على الرغم من ان فيلم «الوعد» ليس التجربة الأولى لروبي في السينما، فقد ظهرت من قبل في «سكوت هنصور» و«7 ورقات كوتشينة» و«ليلة البيبي دول»، فإنه نقلة مهمة في حياتها الفنية، تخرج في هذا العمل من شرنقة المراهقة الفنية وتتخلص من روائح البهارات التجارية، التي استغلت انوثتها، وشهرتها كمطربة، لتدخل عالم الاحتراف في التمثيل.. هذه المرة تقف مع الكبار: تمثل رؤية فلسفية لوحيد حامد، ويحركها المخرج الموهوب محمد ياسين، وتلعب بمهارة امام العملاق محمود ياسين، كسبت روبي الكثير!! لكنها في الوقت نفسه عليها ان تدفع الثمن الكثير من الكلام والإشاعات التي لم تخمد منذ انفصالها الفني عن المخرج شريف صبري، التقتها «القبس» في هذا الحوار:
• كيف تم اختيارك لفيلم الوعد؟
ـــ عندما كنت اقرأ الورق شعرت بأن الدور مكتوب لي، شعرت بأنه يناديني، وجدت نفسي في الورق، وكانت فرحتي فوق السعادة، وأكبر من مجرد المشاركة في فيلم سينمائي، وهذه أيضاً كانت وجهة نظر المخرج محمد ياسين، والمؤلف وحيد حامد، فكلاهما اتفقا على انني الانسب للقيام بالدور، وأكد ذلك موافقة المنتج الذي اقتنع باختيار المخرج، وكانت فرحتي كبيرة للغاية لان كليهما من الأسماء الكبيرة في السينما.
• هل كانت لك شروط خاصة لتقديم هذا الفيلم؟
ـــ وقعت على الفيلم وانا مغمضة بعد ان قرأته، كنت خائفة من ان يضيع مني العمل، كانني وجدت كنزا، وأريد ان أخفيه عن الجميع، ولم أفكر في الأجر، ولم أتناقش في حجم المشاهد، تركت نفسي مثل التلميذة في يد المخرج محمد ياسين، لانني شعرت ان هذا العمل مكسب كبير بالنسبة لي على المستوى الفني.. وأعتقد ان أي ممثلة مكاني كانت ستفعل ما قمت به.
شخصية غير عادية
• كيف رأيت شخصيتك بالفيلم وتعاملت معها منذ البداية؟
ـــ أجسد في الفيلم دور فرح الفتاة الجميلة والجذابة، التي تستخدم جمالها في إقامة علاقات مع رجال الأعمال للوصول إلى معلومات تفيد جهة أخرى، لكنها تتحول إلى خطر على مسؤولين كبار فيتم التخلص منها في آخر الأمر، تصورت منذ البداية ان فرح شخصية غير عادية، هي من لحم ودم، لكنها مختلفة ونادرة عن باقي الشخصيات، وهي تخطئ لكنها تطلب المغفرة وتريد الطريق السليم في النهاية، لكن لا أحد يسمح لها بالتطهر. أشفقت جداً على فرح، وفي رأيي هي تجسيد لرسالة الفيلم عن التسامح المفقود في مجتمعنا المعاصر، لا يريد أحد ان يعترف باننا بشر نخطئ ونصيب، ومن حق المخطئ ان يأخذ فرصة أخرى في التوبة، والعودة عن الخطأ، وهو الأمر الذي يجعل كل إنسان يتقزم ويغوص في داخل نفسه وينفصل عن العالم، ويضطر احياناً للكذب والخطيئة لانه يعلم ان الناس لن يسامحوه على الخطأ الذي ارتكبه.
• وإلى أي مدى تخافين انت من الخطأ كروبي؟
ـــ لا اخاف من الخطأ إنما أخاف من الاستمرار فيه.. في رأيي الخطأ ليس عيباً.. وعلى الإنسان ان يصلح من نفسه بشكل دائم، فلسنا ملائكة.
• هل هناك أخطاء في حياتك تخافين من إطلاع الناس عليها؟
ـــ لا يوجد في حياتي ما أخاف من إطلاع الناس عليه، لانني وصلت الآن الى مرحلة من التصالح مع النفس، هل ما قمت به خطأ أم لا؟ وبناء على الإجابة أصلح من نفسي فوراً؟ وحياتي في النور، لا أخفي شيئا أيا كانت أهميته.
• لكن لكل إنسان مناطق خاصة في حياته، وأخرى محرمة لا يحب ان يطلع عليها أحدا؟
ـــ الخصوصيات أحافظ عليها مثل كل الناس، لكنها خصوصيات بنت مصرية عادية، انا أشعر انني بنوتة، ولا أقوم بشيء حرام او يدخل في منطقة المحظورات، ويمكن ان أستغرب جدا عندما يكتبون عني انني كنت أقود السيارة بملابس رياضية أو ماشية في الزمالك.. فيه إيه؟ يعني رايحة النادي أو أزور صديقة أو رايحة أشتري حاجة مهمة لازم أرتدي سواريه، وأظهر على «سنجة عشرة».. مش معقول!!
نيران النقد
• ألم تخافي من تقديم شخصية «فرح»، خاصة انها تخطئ، وتعيش حياة صعبة، وهو ما قد يجعلك في مرمى نيران النقاد؟
ـــ شخصية فرح مركبة وتمر بمراحل عديدة طوال أحداث الفيلم، وفي كل مرحلة هي أصعب من الأخرى، ومن الصعب ان تحكم عليها لانها مليئة بالتحولات والتناقضات بحيث يحتار المشاهد هل يتعاطف معها أم يكرهها، تعاطفت معها وشعرت بأنها الشخصية المناسبة لي، وعلى المتلقي ان يتعامل مع الشخصية كما يشعر بها.. ولم أفكر في كلام النقاد.. انا أحترم الجميع، لكن أطالبهم بالتعامل معي بموضوعية، وان حكموا علي كممثلة بعيداً عن الصورة النمطية التي يصر عليها البعض بالنسبة لي.
• هناك ردود فعل بدأت على الفيلم عقب عرضه في عيد الأضحى.. منها من يراك تتشابهين مع الفنانة نبيلة عبيد في فيلم «كشف المستور»؟
ـــ لا أدري على أي أساس يقارنون شخصية بطلة «الوعد» بشخصية نبيلة عبيد في «كشف المستور».. كل من الفيلمين مختلف تماماً عن الآخر، ففيلم «كشف المستور» كان فيه جاسوسية ومخابرات وحكاية مختلفة عن قصة «الوعد» الإنسانية الفلسفية.. يمكن من يردد هذا الكلام لم يشاهد الفيلم أصلاً، واطالبه بمشاهدته حتى يرى الفارق الكبير بين العملين، ولا يوجد حتى تشابه في الشخصية أو الأداء بيني وبين الفنانة نبيلة عبيد.
• ما المكسب والإضافة التي ترينها بعد تجربة «الوعد» خاصة انك قدمت ثلاثة أفلام من قبل؟
ـــ كل تجربة جديدة أعتبرها إضافة إلى حياتي الفنية.. وانا محظوظة، لانني تعاملت مع كبار المخرجين منذ بداياتي الأولى وعلى رأسهم مخرج كبير بحجم يوسف شاهين في فيلم «سكوت هانصور» وأي ممثل يعمل مع شاهين حتى لو في مشهد واحد يضيف إليه شاهين الكثير. كما حظيت أيضاً بالتعامل مع عمالقة التمثيل في فيلم «ليلة البيبي دول». أما فيلم «الوعد» فيعتبر مرحلة انتقالية في حياة روبي الممثلة واختبارا لنفسي، ويكفي ان اسمي يرتبط بعمل لوحيد حامد.. والحقيقة انني منذ الظهور الأول لي مع يوسف شاهين وقعت في غرام السينما، ولم اتخيل نفسي بعيدة عن الكاميرا، وشاركت في أعمال أخرى لكنها لم تكن بقوة عملي مع يوسف شاهين، حتى جاءني «الوعد» وهو يكرس تواجدي كممثلة.
تجربة سينمائية
• كيف تقيمين خطواتك السينمائية؟
ـــ أعترف بان مشواري في السينما بطيء، لكنه ناجح حتى لو كان الدور صغيراً، وهذا ما حدث في فيلم «ليلة البيبي دول» حيث شاركت بأغنية فقط وحققت نجاحاً كبيراً، وهذا دليل على اني أسير في الطريق الصحيح.
• ما سراعتذارك عن بطولة فيلم «احكي يا شهرزاد» مع يسري نصرالله؟
ـــ اعتذرت بسبب تزامن توقيت التصوير مع فيلم «الوعد» حيث عرض عليَّ سيناريو «احكي يا شهرزاد» بعد تعاقدي على فيلم «الوعد» فاعتذرت عنه، وتمنيت ان يأتي في وقت آخر، ولكن كان المخرج مرتبطا بموعد تصوير.. وانا لا أحب الانشغال بأكثر من عمل في وقت واحد.
• لكن قيل ان خلافاً حدث بينك وبين المخرج يسري نصرالله حول حجم الدور هو السبب، وهو الأمر الذي أغضب منك منى زكي؟
ـــ هذا كلام غير صحيح بالمرة، ومنى زكي موجودة وهي صديقة لي أحبها جداً، والمخرج يسري نصرالله من الذين أتمنى العمل معهم، وانا لم أقرأ السيناريو أصلاً لأحكم على الدور هل هو كبير أم صغير، لكنني اتمنى نجاح منى زكي في هذا الفيلم.. إضافة إلى هذا ان مؤلف فيلم «احكي يا شهرزاد» هو وحيد حامد، وانا أعتز به جداً، وأحب ما يكتبه، وهو مؤلف الوعد أيضاً، وأعتقد انني لا أستطيع ان اناقش وحيد حامد الأستاذ في دور كتبه.
• كيف تنظرين إلى الهجوم الدائم عليك في الصحف والفضائيات؟
ـــ هذه ضريبة النجاح والشهرة، وللأسف النقد يُساء استخدامه، وأتمنى ان أجد ناقداً واحداً ينتقد خامة صوتي أو طريقة أدائي، وانا لا أهتم بالهجوم ولا انظر سوى إلى عملي فقط.. وما يغضب البعض مني انني غير اجتماعية، كما انني لا أحب الظهور الدائم في الصحف والفضائيات، تعلمت ان لا أتكلم إلا بعد عرض العمل، وان يكون الكلام ضروريا، لكن في الإعلام يريدونني ان أتكلم ليل نهار في أي شيء، وعندما أعتذر يغضبون.
• هل تفكرين في الزواج؟
ـــ انا أخاف من الزواج، أبحث عن الرجل المناسب لي مثل أي بنت.. لكن في حالتي المسألة صعبة للغاية، ولن يكون الزواج سهلاً لي، فهو في رأيي أكبر قرار مصيري في حياتي.