اكدت نتائج دراسة بحثية جديدة بجامعة ستانفورد الأمريكية أن المواد المسرطنة في الدخان السلبي تشكل خطرا كبيرا علي كل الموجودين في الأماكن المغلقة والمفتوحة علي السواء, وأنها تؤدي سنويا لقتل عشرات الألوف ممن يستنشقون هذا الدخان.
فقد أكدت الدراسة أن الجلوس علي مقربة من المدخنين في الأماكن المفتوحة كالحدائق العامة والمتنزهات يمكن أن يؤثر سلبيا علي نوعية الهواء المستنشق, حيث أن الدخان السلبي الخارج من المدخنين بما فيه من ملوثات خطيرة والمحمول مع تيار الهواء السريع يدخل في الجهاز التنفسي للجالسين من غير المدخنين الأطفال والأمهات الحوامل وكبار السن بمستويات عالية قد تكون أكثر تركيزا وكثافة مما يحدث في الأماكن المغلقة. وقد تمكن الباحثون باستخدام أجهزة تحليل محمولة من قياس المواد السامة في عينات الهواء في الأماكن المفتوحة, ووجدوا أن هذه الملوثات تحتوي علي مواد مسرطنة وجسيمات أخري يمكن أن تسهم في إصابة الجالسين بنوبات من التهاب الشعب المزمن, وعدم انتظام ضربات القلب وبعض المشاكل الصحية الأخري.
كما وجد الباحثون أنه كلما كان الجلوس علي مقربة أكثر من المدخنين, زادت فرصة الاستنشاق, ومن ثم تزداد مخاطر التأثير, وبلغ متوسط تركيز هذه الملوثات والمواد المسرطنة المستنشقة في الأماكن المفتوحة خلال سويعات قليلة حوالي35 ميكروجراما, لذلك حذر الباحثون من جلوس غير المدخنين علي مقربة من المدخنين في الأماكن العامة, خاصة إذا كان الدخان الخارج في اتجاه الرياح تجنبا لاستنشاقه. ومن الغريب أنه علي الرغم من أن مخاطر تدخين التبغ أصبحت الآن معروفة للجميع, إلا أن الملايين من الرجال والنساء يستمرون في استعمال منتجات التبغ بشكل يومي, ويقدر عدد المدخنين في الولايات المتحدة وحدها بحوالي50 مليونا'20% من تعداد السكان', ويبلغ عدد المدخنين في مصر13 مليونا,
وقد تمكن الباحثون من تحديد عدد من الأسباب البيئية المحتملة لهذا الاتجاه كان من بينها ملوثات الهواء, والاستخدام المكثف للمبيدات الكيماوية وتغير نوعية الهواء. وتخلص دراسة بحثية جديدة لكلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا إلي أن الدخان السلبي للسجائر هو أحد العوامل الرئيسية وراء الزيادة الكبيرة في أعداد الأطفال المصابين بالأزمات الربوية, لكونهم يتنفسون بمعدل أسرع من الكبار, حيث وصلت نسبة الإصابة بالأزمات الربوية بين الأطفال معتادي التعرض للدخان السلبي إلي63%, مقارنة بغير المعرضين