وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. عزيزتي السائلة بارك الله فيك وفي أسرتك.. وسأدخل في الموضوع مباشرة موضحة بعض النقاط التي تخص مسألة التبول الليلي: أولاً: مسألة عدم الشرب قبيل النوم والتبول قبله مباشرة لإفراغ المثانة وإلى ما هنالك من تلك الإجراءات.. هي فقط إجراءات لمحاولة تفادي التبول في الفراش، ولكنها ليست في حد ذاتها سبلاً للعلاج، وبالتالي فتبول الطفل في فراشه رغم اتخاذ كل تلك الإجراءات أمر لا يقلق، والمقلق هو عدم استجابته للعلاج إن وجد، مما يستلزم فحصًا جديدًا وتشخيصًا مختلفًا لتحديد علاج آخر يستجيب له الطفل. ثانيًا: فحص البول للتأكد من خلوه من السكر ومن الميكروبات ليس الإجراء الوحيد للتأكد من عدم وجود سبب عضوي للتبول في الفراش، فالتبول في الفراش ليس هو المشكلة، بل إنه نذير لمشكلة أو أكثر يعاني منها الطفل، ومن هذه المشكلات وجود تضاغط أو مشكلة في فقرات العمود الفقري، مما يقلل من قدرة الطفل على التحكم في عضلاته فيصعب عليه التحكم ليلاً، وأثناء النوم. ثالثًا: إيقاظ الطفل ليتبول 3 مرات أثناء الليل لن يحل المشكلة هو فقط يمنع بلل الفراش، لكنه لا يعالج الطفل؛ لأنه ما زال لا ينتبه من تلقاء نفسه لحاجته للتبول، بل يحتاج لإيقاظك أنت ولو تركته لن يستيقظ، فانتباهه لحاجته للتبول يحتاج للعلاج، وقد يحتاج الطفل للعلاج الطبيعي لدى اختصاصي للعلاج الطبيعي أو لعقاقير ترفع استعداده للتنبه عند الحاجة لدخول الحمام. وما أنصح به هو عرض الطفل على طبيب مسالك بولية بحيث تبدأ الرحلة من عنده فينصح بالخطوات التالية والمناسبة للتأكد من الحاجة الفعلية للطفل، وما يحتاجه من علاج دقيق ومناسب لحالته بحيث يساهم في تحسن حقيقي. أما ملاحظاتك عن الطفل فلا أعتقد أن لها علاقة بمسألة التبول في الفراش اللهم إلا علاقة السبب والنتيجة، فقلة كلامه وعدم رغبته في الخلطة، وغير ذلك من الملاحظات هي بلا شك نتيجة لشعوره باختلاف أو نقيصة عمن حوله، مما يسبب له حرجًا أو ضيقًا يجعله يحجم عن التفاعل القوي مع المحيطين.. ولعله من المطمئن أن نتائجه في المدرسة (الألمانية حيث تقيمون) نتائج مفرحة، ولا تنسي أن مشكلة اللغة قد تساهم في عدم تنفيذه لما يوجه له ربما لعدم فهمه الدقيق لما يقال. أما مسألة النظام والاعتماد على النفس فهي قضية تعوّد.. وحسبما تعودين طفلك وأسرتك وأفرادها حسبما يكونون.. فلو كانت لطفلك مسئوليات محددة يومية شأنه كشأن باقي أفراد الأسرة.. ترتيب سريره مثلاً وتنسيق حجرته والمساهمة في إعداد الفطور، بينما يقوم أخوه برفع الفطور وتنظيف المنضدة، بينما على الأخت غسل الصحون مثلاً أو حتى مشاركتك فيها، فسيعتاد الطفل النظام والمشاركة، وهكذا... ولا تنسي أن أكثر الذكور يميلون لعدم النظام بسبب تعودهم في بيوتهم على ذلك. فالولد غالبًا ما يكون مخدومًا من قبل إناث المنزل (الأم - الأخت - الخادمة)، فيعتاد ألا يشارك وألا يفعل شيئًا سوى التذمر وتناول الطعام المُعد ونثر الأشياء المنظمة لتجد الإناث شيئًا يفعلنه. وهذا في الحقيقة خطأ فادح في التربية، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله، فضلاً عن أن الحياة في عصرنا قد تتطلب أن يخدم الابن نفسه إن حكمت عليه الظروف بالسفر للخارج للدراسة أو العمل أو الإقامة بعيدًا عن الأهل لأي سبب أو غير ذلك، مما يؤكد أهمية أن يكون الطفل معتادا على النظام والنظافة والمشاركة في كل المهام خارج وداخل المنزل. مسألة التركيز يفيدك فيها الاطلاع على ما يلي فستجدين نصائح مباشرة لمعونة طفلك على التركيز: امتحانات بنكهة النجاح!أما كثرة الحركة فالأمر طبيعي والأصلح الاستفادة منه وليس استنكاره، فيمكن اشتراك الطفل في رياضة مفيدة أو أكثر من رياضة يمارسها بانتظام.. وسيساهم الأمر في رفع ثقته بنفسه وحثه على الخلطة والاجتماعيات.. وهو ما سييسر التغلب على مشكلته إن شاء الله؛ لأنه سيقوى في مواجهتها، فتصغر المشكلة وتتقلص حتى تختفي، ولا تصير هي كل عالمه كما الحال حاليًّا -كما استشففت من سؤالك. وأخيرًا عزيزتي.. أرجو أن أكون قد وفرت لك ما يلزم للإجابة على كل سؤال لديك، وأرجو أن أتلقى متابعتك والمزيد من أسئلتك واستفساراتك قريبًا.. وشكرًا.
|