خطأ شائع‏..‏ و سؤال لم يطرحه أو يجيب عنه أحد ‏!!!

أهداف غينيا من أخطاء جماعية وليست فردية‏..‏ وكيف يعالج المنتخب سلبياته؟

فجرت مباراة المنتخب الوطني الودية أمام غينيا بركانا من الانتقادات حول أداء المنتخب‏,‏ وأثارت حفيظة ومخاوف البعض قبل لقاء رواندا يوم‏5‏ سبتمبر المقبل في كيجالي ضمن تصفيات كأس العالم‏,‏ وانهمك الكل في تحليل أحداثها‏,‏ والحديث عن السلبيات والإيجابيات‏,‏ في ظاهرة مفيدة ونابعة‏(‏ بلاشك‏)‏ من الرغبة في استمرار حلم التأهل لمونديال جنوب إفريقيا‏,‏ علي أمل أن يتم تصحيح هذه الأخطاء قبل المباريات الرسمية‏,‏ ولكن خلال الحديث عن السلبيات وقع الكثيرون‏,‏ إن لم يكن الغالبية‏,‏ في خطأ شائع وهو وصف أهداف غينيا في مرمي مصر بأنها جاءت نتيجة لأخطاء فردية‏!!‏ في حين لم يذكر أحد أو يقدم النصيحة في كيفية علاج هذه الأخطاء‏!!‏

وفي حقيقة الأمر فإن أهداف غينيا سجلت نتيجة لأخطاء جماعية وليست فردية‏,‏ وبالتالي لابد من توضيح هذه المسألة أولا قبل طرح الإجابة عن السؤال الثاني لأحد أعضاء الجهاز الفني‏,‏ لأنه سؤال لم يطرحه أو يجيب عنه أحد‏..‏ والتوضيح نوجزه في النقاط التالية‏:‏

أولا‏:‏ سجل سليماني يولا الهدف الأول لغينيا بعد أن استغل خطأ حسني عبدربه في السيطرة علي الكرة‏,‏ وفاز بها يولا متجها نحو مرمي الحضري وراوغه ببراعة وتخطاه ليجد الطريق أمامه شاغرا فسدد الكرة محرزا الهدف‏,‏ وركز الجميع علي خطأ عبدربه‏,‏ الذي لا يستطيع أحد أن ينكره‏,‏ ولكن لم يتطرق أحد إلي دور بقية اللاعبين في المنطقة الخلفية‏,‏ فمن المفترض أن يوجد ثلاثة لاعبين علي الأقل خلف عبدربه وهم‏:‏ محمود فتح الله وهاني سعيد ووائل جمعة‏,‏ بغض النظر عن سيد معوض وأحمد فتحي‏,‏ فإذا كان عبدربه أخطأ فأين كان دور الثلاثة في التغطية الخلفية؟‏!‏ إذن فالخطأ جماعي‏!!‏

ثانيا‏:‏ في الهدف الثاني تكرر السيناريو نفسه‏(‏ الخطأ‏)‏ تقريبا‏,‏ ولكن في هذه المرة كان الخطأ أو الاستيلاء علي الكرة من هاني سعيد‏,‏ حين فاز بها إسماعيل بانجورا علي مقربة من خط منتصف الملعب‏,‏ وسار يجري وحيدا ولم يستطع أحد إيقافه‏,‏ بل مرر الكرة ببراعة هو الآخر من بين لاعبين من منتخب مصر يلاحقانه إلي زميله يولا الذي أكد براعته مرة ثانية وتخطي الحضري ومن بعده وجد الطريق خاليا للشباك من بين قدمي حسني عبدربه‏,‏ أي أن لاعبين من غينيا نجحا في تسجيل هدف وسط أربعة أو خمسة لاعبين مصريين وحارس المرمي‏!‏ فكيف نقول عن ذلك خطأ فرديا؟‏!‏

ثالثا‏:‏ حين أوقف اللاعب كابا ديوارا الكرة بيديه علي حدود مرمي منتخب مصر‏,‏ وقف جميع لاعبي المنتخب الوطني وقتها ولم يتحركوا وانشغلوا جميعا برفع أيديهم للحكم مطالبين باحتساب لمسة يد‏,‏ في حين لم يتوقف ديوارا وسجل في المرمي بعد أن أصبحت مهمته سهلة أمام فريق وقف لاعبوه ليعترضوا وينظروا للحكم الذي لم يتردد في احتسابها سوي الهدف الثالث لغينيا‏,‏ وهذا خطأ جماعي ودرس يقول‏:‏ إنه لابد للجميع أن يلعب ولا يتوقف إلا مع صافرة الحكم‏,‏ أي كان لابد من التصدي للكرة أولا ثم الاعتراض‏,‏ وهذا خطأ لابد أن يتعلم منه لاعبو المنتخب الوطني‏,‏ لأن التحكيم علي أرض المنافس لا يرحم‏!!‏

وبعد التوضيح للأخطاء الجماعية التي تسببت في الأهداف الثلاثة الغينية‏,‏ كان لابد من طرح السؤال المهم وهو‏:‏ كيف يتم علاج هذه الأخطاء؟‏!‏ حتي نتعرف علي مخططات الجهاز الفني لهذ المسألة التي نراها جميعا ليست وليدة هذه المباراة فقط‏,‏ وهذا ما أجاب عنه شوقي غريب المدرب العام للمنتخب الوطني قائلا‏:‏ حقيقة الأمر فيما يتعلق بالأخطاء الدفاعية فإن سببها الموقف الذي نحن فيه أو المأزق المحيط بنا حاليا داخل مجموعتنا بالتصفيات‏,‏ والذي جعلنا مطالبين بضرورة الفوز في كل مبارياتنا المتبقية‏,‏ أي أننا نلعب للمكسب فقط‏,‏ وبالتالي فإن من يندفع للهجوم فلابد أن تحدث عنده أخطاء وثغرات دفاعية‏,‏ وهذا أمر واقعي في كرة القدم‏,‏ وإن كان قد ظهر أمام غينيا فإننا لن ندعه يتكرر بهذا الشكل مع رواندا‏,‏ لأن الوضع سيكون مختلفا أمام بحثها هي الأخري عن الفوز علي ملعبها‏,‏ ولدينا خطة لعلاج السلبيات خلال معسكر الإعداد لرواندا لتفادي خطورة الهجمات المرتدة التي تتسبب في هذا الخلل‏,‏ وذلك بتعديل بعض المراكز في الملعب‏,‏ وضرورة مساندة الجناحين في الحالة الدفاعية‏,‏ إلي جانب بعض التعليمات الأخري‏.‏

وأضاف غريب‏:‏ لا أريد أن أخوض في النواحي الفنية كثيرا‏,‏ لكن كل ما أرجوه حاليا ألا تقلق الجماهير المصرية‏,‏ فنحن نعرف جيدا سلبياتنا ونمتلك حلولا لعلاجها مثلما عالجنا أمورا كثيرة من الارتباك الدفاعي عند قدوم الكرات العرضية‏!!‏

إلي هنا انتهت كلمات غريب وإجابته الموجزة‏,‏ وانتهي من قبلها توضيح الأمر فيما يتعلق بالأخطاء الجماعية‏,‏ علي أمل أن تختلف الصورة والأداء أمام رواندا‏!!‏