السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
سيدي الفاضل..
جعلكم الله عونا لنا، وجعل هذا في ميزان حسناتكم.
مشكلتي هذه في ابني الأوسط، وهو عمره الآن 3 سنوات وثمانية أشهر.
مشكلتي أنه يلعب في جميع الأجهزة الكهربائية خاصة، ويلعب في كل شيء عامة، ويفعل أشياء وهو يعرف أنه سوف يعاقب بالضرب عليها، فيلعب في "ريموت" التلفاز، وعندما أنهره وعيني تغيب عنه لحظة أجده قد دخل الحمام ويلعب في مفاتيح تشغيل الغسالة، وممكن أضربه، لأجده بعدها يلعب في "ماوس الكمبيوتر" أو مفاتيح التشغيل.. أنا وأمه دائما أعيننا عليه، لكن لو انشغلنا عنه لحظة يعبث في أي شيء تقع عينه عليه.وهو كان يأكل جيدا، أما الآن ومنذ فترة لا يأكل مثلما كان قبل ذلك، وصحته العامة الحمد لله بخير، ولا يحب مشاهدة التلفاز مثل أخيه الأكبر (6 سنوات)، فهو يحب مشاهدة أفلام "والت ديزني".أنا وزوجتي تعبنا معه للعبه بالأشياء التي لا تخصه، هو عنده حب استطلاع لكنه مخرب، ومن يومين وضع أسطوانات و"حجر بطارية" داخل جهاز الفيديو، وهو يعرف أنه سيضرب.ماذا نفعل معه؟ .. انصحونا بالله عليك..
الحل | |
| |
| سيدي الكريم أبو يوسف.. إذا فتحت أي كتاب يتحدث عن السمات العمرية للأطفال، فستجد أن ابنك طفل نموذجي كما يقول الكتاب.
فالطفل في هذه السن يصبح أكثر وعيا بالآخرين وبما حوله؛ ويصبح أكثر وعيا بأفكاره ومشاعره؛ وغالبا ما يكون عنيدا ومتقلب المزاج؛ كما يغدو قادرا على المشي والقفز، والجري، والتدحرج والتزحلق؛ ويملك خيالا واسعا ومخاوف وهمية، كما يزداد فضوله ورغبته في اكتشاف ما حوله من محيط، فيكثر من الأسئلة وفتح الدواليب واللعب في الأشياء بهدف التعرف عليها لا إغاظتكم.
ومن الطبيعي ألا يشبه يوسف أخاه في الطباع، فأصابع يدنا ليست متشابهة، كما يقال، فلكل طفل شخصية وطاقة واهتمامات، ويستحيل جعل الناس، والأطفال خاصة، نسخا متشابهة.
بدا من بياناتكم أنكم تعيشون بعيدا عن بلدكم، ولكنك لم تذكر لنا منذ متى وأنتم تعيشون هناك، وماذا عن معارفكم وعلاقاتكم، كما لم تتحدث عن علاقة يوسف بأخيه وأخته وبكم، وهل يذهب إلى الحضانة أم لا وهل له أصدقاء أو أقارب أو جيران هناك؟ وعدم ذكرك للتفاصيل ستجعلني أستنتج وأفترض أشياء لا أعرف مدى صحتها.
من الطبيعي أن يملك الطفل في هذه السن طاقة كبيرة تساعده على إثارة الشغب وإحداث الفوضى، ولكن في ظروفكم ربما يعاني يوسف الملل، إن كان لا يذهب إلى الحضانة وليس لديه أصدقاء، وربما لا تساعده لغته على التحدث مع من حوله من أطفال - وإن كان اللعب لا يحتاج إلى لغة في هذه السن - وربما يكون أخوه يذهب إلى المدرسة والأم منشغلة بأخته الصغرى عنه، فيحاول فعل كل هذا ليلفت انتباهها إليه، وربما يقبل بالضرب في سبيل إثارة اهتمامكم وانتباهكم له.
ولكن.. إن كان طفلك يحب اللعب بالأشياء لا بالألعاب، ويحب الفك والتركيب، فلماذا لا توفر له بعض الألعاب التي تناسب سنه ويتوفر فيها ما يحب، كالبازل والميكانو والمكعبات؟ خذه في رحلات استكشافية يتعرف فيها على أشياء جديدة ومختلفة.
وصدقا سيدي.. فلن يأتي الضرب بنتيجة مع طفل كيوسف، حاول أن تقترب منه، وتحضر أحد الألعاب السابق ذكرها ومشاركته اللعب، وتعليمه كيفية اللعب بها، وكيفية بناء الأبراج بالمكعبات أو تكوين الصور أو تشكيل الآلات بالميكانو.. حاولوا الاستفادة من الطاقة التي لدى يوسف وتوظيفها بشكل جيد وأكثر إيجابية بدلا من وأدها.
كما يمكنكم إشراكه معكم في بعض العناية بأخته الصغرى، وبعض المهام المنزلية وتكليفه بها لملء فراغه وفي نفس الوقت تعليمه بعض المهارات والتقرب منه.. أشبعوا رغبته في اكتشاف ما حوله.
|