قبل دقائق من صدور الحكم.. فوجيء الجميع داخل قاعة المحكمة باثنين من المتهمين داخل قفص الاتهام يتبادلان القبلات.. والأحضان.. انهما المتهمان ايريس بنيل وزوجها الأمريكي لويس وكونستين المتهمين مع 9 آخرين في قضية تهريب الأطفال الرضع الي الولايات المتحدة الأمريكية.. وبعد هذه الاحضان والقبلات خرجت هيئة المحكمة وأصدرت حكمها فتحول الحال الي بكاء وحزن.
عاقبت محكمة جنايات القاهرة أمس 11 عضوا بعصابة تهرب الأطفال المصريين الرضع الي الولايات المتحدة الأمريكية بالسجن لمدد تراوحت بين 5 سنوات وسنتين وتغريم 7 متهمين 100 ألف جنيه لكل منهم.. بعد ان تم توجيه اتهامات لهم تضمنت بيع أطفال مصريين لأجانب مقابل مبالغ مالية وتزوير محررات رسمية.
أصدر الحكم المستشار محمدي قنصوة بعضوية المستشارين محمد جاد عبدالباسط وعبدالعال ابراهيم سلامة بحضور هاني جورجي رئيس النيابة وأمانة سر حسن عبدالله الصيفي وعماد شرف.
المتهمون هم مريم راغب مشرقي مشرفة بيت طوبيا للخدمات الاجتماعية.. وجورج سعد لويس غالي طبيب نساء وتوليد بالمستشفي القبطي.. وجميل خليل بخيت أمين صندوق بيت طوبيا وقد عاقبتهم المحكمة بالسجن 5 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه لكل منهم.. وايريس بنيل عبدالمسيح بطرس وزوجها الأمريكي لويس كونستين ورأفت عطا الله وسوزان جين ماجلوف ومدحت متياس بساده وجوزفين القس متي جرجس وعاطف رشدي حنا وأشرف حسن وقد عاقبتهم المحكمة بالحبس مع الشغل لمدة سنتين.. وغرمت المحكمة المتهمين من الرابع حتي العاشر 100 ألف جنيه لكل منهم.
بدأت وقائع الجلسة في الساعة الثانية عشرة وعشر دقائق بعد احضار المتهمين من محبسهم وتم ايداعهم قفص الاتهام حيث تبادل الزوجان ايريس بنيل وزوجها الأمريكي لويس كونستين القبلات والأحضان داخل قفص الاتهام وقامت المتهمة برفع صورة فوتوغرافية للطفل المسمي ألكسندر مشيرة بها الي وسائل الإعلام ومتمسكة بعودة الطفل الذي تبنته بينما قامت المتهمة مريم راغب مشرفة جمعية بيت طوبيا للخدمات الاجتماعية بالجلوس القرفصاء داخل قفص الاتهام للاختفاء من كاميرات الإعلام.
شهدت قاعة السادات تزاحما شديدا حيث حضر عدد كبير من وسائل الإعلام والصحفيين وبذل رجال الأمن باشراف العميد عماد توفيق والرائد اسر زعتر قائدي حرس المحكمة جهودا مكثفة لتنظيم القاعة لحين صدور الحكم. ولم يحضر المتهمون السادس رأفت عطا الله والتاسع جورفين القس والعاشر عاطف رشدي.
ترجع وقائع القضية الي عام 2008 بالقاهرة عندما باع المتهمون الثلاثة الأول مريم راغب. جورج سعد وجميل خليل وسهلوا بيع الطفلين الكسندر البالغ من العمر شهرين تقريبا وفيكتوريا "البالغة من العمر شهرين تقريبا" للمتهمين ايريس وزوجها الأمريكي لويس مقابل 26 ألف جنيه بغرض التبني وذلك بأن اتفقا حال وجودهما بالولايات المتحدة الأمريكية مع المتهمة الأولي "مريم مشرقي" بواسطة المتهم جميل خليل شراء طفلين ذكر وأنثي حديثي الولادة مقابل مبلغ مالي.. وقام المتهم جورج سعد طبيب النساء والتوليد إثر ذلك بتوليد سيدتين مجهولتين في مستشفي الأندلس بجسر السويس وحرر شهادتين تفيدان قيامه "علي غير الحقيقة" بتوليد المتهمة الرابعة "ايريس" لهذين الطفلين وأنهما توءم ونسب الطفلين وشهادتي التوليد الي المتهمة الأولي التي احتفظت بهما في جمعية بيت طوبيا للخدمات الاجتماعية ثم ابلغت المتهمين الرابعة والخامس واستلما الشهادتين مما مكنهما من استخراج شهادات ميلاد وجوازات سفر مزورة للطفلين وقدماها للسفارة الأمريكية بالقاهرة لاتخاذ اجراءات سفرهما للولايات المتحدة لاصطحاب الطفلين وذلك حالة كونهم جماعة اجرامية منظمة عبر الحدود.
وقام باقي المتهمين بتزوير شهادات ميلاد مزورة واستعمالها بينما قام المتهمان الهاربان جوزفين القس متي وعاطف رشدي أمين حنا بشراء الطفلة مريم عاطف رشدي "البالغة من العمر شهرين تقريبا" من مجهول مقابل 10 آلاف جنيه بغرض التبني المحظور قانونا وحرر المتهم أشرف حسن اخطار ولادة غير حقيقية بتوليد الطفلة من المتهمة وتمكنت من استخراج شهادة ميلاد مزورة وقدمتها للسفارة الأمريكية لاتخاذ اجراءات سفرها للولايات المتحدة.