]
[/url]أكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية أن هناك تراجعا في الموقف الأمريكي في المطالبة بتجميد بناء المستوطنات وقال ان بدء المفاوضات بين اسرائيل وفلسطين دون الالتزام بهذا المبدأ ستكون له عواقب سلبية علي الجانبين.. وقال ابو الغيط في حواره مع »أخبار اليوم« بنيويورك انه سيتناول في الكلمة التي سيلقيها اليوم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خطورة الوضع في السودان كما سيستعرض رؤية مصر من الأزمة المالية العالمية ومحاور العمل خلال توليها رئاسة حركة عدم الانحياز.. وفيما يلي نص الحوار: < <
< بعد ان بلور الرئيس الامريكي اوباما موقفه من النزاع العربي الاسرائيلي في خطابه الأخير أمام الجمعية العامة هل لمستم تقدما أم أن هناك نوعا من التردد الأمريكي؟
<< الموقف الأمريكي به عناصر ايجابية لكن مقارنة هذا الموقف بما ردده الجانب الأمريكي علي مدار الأشهر الماضية لا شك ان هناك قدر من التراجع.. فمسألة تجنب الحديث عن تجميد الاستيطان، ومطالبة اسرائيل بتجميد الاستيطان موقف اصاب الجميع بقدر من المفاجأة، حيث ان التأكيدات الأمريكية منذ اسابيع فقط كانت الاصرار والتصميم علي استمرار المطالبة بتجميد المستوطنات كما ان الدعوة الأمريكية لبدء المفاوضات دون ان يتم الالتزام بمبدأ تجميد المستوطنات بصورة كاملة ومع التسليم بأن موقف اسرائيل هو استثناء القدس من العملية التفاوضية ومن تجميد النشاط الاستيطاني أمر لا يساعد علي قيام مفاوضات ذات مصداقية ويمكن ان تكون ناجحة أو مثمرة. ولذلك لابد من مواصلة العمل مع الادارة الامريكية التي تقول انها ستستمر في اتصالاتها من أجل الحصول علي مواقف افضل من الجانب الاسرائيلي وسنتابع ذلك ونأمل أن يتحقق ذلك. ولكن استئناف المفاوضات علي هذا الأساس سيكون أمراً غير مستحب وله عواقبه السلبية علي قوة الموقف التفاوضي الفلسطيني وايضا علي مصداقية الجانب العربي ولا يخدم الا الجانب الاسرائيلي في واقع الأمر.
< وماذا عن إشارة أوباما عن اسرائيل كدولة يهودية للاسرائيليين؟
<< الموقف الذي عبر عنه الرئيس اوباما بشأن يهودية الدولة ليس موقفا جديدا وقد عبر عنه في اكثر من مناسبة. والموقف الأمريكي الذي يريد ان يؤمن لاسرائيل يهودية الدولة أمر لا يفاجئنا فنحن نعرف الموقف الأمريكي في هذا الشأن وهذه النقطة في كل الأحوال لا تقلقنا وموقفنا واضح منها وهو أن اي تسوية أو اعتراف علي حساب السكان العرب في اسرائيل مسألة غير مقبولة ليس فقط لدي مصر بل لدي الجانب الفلسطيني وجميع الدول العربية.
< وهل اشارة الرئيس أوباما للقدس كأحد موضوعات المفاوضات حول الحل النهائي موقف ايجابي؟
<< بالتأكيد لأن قيام الرئيس الأمريكي بتضمين القدس في الموضوعات التي يجب التفاوض عليها أمر جيد وان كان لا يضيف شيئا لان هناك قناعة بأن وضع القدس لابد ان يكون مطروحا علي مائدة المفاوضات.. وسنري كيف يمكن المواءمة بين هذا الموقف والموقف الاسرائيلي الرافض لمناقشة مسألة القدس.. وبصفة عامة هناك اجماع عربي علي مساندة الموقف الفلسطيني ولا يمكن التخلي عن هذا الموقف.
< هل لمستم وجود محاولة للضغط علي اسرائيل من جانب الرئيس اوباما عندما قال أن واشنطن لا تحترم اسرائيل عندما تتمسك بالأمن الاسرائيلي دون أن يكون ذلك مقرونا بالمطالبة بتلبية حقوق الشعب الفلسطيني؟
<< إن الادارة الأمريكية الحالية تحاول اتخاذ مواقف اكثر توازنا في تعاملها مع النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، فواشنطن تطلب شيئا من اسرائيل ثم تطلب شيئا من الجانب الفلسطيني، والعكس. وتثار تساؤلات حول ماذا يطلب من كل طرف لأن طبيعة الطلبات نفسها فيها قول كثير. ولكن بشكل عام تريد الادارة الامريكية ان تبني موقفا متوازنا، وهو أمر طيب تشجعه مصر، ولكن لابد ان نشرح دائما للجانب الأمريكي مخاطر بعض المطالب ومخاطر اتخاذ خطوات قد لا تؤدي الي أمور ايجابية بل قد يكون لها آثار سلبية علي الجميع وهو ما نفعله بالفعل.
<هل تعتقد ان البيان الذي أصدره الوزراء العرب عقب الاجتماع الثلاثي الذي ضم اوباما وعباس ونتنياهو والذي طالب الولايات المتحدة بضرورة مطالبة اسرائيل بتجميد المستوطنات.. وفي نفس الوقت اشار البيان الي ان قضية التطبيع أمر سيتبلور بعد الوصول الي تسوية شاملة وليس قبل ذلك وهل تعتقد ان هذا الموقف العربي قد كان له اثره في اغفال الرئيس اوباما المطالبة بالتطبيع مع اسرائيل؟
<<اعتقد ذلك ولكننا يجب ألا نغفل ان الرئيس اوباما قد دعا الجميع الي المساهمة في عملية السلام وهو امر مفهوم. ونأمل ان تكون الرسالة العربية قد وصلت للجانب الامريكي لكن ازمة الثقة ازمة كبيرة والطرف الأساسي فيها اسرائيل. ومع الأسف لن يتسني لهذه الجهود ان تثمر اذا لم تقدم اسرائيل خطوات جادة وملموسة تعيد بها الثقة في رغبتها في الانخراط في مفاوضات جادة وذات مصداقية ولذلك فإن الجانب العربي عندما يري تراجعا امريكيا فان الموقف العربي يعيد صياغة نفسه ويعيد التمركز ليكون في وضع يدعم الجانب الفلسطيني في مواجهته الصعبة القادمة.
< ماهي أهم ملامح البيان الذي ستلقونه اليوم أمام الجمعية العامة باسم مصر ودول عدم الانحياز؟
<< سأتناول في البيان عددا من القضايا العالمية والاقليمية حيث إنني سأتعرض لموضوع تغيير المناخ والأزمة المالية وتأثيرها ورؤية مصر حولها وكذلك قضايا نزع السلاح وحقوق الانسان بالاضافة الي الموضوعات السياسية التي تشغل بالنا في المنطقة.. بطبيعة الحال والوضع في منطقة الشرق الأوسط والوضع في السودان وخطورته وأهميته والوضع الخاص بالمشرق العربي الي جانب أمن الخليج بالاضافة الي استعراض اهم محاور العمل المصري خلال رئاسة مصر هذا العام والسنوات القادمة لحركة عدم الانحياز، وهذه ستكون المرة الأولي التي نتحدث فيها امام الجمعية العامة نيابة عن دول عدم الانحياز منذ ان تولت مصر رئاسة الحركة في يوليو الماضي.
< سعت اسرائيل للمشاركة في الاحتفال بمرور ستين عاما علي انشاء وكالة الانروا التي تتولي اعانة وغوث اللاجئين الفلسطينيين.. فماذا تم بشأن ذلك؟
<< كانت هناك بالفعل مساع لاشراك اسرائيل في هذا الاحتفال الا ان الدول العربية كان موقفها واضحا لان اسرائيل كانت مسئولة عن أزمة اللاجئين ولا ينبغي مشاركتها.. وقد كانت احتفالية مؤلمة ومؤسفة تتناول أزمة اللجوء والشتات الفلسطيني والوضع المتردي للشعب الفلسطيني.. ولا شك ان الانروا وكالة تحظي باحترام كبير لإسهامها الفعال في رعاية اللاجئين.. ومصر تدعم هذه الوكالة التي تقوم بدور جليل من خلال خدماتها.
< أصيبت مصر بخيبة أمل نتيجة عدم نجاح فاروق حسني في انتخابات اليونسكو فما هو رأيكم؟
<< لا شك في أن الانسان يشعر بخيبة أمل عندما يكون هناك سعي نشط لشغل هذا المنصب ونظرا لما جري من اتصالات عديدة وعلي جميع المستويات حيث قامت الخارجية المصرية بدور اعتقد انه جيد لمساندة وزير الثقافة فاروق حسني للفوز بهذا المنصب في ظل ظروف مناوئة كثيرة كشفت عنها بعض الظروف.. وقد بذلت الخارجية جهدا كبيرا كان له مردود ايجابي تمثل في حصول المرشح المصري علي أعلي عدد من الاصوات خلال الجولات الأربع الأولي التي خاضها، بل لقد كان كل ما يبعده عن الفوز بهذا المنصب في الجولة الرابعة صوت واحد فقط.. وهذا أمر لا يجب ان يمر ببساطة.. وأما ماحدث في الجولة الاخيرة فيبدو لي ان قوي معينة في الدول الغربية لم تحبذ او ترض عن تولي شخص عربي هذا المنصب.. ورغم كل ما يقال عن خلاف هذه الجهات مع المرشح المصري لا أعتقد ان هذا هو مربط الفرس.. وأعتقد ان الغرب بتصويته وبالضغوط التي مارسها خلال فترة التصويت رأي أن يبتعد باليونسكو عن هذا المرشح الذي كان سيوفر فرصة وأرضية جيدة لحوار الحضارات والثقافات والتواصل، واعتقد ان الغرب لم يستغل هذه الفرصة الذهبية وهو أمر مؤسف والخارجية لديها القدرة علي رصد ومتابعة الدول والقوي التي لم تساند المرشح المصري وسعت لعرقلته.. والأمر سيحتاج لوقت وربما وقت طويل لكي نستطيع ان نتعامل بشكل عادي مرة أخري في ضوء ما حدث.. لأن ما حدث يضع علامات استفهام حقيقية حول رغبة هذه القوي في اقامة حوار وتواصل حقيقي مع العرب والمسلمين ايضا لان المرشح عربي في المقام الاول الي جانب انه مسلما كذلك.. وهذا الموضوع يستحق منا تدبراً وتفكيراً.، ونحن نعتقد انه لم يكن هناك اي تقصير من جانب مصر عموما حيث كان الجهد الذي بذل جهدا كبيرا وقد استطعنا الوصول بمرشحنا الي الجولة الأخيرة وان يكون متقدما في جميع الجولات السابقة.. وماحدث قد حدث.