هذا الزحام غير المسبوق لوكالة البلح أو "وكالة المسلسلات" يربك أجدعها بني آدم سوي مازال يحتفظ بعقله أو حتي بقايا منه ليحيله الي مريض نفساني يتعاطي المشاكل ونقيضها.. الممثلون وتناقض أدوارهم واختلافها.. الايقاعات المترهلة والمشاهد الطويلة والممطوطة من أجل الحلقات الثلاثينية المقيتة.. الإعلانات المتكررة بنفس صخبها الممل.. والقطع المفاجئ من أجل الصراخ في اذنيك حتي الصمم.. كل هذا بالطبع لن يخرج لنا إنسانا متزن مستمتعا بأي فن أو ترفيه.. بل قطعا سيؤدي إلي صنع انسان أهطل يتلعثم في تذكر أي شئ!!
* ان مشاهدة خمسين مسلسلا في اليوم الواحد ضربا من ضروب المستحيل وكما يقول المثل العربي الشهير "وعلي نفسها جنت براقش" ستضيع فرص متابعت بعض الأعمال الجيدة أو التي تحمل فكرا لا يناسب هذه السوق الرمضانية ولكن اصرار التجار من المنتجين ووكلاء الاعلانات هو الذي يدمر جهد هؤلاء الفنانين الذين أصبحوا مثل السلع لا يهم ضربها أو حرقها أو حتي تفتيتها وبيعها بنظام "الخردة" مثل رؤية مشهد من هنا ومشهد من هناك! وهو استهلاك للريموت بدلا من أن نموت!!
* قنوات الكوميديا وخاصة "نايل كوميدي" عاملة شغل جامد قوي وترد بقوة علي كل هطل الدراما ونظام البكائيات ولطم الخدود والصراخ المستمر والناس صايمة ومش ناقصة!!
* يسرا في "خاص جدا" أحضرت يسرا اللوزي لتمثل معها هل هو تفاؤل بالاسم.. أم اعتراف بعمليات التسليم والتسلم للأجيال الجديدة؟ الغريب ان كل الرجال في هذا العمل تبكون بحرقة أمامها بما في ذلك المؤلف ومدير التصوير ويمكن المخرجة كمان كانت بتعيط بس وراء الكاميرا!!
* وعلي عكسها تجيء ليلي علوي وقدرها المستخبي ونواحها المستمر علي اطفالها قضية في غاية الخطورة وتلفت إليها الأنظار بقوة برغم سوادها عن عالم فعلت فيه العولمة الكثير بل والمجاعة أكثر ومساحة أداء شيقة من باسم سمرة واحمد راتب ورجاء حسين ونضال الشافعي ومحمد رمضان!
* لا أعرف لماذا لم تمثل هند عاكف دور ليلي مراد نفسها بدلا من دور أمها.. الممثلة المحترفة أفضل للشخصيات التاريخية من الهواة أو المبتدئين.. واسألوا سولاف فواخرجي وغيرها!!
* فشلت مسلسلات "السيت كوم" حتي الآن في جذب المشاهدين كما تفعل المسلسلات الطويلة برغم مللها.. هناك عبط كثير اسمه "6 ميدان التحرير" و"حرمت يا بابا" وغيرهما.. انها كومة "سيئات" وليست سيتات!!
* هذا "اليويو" الذي اعتراه الخرف في الكبر.. والذي يطعن في ثوابت الدين الاسلامي بانكار السنة ويلعبون به في الفضائيات كفقرة مسلية.. لا يصح أن يأتي به التليفزيون المصري وتضعه دينا رامز في "الكمين" آن للجميع أن يكف عن اللعب بالنار.. ما هذا الاستهبال وكمان في رمضان.. هو العقل راح فين؟!!
* مازال المسلسل الأكثر تماسكا والهارب من لعبة الملل لأهمية التفاصيل هو "حرب الجواسيس" عن رواية الراحل صالح مرسي "سامية فهمي".. مازالت ملفات المخابرات المصرية بها الكثير من التشويق الذي أتاح فرصة ذهبية للنجم الواعد شريف سلامة ومعه طاقم رائع أمثال: أحمد صيام وحمدي هيكل وباسم ياخور وهشام سليم وطبعا منة شلبي ورانيا يوسف ومجموعة شباب المخابرات وشباب الجريدة.. انها حرب العقول والقوة والذكاء والمهارة.. وشغل مثل السينما.. برافو بشير الديك ونادر جلال!!