الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية

صحيفة- يومية-سياسية -ثقافية-رياضية-جامعة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابة*البوابة*  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 التعليم في مصر في مهب الريح بقلم أحمد شعلان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد شعلان

احمد شعلان


ذكر
عدد الرسائل : 17047
الموقع : جريدة الامة
تاريخ التسجيل : 24/09/2008

التعليم في مصر في مهب الريح بقلم أحمد شعلان Empty
مُساهمةموضوع: التعليم في مصر في مهب الريح بقلم أحمد شعلان   التعليم في مصر في مهب الريح بقلم أحمد شعلان Icon_minitimeالجمعة 12 ديسمبر 2008 - 2:07


--------------------------------------------------------------------------------

لا أستطيع أن أخفى شعورا بحرج شديد يضغط علىّ وأنا أكتب هذه الصفحات ، ذلك أن هناك تلاميذ وأصدقاء ممن أصبحوا أعضاء هيئة التدريس بهذه الجامعات أعتز بهم غاية ما يكون الاعتزاز ، لا لمجرد علاقة الصداقة والزمالة والود ، وإنما لأنهم يمثلون فئة لم تمسسها النار التي أشرنا ، وسوف نشير إلى المزيد منها .
لكننا دائما نضع أنفسنا في موضع " الشهود " ، فقرآننا الكريم يؤكد على صدق الشهادة والبوح بها حيث أن من لا يفعل ذلك فهو " آثم قلبه " !
وقديما قال أرسطو عندما عاتبه البعض على نقده لأستاذه أفلاطون ، أن أفلاطون حقيقة هو أستاذه ، لكن الحق أعز لديه من أستاذه !
كيف حصلت هذه الجامعات بعد ذلك على كوادرها الأكاديمية ؟
في جامعة أسيوط ، حيث كانت القواعد والمعايير نصب عين المنشئين ، أرسلت بعثات قبل افتتاح الجامعة ، لأن جامعة بغير أعضاء هيئة تدريس عبث وأى عبث ، فهم قواها العاملة وطاقاتها المُسيِّرة ، لكن في جامعاتنا الإقليمية الأخرى حدث العكس ، وكان طبيعيا أن ترى عددا غير قليل من الكليات ، يقودها شخص واحد هو العميد ، ونظرا لانعدام وجود الهياكل العلمية من أقسام ومجالس أقسام ، كان العميد هنا هو الحاكم بأمر الله على وجه التقريب ، مما فتح الباب لتعيينات قد لا تكون على سنة الله ورسوله إذا صح هذا التشبيه .
ونظرا لأن ما تم إقامته هو مجموعة من الكليات المتناثرة في المحافظات ، كان من الطبيعى أن تلحق هذه الكليات بأقرب جامعة لها ، لكن ، في ظل هذا رأينا الكثير من صور الهدر في إدارة وتنظيم هذه الكيات ، التي كانت تدار من أعلى مركزيا ، وعلى سبيل المثال ، فقد وجدت جامعة مثل جامعة أسيوط نفسها تدير وتشرف على كليات تبعد عنها مئات الكيلومترات من موقعها في أسيوط حتى أسوان ..فى قنا وسوهاج وأسوان ، مما كان يحرم هذه الكيات من الحصول على بعض المزايا المالية والإدارية التي كان المركز يستأثر بها ، بالإضافة إلى كل ما يمكن تصوره من سوءات المركزية المعروفة .
وإذا كانت بعض الكليات قد سعت إلى حل جزئى بانتداب أستاذ من كلية أقدم للإشراف على هذا القسم أو ذاك ، إلا أنه يظل " منتدبا " لا يجئ غالبا إلا يوما واحدا في الأسبوع ، مما يفوت عليه القيام بكثير من المسئوليات وخاصة تلك الخاصة بالتكوين والتنشئة للهيئة المعاونة ، وتوفير رصيد خبرة يتعلم منه الآخرون في إدارة الأقسام .
أقول هذا عن خبرة وليس مجرد المعرفة والسماع ، فقد أتيحت لى خبرة الإشراف على قسم أصول التربية – مثلا – ببنها ، وكذلك بتربية الإسماعيلية ، منذ أكثر من ربع قرن من الزمان ، والسويس ، منذ فترة أقل من ذلك .
كنت ، حقيقة لا ادعاء ، أبذل أقصى ما أستطيع من جهد لتسيير العمل ، لكن يظل القصور سيفا لا مهرب منه ألا وهو ميزانية الوقت الذى أقضيه ، فهو لا يزيد عن يوم في الأسبوع ، حيث يظل العمل الأصلى في تربية عين شمس هو صاحب الأولوية الكبرى .
ومن أولى الفئات التي فتح الباب لها للكيات الإقليمية : الهيئة المعاونة من معيدين ومدرسين مساعدين ..
صحيح أن عددا منهم قد تم اختياره وفق معايير جامعية قانونية ، لكن بعد مرور بعض الوقت ، كان هذا يتم الالتفاف عليه من المنبع ، أى من حيث " صنع " نتيجة للسنة الأخيرة تتيح الفرصة لهذا أو ذاك للتعيين . ودون قصد التجريح ، فهذا أمر تقرره الدراسات الاجتماعية بوضوح ، ألا وهو غلبة العلاقات القرابية والشخصية في المجتمع الريفى ، والأقل تقدما ، مما يتيح الفرصة حتى في الامتحانات والتصحيح ، أن يحدث ما يتفق والقواعد والأصول .
في إحدى الكليات ، كان الأستاذ المنتدب من القاهرة ، يجد نفسه ، في نهاية الامتحانات مطالبا بأن يصحح المئات من أوراق الإجابة في فترة قصيرة للغاية .، حتى يمكن أن يعود بعد ليلة أو ليلتين على الأكثر ، وهنا يتقدم بعض المعيدين لعرض مساعداتهم على الأستاذ القاهرى ، فيجد في هذا " نجدة " ، خاصة وأن قيام الهيئة المعاونة بتصحيح أوراق الإجابة الخاصة ببعض الأساتذة أمر قائم بالفعل في كل الجامعات بغير استثناء ، إلا من رحم ربى .
المشكلة في الحالة التي نشير إليها أن بعض هؤلاء المعيدين كانوا في الوقت نفسه أعضاء في الكنترول ، أى أن باستطاعتهم أن يعرفوا أصحاب بعض الأوراق الامتحانية ، فتكون هناك فرصة " للبحبحة " في إعطاء الدرجات لمن يُراد له أن يحصل على نتيجة متفوقة ، فتتاح له الفرصة لأن يٌُختار معيدا .
ولم يقتصر الأمر على ما يبذله مثل هؤلاء المعيدين ، فقد فعل الشئ نفسه أعضاء هيئة تدريس ، بحكم قلة عددهم ، وقلة القيادات القائمة بالكلية ، ألا وهو التدخل من المنبع ، بحيث تصبح نتيجة هذا أو ذاك عالية الدرجات ليصبح أو لتصبح معيدا أو معيدة !!
وقد شاهدت في بعض الكليات أبناء وأقارب لكبار جامعيين أو غيرهم ، بالقاهرة ، يُعينون معيدين بكليات إقليمية ، حيث لا يحضرون إلا يوما أو يومين ، وبعد فترة قصيرة ، يتم نقلهم إلى كليات مماثلة بالقاهرة ، بحيث اعتبرت الكيات الإقليمية " معبرا " و " سلما " ، يتحملون المكوث فيها وتحمل مشقة السفر من وإلى القاهرة بعض الوقت ، ثم يتم النقل ، لتحظى القاهرة بالعناصر التي كان من المفترض أن تتغذى بها الكليات الإقليمية .
وفى كثير من الأحيان كان المعيدون والمدرسون المساعدون هم الذين يقومون بالتدريس ، وإن أشارت الجداول الورقية إلى أن أساتذة هم المكلفون بالتدريس ، وكان هذا من أخطر ما أصاب الجسم الجامعى بالمرض العضال ..شخص لم يتم تكوينه بعد يجد نفسه جالسا على كرسى التعليم ، فتنتفخ أوداجه ويتضخم مفهوم الذات لديه ، خاصة وأن الطلاب ينظرون إليه على اعتبار أنه هو " الأستاذ " ، وينادونه " بالدكتور " قبل أن يحصل على الدكتوراه ، حتى أصبح هذا عرفا في جميع الجامعات أن يخاطب الطلاب ، بل والهيئة المعاونة نفسها بعضهم بعضا بلقب " دكتور " !
ولو تساءلنا عن مستوى المادة العلمية التي كانت تُقدم على أيدى الكثير من هؤلاء – إلا من رحم ربى – لبان لنا عِظَم الكارثة . فإذا عرفنا ما تؤكده الدراسات النفسية من أن الخبرة الأولى لها دور حاسم في تحديد المسار في هذا المجال أو ذاك ، لتبين لنا أن هذا التبكير في تصدى الهيئة المعاونة للتدريس الجامعى كان مصيبة كبيرة حقا لأن كثيرا من أساليبهم التي بدءوا بها ، استمرت معهم وكبرت عندما كبروا وصاروا بالفعل أساتذة بحق وحقيق .
أقول هذا مع علمى بأن هناك من المعيدين والمدرسين المساعدين من كانوا أصلب عودا واجتهادا من بعض أعضاء هيئة التدريس ، لكن هؤلاء كانوا قلة ، والقلة لا يُقاس عليها .
في إحدى الكليات ، عندما دخلت لألقى إحدى محاضراتى وجدت العدد ضخما يزيد عن طاقة المكان ، فاقترح أحد الطلاب أن ننتقل إلى قاعة أخرى حددها وأكد أن مساحتها أوسع ، فلما سألت : وهل تضمن خلوها من زميل آخر يلقى محاضراته ؟ قال إنه يعرف أن عدد طلابه أقل منا ، فنستأذنه في التبادل .
لم أشأ أن أترك هذا الاستئذان للطالب وسرت بنفسى لأستأذن صاحب القاعة ، ومن بُعد وجدت هيئة أستاذ ممشوق القوام ، لم أتبين ملامحه بدقة قبل أن أصل إليه ، لكن هيئته كانت توحى بأنه ليس مجرد أستاذ ، بل رئيس جامعة ، والطلاب يتزاحمون حوله ، وترتفع أصواتهم : يا دكتور ..يا دكتور ، فلما اقتربت منه لأستأذنه ، عرفت من هو ..إنه معيد في أحد الأقسام ، ما زال في بداية الطريق ، فإذا ينتفض قائما مرتبكا ، مما أدهش الطلاب حوله الذين كانوا ينظرون إليه باعتباره " سقفا " من أسقف التعليم ، ومن ثم فقد تحولوا للنظر إلىّ وكأنى رئيس الجمهورية ، ما دام " سقفهم " قد انتفض عندما رآنى أقترب منه !!
إن المعيد عندما يوضع في موقع أكبر منه كثيرا ، ولسنوات ، يرسخ في ذهنه ووجدانه تصور يتجاوز حقيقة مستواه وموقعه الأكاديمى ، فيؤدى هذا التصور ، وذاك الشعور دورا سلبيا في التنمية المهنية والأكاديمية ، فينخفض مستوى الطموح ، ولا يبذل ما يكفى من جهد متصل على هذا الطريق ..لقد ظن أنه وُلد كبيرا ، ونشأ ناضجا !!
لا تكون الولادة إذن طبيعية ، ولا سوية ..
كانت أولى الكيات التي تُنشأ إقليميا هى كليات التربية ، نظرا لوجود تلك المشكلة التي كانت " صداعا " مستمرا للدولة ألا وهى اغتراب المدرسين والمدرسات حيث كان يتم تعيين أعداد غير قليلة من خريجى القاهرة والإسكندرية مدرسين في محافظات شتى ، بعضها يبعد كثيرا عن محل الإقامة ، وخاصة بالنسبة للمتزوجين ، فتتشتت الأسرة ، وتنشأ مشكلات ، فكان التفكير في إنشاء كليات تربية إقليميا لتغذى كل كلية إقليمها بالمدرسين اللازمين ، وكان هذا عدلا في حد ذاته .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alomah.yoo7.com
 
التعليم في مصر في مهب الريح بقلم أحمد شعلان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية :: جريدة الأمة :: أخبار ممنوعة اعداد عسكرية عبد العاطى-
انتقل الى: