"بدء تطعيم الحجاج ضد إنفلونزا الخنازير علي مسئوليتهم منتصف أكتوبر"، وجاء فيه: أكد الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة بدء تطعيم الحجاج في منتصف شهر أكتوبر المقبل بلقاح فيروس إنفلونزا الخنازير الذي تم التعاقد مع شركة إنجليزية لتوريده حيث يحتاج إلي01 أيام ليبدأ مفعوله في الجسم قبل مغادرة الحجاج مشيرا إلي أن كل حاج سوف يوقع إقرارا بموافقته علي إجراء التطعيم علي مسئوليته الشخصية نظرا لأن وزارة الصحة لا تعلم الآثار الجانبية للقاح حتي الآن موضحا أن الشركات المنتجة للقاح تشترط علي الدول المستوردة كتابة إقرار بأن الشركات غير مسئولة عن الآثار الجانبية للمصل جاء ذلك خلال لقاء وزير الصحة بالسفيرة الأمريكية مارجريت سكوبي أمس بمقر وزارة الصحة.. وجاء الخبر ذاته بنفس الفحوي في جريدتي الأخبار والجمهورية.. وهذا ما يؤكد ما جاء في تصريحات الوزير، بعيدا عن التشكيك، أو حدوث خطأ غير مقصود في نقلها!
تصريحات وزير الصحة جاءت مفاجأة مذهلة للشارع المصري، وجعلته في حيرة من أمره لما حرصت عليه من تأكيداتها علي أن كل مواطن سوف يوقع إقرارا يتحمل بموجبه مسئولية نفسه جراء إقباله علي التطعيم، في نفس الوقت الذي يبريء فيه وزارة الصحة والشركة المنتجة للقاح مما سوف يصيب المواطنين من خطر الآثار الجانبية للمصل، والتي قال عنها الدكتور حاتم الجبلي أن وزارة الصحة لا تعلم عنها شيئا حتي الآن؟!
تلك التصريحات تثير قلقا يحمل تساؤلا: أين معامل وزارة الصحة، وأجهزتها وهيئاتها الرقابية التي تكتظ بخيرة العلماء والباحثين؟!.. أليس من المنطقي أن تخضع عينات من تلك الأمصال للتحليل للوقوف علي ماهيتها قبل طرحها لتطعيم المواطنين، وحتي نتجنب أخطار الآثار الجانبية التي يؤكد الوزير عليها طبقا لما ادعت الشركة المنتجة؟!
هل يعقل هذا؟!.. وهل ينتهي دور وزارة الصحة بمجرد التعاقد علي المصل واستقدامه لمصر؟!.. وهل يتحمل المواطن المصري مسئولية نفسه نظير اختياره خيار التطعيم؟!.. والسؤال الذي يفرض نفسه الآن: من المسئول إذن عن صحة المصريين؟!.. ومن يحميهم، ويحفظ حقهم في إتقاء شر ما تحمله مثل تلك الأمصال من آثار جانبية، والتي تجتهد شركاتها المنتجة في الفرار من تحمل مسئوليتها؟!.. أليست صحة المصريين مسئولية قومية، تتحملها وزارة الصحة بجميع هيئاتها، وما أعلن عنه بشأن مثل هذا الإقرار لا يعفيها ووزيرها من مسئولية ضرر يصيب أي مواطن أخذ تطعيما جلبته وزارة الصحة.. أليس كذلك؟!