عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
موضوع: عصبية وأخاف من الفشل في تربية أبنائي الأحد 20 سبتمبر 2009 - 23:41
السلام عليكم.. بداية أود توجيه الشكر لكم على جهودكم، ووفقنا الله وإياكم لما فيه مصلحة الجيل القادم.
في البداية أود أن أوضح صورة الوضع الحالي لعائلتي؛ فأنا أم لطفلين؛ الطفلة الأولي عمرها 4 سنوات وطفل 3 أشهر، وعندما رزقني الله بطفلي قررت ترك العمل والتفرغ لعائلتي نظرا لإقامتنا في قطر حيث لا يوجد لدينا أي أقارب هنا.
والمشكلة التي تواجهني الآن هي القلق المفرط في تربية أبنائي وخاصة ابنتي؛ حيث إنني أحيانا أفقد السيطرة على أعصابي لأقل تصرف يصدر منها، على الرغم من أنها متجاوبة معي لأبعد الحدود، ولكن بعد مجيء الطفل الجديد للعائلة أصبح هناك نوع من الغيرة، وتطلب مني قضاء وقت أكبر معها سواء في اللعب أو الرعاية، ولكن مسئوليات البيت والطفل تشعرني بالإرهاق فلا أستطيع تلبية طلباتها باللعب معها.
أنا أشعر بالذنب لذلك، على الرغم من أنها لا تنام إلا بعد أن أقرأ لها قصة وأغني لها أغنية ما قبل النوم، وهذه عادة تلتزم بها منذ صغرها، وأنا صراحة أعاملها باستقلالية تامة، حيث لها الخيار في لبسها وأكلها واختيار ألعابها، وأجلس وأتحاور معها أنا ووالدها في حال شعورنا بأن هناك ما يضايقها.
أرغب بأن تلتحق بدار لتحفيظ القران، لكنهم لا يأخذون من هم في عمرها، لا أعرف ماذا أفعل لأبعد عنها شعور الغيرة، وأرغب بشدة في أن أجعلها طفلة قوية واثقة من نفسها وقيادية. أرجوكم أرشدوني؛ هل أنا هكذا أسير على الطريق الصحيح؟ أم يتوجب علي تغيير أسلوبي معها؟
وعلى فكرة أنا أتشدد في رد فعلي على تصرفاتها، أما والدها فهو يقول لي أحيانا إنني قاسية عليها ولكن طبعا ليس أمامها.
ماذا أفعل؟ فأنا أشعر بأن المسئولية كبيرة، وأشعر بالخوف والقلق الدائم، على فكرة أحيانا أطلب منها أن تنتبه لأخيها الصغير لفترة قصيرة طبعا، فهل تحميلها المسئولية خطأ ويجعلها تغار أكثر من الصغير؟
آسفة على الإطالة، وربما عدم الترتيب في طرح الأفكار، ولكنني أشعر بقلق كبير، وشاكرة لكم تعاونكم.
الحل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أهلا بك سيدتي على صفحة معا نربي أبناءنا، وبارك الله فيك وفي طفليك، ولا داعي للأسف على الإطالة أو لعدم ترتيب الأفكار، فنحن نسعد ونرحب دائما بزائري ومستشيري صفحتنا.
واسمحي لي قبل الرد على رسالتك أن أضرب لك مثلا بطالب يدخل الاختبار وهو قلق للغاية ويشعر بخوف ورعب شديدين لدرجة أنه حينما رأى ورقة الامتحان فقد القدرة على التفكير السليم وتشتت أفكاره، وحال معظم الأمهات هو حال هذا الطالب مع طفلهن الأول.
سيدتي؛ لا تضيعي فرصة ممارسة الأمومة والاستمتاع بها، العبي مع ابنتك، ارسمي معها، تحاوري معها، ولا داعي أن يكون الحوار عبارة عن مواعظ ودروس، بل تحدثي معها لمجرد التقارب ولإيجاد علاقة طيبة بينكما، استثمري فرصة إجازة زوجك وتنزهوا جميعا، وإذا كان هناك فرصة لترك الصغير مع الأب لتتنزهي أنت وطفلتك وحدكما أحيانا فافعلي، وعامليها على أنها صديقتك الصغيرة، واجعليها تشاركك في اختيار بعض ملابسك وحليك، أشعريها بأنها طفلة مرغوب فيها، اتركي لها مساحة لأن تخطئ، واتركي فرصة لنفسك أن تعلميها برفق خاصة -وكما قلت- أنها تستجيب لك.
وحتى تساعدي نفسك على الهدوء معها وعدم العصبية أريدك فقط أن تتخيلي شخصية ابنتك إذا ظللت على انفعالك وفقد أعصابك معها أي شخصية ستكون؟ ببساطة ستصبح شخصية فاقدة للثقة بنفسها، مترددة، سريعة التأثر بالغير، فضلا عن حالة التمرد والعصبية والتطاول حينما تشب وتصل لسن المراهقة، ستحاول أن تبحث عن الحب والدفء والاستيعاب في مكان آخر ما دامت لا تجده مع أقرب الناس لها.
أما عن مشكلة الغيرة وكيفية التعامل معها؛ فإليك الاقتراحات التالية، ولكن قبل ذلك لا بد أن تدركي سيدتي أنه من غير الطبيعي أن تجدي إخوة لا يغارون من بعضهم، فالغيرة جزء من نمو الطفل ونضجه، ولكن علينا التعامل معها بحكمة حتى تمر بسلام، ودون أن تترك أثرا سيئا في نفوس الأطفال، وأما الاقتراحات فهي:
- حاولي تنظيم وقتك قدر المستطاع بحيث يكون هناك وقت للعب مع طفليك، وليس شرطا أن تلعبي معهما يوميا، بل بحسب ظروفك، والأفضل أن تحددي ذلك الوقت وتخبري به ابنتك مسبقا.
- لا تنتظري حتى ينام الصغير وتلاعبي الكبرى، بل يمكن أن تلعبا معا أوقات صحوه ونومه حتى تعرف أن لأخيها حق المشاركة إن استطاع ذلك وله مكانة بينكم أيضا.
- داومي على قراءتك لها قبل النوم والغناء معها.
- خيرا فعلت مع طفلتك الكبرى بإسناد مهمة رعاية الصغير، فاستمري في ذلك شرط ألا تثقلي عليها.
- حاولي أن تشعري ابنتك بأن ميزة الإنسان فيما يتقنه ويصنعه، وأنه كلما كبر كلما استطاع أداء وإتقان أشياء كثيرة لا يعرفها ولا يتقنها الصغير.
- حاولي أن تركزي على قدرات ابنتك ومهاراتها وعززي هذا فيها، فإن كانت ترسم مثلا فساعديها على تنمية هذه المهارة.
- اجعليها تساعدك في بعض المهام المنزلية خاصة في المطبخ، واصنعا معا بعض أصناف الحلوى، أو السلطات، وتبادلا النكات، والألغاز أثناء ذلك.
- ختاما، أود تذكيرك فقط أن من أكبر السلوكيات التي تثير الغيرة بل الحقد بين الإخوة، شعور الطفل بأن إخوته أو أحدهم يستأثر باهتمام الأبوين أو أحدهما بقصد أو دون قصد سواء كان هذا الاهتمام اهتماما ماديا أو معنويا. ومن هنا ندرك أهمية وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا بالعدل بين الأبناء.
وأخيرا، أدعو الله أن يصلح بالك ويجعل لك من أمرك يسرا، وفي انتظار المزيد من المتابعة معنا.