عثمان .. الخليفة | |
كان يُعْرَفُ في العهدِ النبوي باسم بئرَ رُومَة
|
|
|
|
| |
كان عثمانُ نِعْمَ العونِ لأبي بكر وعمر، ومن كبار أهلِ الشورى. ثم وقعَ الاختيارُ عليه ليكونَ خليفةً بعد اغتيالِ عُمَر، وكان عثمانُ حينذاك في الثامنةِ والستين من عُمُرِهْ.
ويقول الدكتور عائض القرني: كانت البيعة في الستة الذين توفى النبي (ص) وهو عنهم راض يعني بقي بعد أبي بكر وعمر يعني ثماني لكن مات اثنان منهم فبقي ستة فدارت بينهم إلى أن صفت بين عثمان وعلي وإبن عوف رضي الله عنه. شاور الناس قال حتى ما تركت الجارية وشاورتها ورأيت أن الناس يقبلون بعثمان رضي الله عنه فهو كان كبير في السن وكثير البذل ومن أهل القرآن رضي الله عنه .
وفي عهدِ عثمان فُتحت بلدانٌ كثيرة، وأنشأَ أولَ قوةٍ بَحْرِيةٍ إسلامية، تمَّ بها فتحُ قبرص. كما أقام كثيراً من المعسكراتِ الثابتةِ للجيوش المقاتلة.
وكان من أبرزِ إنجازاتِه نَسْخُ سبعِ نُسَخٍ من القرآنِ الكريم وتوزيعُها على الأمصار، اعتماداً على النسخةِ الأم، التي جُمِعتْ في عهدِ أبي بكر.
كما واصلَ عثمانُ تطويرَ مؤسساتِ الدولة، استكمالاً للجهودِ التي بدأتْ في عهد عمر، واهتم بشكلٍ خاصٍ بمؤسسةِ القضاء.
عهدُ عثمان وسياساتُه المالية واتساعُ الدولة، أدتْ إلى رخاءٍ عام. وهي حالٌ لم تكنْ لتُرضيَ بعضَ الصحابةِ الذين اعتادوا على التقشف. فبدأت تظهرُ حركاتٌ معارِضة. وساهمت مكائدُ خارجيةٌ في استغلال ذلك. وأدى هذا إلى ما عُرِفَ في التاريخ الإسلامي بالفتنةِ الكبرى، التي بدأتْ باغتيال عثمان.
كان من أبرز المُحَرِّضين يهوديٌ اسمُه عبدُ الله بنُ سبأ. وقد تمكنَ مع آخرين من تأليبِ فريقٍ من أبناءِ الصحابةِ على عثمان.
كان عثمانُ قادراً على قمعِ التمرد، لكنه لجأَ إلى الحوار، ونَزَع حُجَجَ المتمردين، إلا أنهم واصلوا مكيدَتهم التي انتهتْ بقتله.
لقد قتل عثمانُ مظلوما، وهو الخليفةُ الثاني الذي يُقتل بعد عمر. ودُفن رضي الله عنه في مقبرةِ البقيع.
مات عثمان رضي الله عنه وهو في الثانيةِ والثمانين من عُمُرِه. لكنَّ ذكراهُ ستظلُ خالدةً من خلال صفاتِه العظيمة، في مروءته وكرمِه وزهدِه وتواضعه وحِلْمِه وصبرِه وعُلُوِّ هِمَّتِه، وحِرصِه على مَنعِ إراقةِ دماءِ الناس، حتى وهو مُهدَد بالخطر. رحم الله ذا النُوريْن، ورضي عنه وأرضاه.