يا أعز وأغلى وأطيب قلب فسر للعالم معنى الحب.. كلما استمعت إلى هذه الأغنية التي يشترك الموسيقار الكبير "محمد علي سليمان" في غنائها مع ابنته المطربة المبدعة "أنغام" أجد الدموع تغلبني من فرط الصدق في اللحن والأداء والكلمات التي كتبها شاعر موهوب كان يبيع حتى مطلع السبعينيات الفل والياسمين أمام معهد الموسيقى العربية اسمه "مصطفى السبيلي" ولهذا يقول في أحد أرق مقاطع الأغنية "الحب ده عقد من الياسمين وقلوب العشاق حباته"..
إلا أنني بعد أن أعيش مع هذه الأغنية توقظني قسوة التراشقات بالألفاظ والكلمات التي لها مذاق اللكمات بين "أنغام" و "محمد علي سليمان".. لقد كانت بينهما جولة أولى حامية الوطيس قبل عشر سنوات مع بداية انتشار الفضائيات وكان "سليمان" يفتح عليها النيران في قناة وترد عليه "أنغام" في أخرى ثم خمدت النيران التي يبدو أنها كانت لا تزال مشتعلة تحت الرماد.. نعم هدأ التوتر في العلاقة بين الموسيقار الكبير والمطربة المبدعة ولكن لم يعد التعاون الفني بينهما قائماً..
لقد انتظرت أن أستمع إلى أغنية عليها توقيع الأب في شريط "أنغام" الجديد "نفسي أحبك" حيث أنها غنت لكل الأجيال "محمد الطوخي" ، "محمد النادي" ، "محمد الظواهري" حتى وصلت إلى موسيقار من جيل والدها وهو "عمار الشريعي" ولكنها لم تعد إلى ألحان والدها.. سألت "محمد علي سليمان" لماذا لم تلحن لأنغام؟ أجابني هي طلبت بالفعل أن ألحن لها أغنية ولكني قلت لها بعد سنوات الابتعاد والتي تجاوزت العشرة المفروض أن تعود إلى الناس بألبوم متكامل لمحمد علي سليمان وليس فقط أغنية..
وأضاف أنا لدي وجهة نظر أريد أن أحققها موسيقياً في هذا الألبوم من خلال تتابع الأغنيات.. لن أحتكر صوتها للأبد فقط طلبت أن أقدم لها شريط مختلف يعبر عن حالة وجدانية واحدة ولكن "أنغام" لم توافق على اقتراحي وأنا لم أوافق على أن أقدم لها مجرد أغنية واحدة على الشريط.. احترمت رأيها ولكني لم أستطع سوى أن اعتذر عن تلحين أغنية في ألبوم أنغام.. لا شك أن "محمد علي سليمان" اختلط عليه الأمر بين الأب والملحن فهو يريد من ابنته التي صنعها وكبرت أمامه وعلمها أسماء الآلات والمقامات الموسيقية قبل أن تتعلم حروف الكلام يريدها كنز خاص به لا يجوز لأحد غيره أن يغترف منه..
هذه الابنة كان ينبغي أن تنطلق بعيداً عن سطوة الأب اجتماعياً وفنياً.. نعم قدم لها "سليمان" أروع ألحان البدايات لكن من حقها أيضاً أن تختار الأغصان الموسيقية التي تحلق فوقها هكذا غنت كما يحلو لها ونجحت في أن تتجدد.. ابتعدت تماماً عن الأب فنياً وهذا لم يكن في صالحها والأب الموسيقار لم يرض سوى أن ينفرد بصوتها وهذا لم يكن أيضاً في صالحه وتعطلت لغة الغناء وبدأنا نسمع الحان نشاز يرددها الطرفين.. من الذي أحال أعز وأغلى وأطيب قلب إلى غابة مترامية الأطراف من الأشواك..
هل تتنازل أنغام عن شرطها للتعاون مع "محمد علي سليمان" وتمنحه شريط كامل.. أم يتنازل الأب عن هذا الشرط ويوافق على تلحين أغنية واحدة؟! من الذي يبدأ الخطوة الأولى حتى لا تصبح عودة "أنغام" إلى "محمد علي سليمان" هي اللقاء على طريق الأشواك؟!