تنظيم القاعدة وأمريكا الأم الحنون

واشنطن:إيران خففت دعم «المتمردين» في العراق

عواصم-وكالات- اعلن مدير المنظمة الاميركية لمكافحة العبوات الناسفة اليدوية الصنع الجنرال توماس متز ان عدد العبوات الناسفة من صنع ايراني تراجع الى حد كبير في العراق خلال الاشهر الاخيرة، مما يشير الى تراجع في دعم ايران للمتمردين.

وقال «ان تفجير عبوات ناسفة قادرة على اختراق الدروع تراجع الى حد كبير خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة في العراق ليصل الى اثنتي عشرة او عشرين عبوة شهريا مقابل ستين او ثمانين في السابق».وقال الجنرال متز خلال لقاء مع صحفيين «يمكننا ان نتخيل ان أحدا في الجانب الشيعي المرتبط بايران، اتخذ قرارا بخفض عددها».

وردا على سؤال حول ما اذا كان انخفاض عدد العبوات الناسفة التي تم احصاؤها يعكس قرارا من الحكومة الايرانية بتخفيف الدعم للمتمردين، قال «اعتقد ان في امكاننا ان نستخلص ذلك من المعطيات الموجودة».واضاف «هذه العبوات تتضاءل، نعثر على عدد اقل منها، وتتسبب بسقوط عدد اصغر من الضحايا».ويتهم الجيش الاميركي بانتظام ايران بتصعيد العنف في العراق عبر تزويد المتمردين بالمتفجرات والاسلحة، الامر الذي تنفيه طهران.

وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ الذي يزور واشنطن «ان ايران اظهرت موقفا ايجابيا خلال العام الماضي».واضاف «ان الضمانات التي قدمناها لجهة ان الاتفاق بين الولايات المتحدة والعراق (حول مستقبل الوجود العسكري الاميركي في العراق) لم يكن موجها ضدهم ساهم في تهدئة الوضع».ويأتي ذلك خلال الفترة الانتقالية التي تسبق تسلم الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما السلطة. وقد وعد اوباما باستخدام العصا والجزرة مع ايران. وكان قد اعلن خلال حملته الانتخابية تأييده للحوار معها.

ويتراجع عدد العبوات الناسفة اليدوية الصنع في العراق بينما يزداد استخدامها في افغانستان. وقال الجنرال الاميركي ان هذه العبوات هي السبب الاول لمقتل جنود اميركيين في افغانستان.

واشار الى ان منظمته احصت 2529 قنبلة يدوية الصنع في العراق في اكتوبر 2006، مقابل 411 في اكتوبر 2008.

على صعيد آخر كشف حسين علي صالح رئيس كتلة الوحدة العربية في مجلس محافظة كركوك ان التفجير الانتحاري الذي وقع في مطعم عبدالله أمس الأول كان يستهدف لقاءً للعرب والأكراد يعد الثاني من نوعه، واصفا التفجير بالمحاولة البائسة من قبل جهات يائسة تسعى من خلال الأحزمة الناسفة والعبوات تعكير أجواء التعاون بين العرب والكرد في مدينة كركوك.

وأضاف ان وفدا من دائرة العلاقات الكردستانية في الاتحاد الوطني كان قد زار مؤخرا قضاء الحويجة جنوب غرب كركوك وقام الوفد بدعوتنا في نفس اليوم إلى وجبة غداء بمطعم كباب عبدالله، مبينا أن هذا اللقاء يعد الثاني من نوعه بين العرب والأكراد لتقريب وجهات النظر فيما يتعلق بالمسائل العالقة في كركوك.

وفي السياق نفسه أدان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة «ستافان دي ميستورا» بشدة التفجير الذي استهدف المطعم، وقال إن هذا الهجوم المروع الذي استهدف أعداداً كبيرة من الناس أثناء عطلة دينية وبالأخص في مدينة حساسة يبدو وكأنه تعمد إثارة هجمات انتقامية وتصعيد التوتر الإثني.

ودعا دي ميستورا قادة كافة المكونات في كركوك إلى إظهار القيادة المسؤولة وحث أتباعهم على ممارسة ضبط النفس في هذا الوقت العصيب، معتبرا انه في مثل هذه الأوقات ينبغي على كل محبي السلام من كافة الجماعات أن يتحدوا ضد قوى القتل الجماعي الوحشية.

من جهة أخرى اكد الرئيس العراقي جلال طالبانى ان الارهابيين وفلولهم لن يتمكنوا من تخريب الانجازات الامنية المتحققة في عموم محافظات العراق.

جاء ذلك في برقية تعزية الى ذوي القتلى والجرحى الذين سقطوا اثر العملية الانتحارية..وبحسب بيان للمكتب الاعلامي للرئيس العراقى شددت برقية التعزية كذلك على ان الارهابيين ليس باستطاعتهم افساد الوحدة الوطنية العراقية ومسيرة التآلف والتعايش السلمي الراسخ منذ آلاف السنين بين مكونات الشعب المتنوعة في كركوك.

وعلى صلة بالحادث أيضا، اعلنت مصادر طبية ان عمالا آسيويين كانوا من بين ضحايا العملية الانتحارية.

وقالت هذه المصادر ان مستشفى كركوك العام استقبل ثلاثة عمال مصابين من بنغلاديش يعملون في مطعم كباب عبد الله السياحي الذي استهدفه التفجير الانتحاري.

واضافت انه قد يكون هناك بين ضحايا التفجير عمال آخرون من جنسيات آسيوية، مبينة ان قوة التفجير أدت إلى اختلاط جثث الضحايا مما صعب معرفة عدد الضحايا من العمال الآسيويين.

من جانب آخر، كشف اللواء الركن عبد الحسين الشمري قائد شرطة محافظة ديالى عن اعتقال القوات الأمنية في المحافظة مؤخرا لاثنين من ابرز الممولين للتنظيمات المسلحة في ديالى أثبتت التحقيقات معهما ارتباطهما بجهات خارجية، على حد قوله.

وأضاف ان اغلب التنظيمات المسلحة في المحافظة تتلقى دعما خارجيا وهناك الكثير من الدلائل سيتم كشفها ونشرها امام وسائل الإعلام بالوقت المناسب.

على صعيد آخر، تمكنت قوات التحالف من تفكيك شبكة لتنظيم القاعدة في العراق بمنطقة الحزام الشمالي خلال عمليتين متزامنتين قرب الطارمية شمال بغداد.

وقال الجيش الاميركي في بيان له امس ان قوات التحالف القت خلال العمليتين اللتين جرتا الاربعاء على شخصين احدهما مرتبط بقيادة القاعدة بحسب التقارير المتوافرة في هذا الشأن، بينما يعتقد ان الثاني عضو في تلك الشبكة.

وعلى صعيد متصل اوقفت قوات التحالف اربعة أشخاص خلال عمليات متفرقة جرت في بغداد وقرب الرمادي والموصل.

واشارت هذه القوات الى ان احد الاشخاص الخمسة عضو في قيادة تنظيم القاعدة .