد تخرجه في بنك مصر، وأخذ يتعلم ويستفيد من تجربة أستاذه: طلعت حرب




 أثرياء مصر زمان.1 Talaat+Harb+stampكان
أبو رجيلة يعتبر نفسه تلميذاً في مدرسة طلعت حرب -الذي لم يصل يوماً إلى
قائمة أغنى أغنياء مصر بالرغم من دوره الاقتصادي الكبير- وكان يؤمن بأن
النجاح، كهدف، ينبغي أن يسبق جمع الثروة، لدى أي رجل أعمال، وأن المال يجب
أن يجري في مشروعات طول الوقت، ولا يتكدس في البنوك لحظة واحدة!
بدأ رحلة الاستيراد والتصدير برأسمال متواضع: 34 جنيهاً

اشترى أبو رجيلة
آلة كاتبة ومكتباً وطوابع بريد، وعيّن موظفاً ليعاونه بمرتبٍ لا يزيد عن
خمسة جنيهات في الشهر، وانطلق في مشروعه الجديد




يقول في حديثٍ له
مع سكينة السادات (مجلة المصور، مارس آذار 1959): "كانت السنة الأولى في
هذا العمل سنة كفاح بل سنة حرب، واجتزت معارك السنة الأولى، وبدأت معارك
السنة الثانية، وبعد ثلاث سنوات أخرى، سارت سفينة العمل في الطريق الصحيح،
وبدأت تتجه إلى بر الأمان
"ومضيت في طريقي هذا حتى غمرتني الملايين كما يقولون، وما زلت – وأنا في
غمرة ملاييني- أذكر رأسمالي العظيم الذي تدفقت منه هذه الملايين. لقد كانت
أربعة وثلاثين جنيهاً عظيمة حقاً، لأنها أنبتت أضعاف أضعافها، كأنها الحبة
المباركة التي وصفها القرآن الكريم بأنها أنبتت سبع سنابل، في كل سنبلة مئة
حبة"




عملٌ شاقٌ ونجاح
وصعود، ثم إفلاس وهبوط. كانت ثروة أبو رجيلة كلها في موانيء إيطاليا ممثلة
في كميات كبيرة من البضائع، وضاع كل شيء في غارات الحرب العالمية الثانية
التي طالت بالدمار الأغلب الأعم من الأراضي الإيطالية. أصبح وفق تعبيره
الساخر "على الحديدة"، لكنه لم يعرف اليأس، وعاود الصعود إلى القمة (مصطفى
بيومي، عبد اللطيف أبو رجيلة "إمبراطور الأتوبيس"، سلسلة رواد الاستثمار،
مركز إعداد القادة لإدارة الأعمال، وزارة المالية، مصر، 2008)




عاش أبو رجيلة في
إيطاليا سنواتٍ طويلة قبل ثورة يوليو 1952، وتزوج من إيطالية تدعى لندا،
كانت صديقة دراسة لابنة أسرةٍ مصرية تعيش هناك. ويشير أبو رجيلة إلى أن
لندا صعيدية إيطالية مثلما هو صعيدي مصري، فهي من منطقة كالابريا Calabria
جنوب إيطاليا




ظل أبو رجيلة من العازفين عن الزواج إلى أن التقى المرأة التي تعلق بها قلبه فتزوجها، ولكن لم يرزقهما الله بأطفال




عاد إلى مصر
للمرة الأولى عام 1949 قبيل نهاية عام 1949، بعد انقطاع تجاوز 12 عاماً.
اشترى قطعة أرضٍ في وسط القاهرة، تبلغ مساحتها ستة آلاف متر تحيط بها شوارع
سليمان ومعروف وشمبليون وعبد الحميد سعيد، كما اشترى مزرعةً تبلغ مساحتها
400 فدان حدائق في منطقة عين شمس، لكنه عاد إلى إيطاليا من جديد في نهاية
عام 1952، بعد شهورٍ قليلة من ثورة يوليو
 أثرياء مصر زمان.1 Abd+El+latig+Bgdadyاستدعاه عبد اللطيف البغدادي،
وزير الشؤون البلدية عام 1954، وطلب منه أن يتولى أتوبيس القاهرة، فوصل
المرفق على يديه إلى مستوى غير مسبوق من النمو، والنظام، والنظافة،
والكفاءة في الأداء، وبلغ حداً لم يكن يتخيله أحد، وكان ينقل ١٣ مليون راكب
شهرياً، من خلال شركة كانت تضم ٤ آلاف موظف




ولا بد أن الذين
عاشوا تلك الأيام، يذكرون جيداً، كيف كان مرفق النقل الداخلي في العاصمة
وقتها، على يد الرجل، ثم كيف أصبح الآن، وكيف تحول الأتوبيس من وسيلة لنقل
المواطن، إلى أداة لتعذيبه!




بعد عامين من بدء
العمل، كان لدى خطوط القاهرة أكثر من 400 سيارة أتوبيس تقدم خدمات راقية
وبكفاءة، وفق مواعيد منضبطة- ولم يكن الزمن الفاصل بين كل سيارتين في
الخطوط المزدحمة يتجاوز ثلاث دقائق- ينفذها سائقون ومحصلون ومُدرَبون. وكان
هناك تفتيشٌ صارم يحول دون الاستهانة بالراكب والإساءة إليه وإهدار وقته،
وجراجات حديثة لإيواء السيارات وصيانتها في ورشات متطورة
بنى أبو رجيلة أكبر جراجين في مدينة القاهرة، أولهما عند مدخل القبة على
مساحة 13 فداناً، وثانيهما بالقرب من نفق الجيزة، فضلاً عن جراج ثالثٍ كان
مِلكاً لشركة أمنيبوس العمومية بشارع إسطبلات الطرق في حي بولاق، اشتراه
أبو رجيلة لينضم إلى شركته العملاقة




وكان أبو رجيلة
يتخفى ويركب الأتوبيس مرة كل شهر، ليرى كيف يتعامل موظفو شركته مع الركاب،
واحتد ذات مرةٍ على سائق تجاوز محطة من المحطات المقرر له أن يقف فيها




كانت أنظف حافلات
في مصر، كما نراها في فيلم "الكمساريات الفاتنات" بطولة إسماعيل ياسين
وعبد السلام النابلسي ونجاح سلام.. وبالفعل كان أبو رجيلة - الذي سُمي علي
اسمه المدرب محمود عبد المنعم الذي كان يعمل لديه في جراج الأميرية، فأصبح
مشهوراً باسم محمود أبو رجيلة - يعين مُحَصِلات في أتوبيساته ويختارهن بدقة
وعناية لجذب الركاب من شركتي مقار وسوارس المنافستين له، وبسبب هذ

 أثرياء مصر زمان.1 13210
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.perfspot.com/koky4u5000
 
أثرياء مصر زمان.1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أثرياء مصر زمان..3:
» أثرياء مصر زمان.. (5)
» أثرياء مصر زمان.2.والآن جيل السداح مداح
» والله زمان يا لحمة واللا زمان
» ثرياء مصر زمان.4:

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية :: جريدة الأمة :: عيون الامة أشراف /محاسن بيومى-
انتقل الى: