لدي طفل عمره سنة و7 شهور، أعاني من شدة العصبية لديه في حالة عدم تنفيذ طلبه، وكذلك في بعض الأحيان عندما نلبي طلبه؛ فبالتالي يقوم بتكسير أي شيء أمامه، ويضرب أي شخص أمامه مع البكاء بصوت عالٍ، كما أنه يحب اللعب بحيث لا أستطيع أن أتحدث معه أو ألقنه أي معلومة أو أي كلمة، كما أنه يحرص على روتين معين وعلى نمط واحد لا يتغير؛ مثلا في
الحل | |
| |
| مرحبا بك أختي الكريمة.. واسمحي لي أن أبدأ كلامي معك بالاعتذار عن التأخر في الإجابة.. وأرجو أن تشفع الإجابة في هذا التأخير. أختي الكريمة، اسمحي لي بأن أقتحم مسألة عصبية ولدك مباشرة؛ فقد وصلني من سؤالك أنها تضايقك كثيرا، وتحيرك في التعامل مع ولدك؛ حيث ذكرتها من أول سطر في سؤالك بلهجة تشي بالمعاناة.. فهيا بنا إلى تحليل المسألة، والبحث عن علاج مناسب لها.
كما يبدو من بيانات سؤالك يا عزيزتي أنك تعملين بالمهنة المقدسة مهنة التعليم، وتتركين طفلك يوميا حوالي 5 ساعات، وربما أكثر؛ لأنك بعد العودة من عملك -وقد جربت هذا- تكونين مجهدة منهكة في حاجة إلى النوم أو الراحة.. وتريدين من ولدك احترام هذه الحاجة لديك، وقد تكونين في حاجة إلى إعداد الطعام، والانتهاء من أعمالك المنزلية.. وهو ما يخصم عددا آخر من ساعات تواجدك مع طفلك.. كما يؤثر على صبرك معه.. وهو ما أقدره وأعذرك فيه، ولا ألومك عليه.. بل أحلل معك المسألة بهدوء لنتعرف سويا على حل مناسب.
بقيت نقطة أخيرة، وهي أن الطفل يقضي هذه الساعات الخمس مع أحد غيرك بالتأكيد؛ وهو ما يغير نمط ومنهج التعامل معه؛ واختلاف السياسات التربوية مع الأبناء من الأمور الخطيرة التي تحتاج لوقفة لتوحيد هذه السياسات مع كل الأطراف التي تتعامل مع الطفل أو تتولى رعايته (جدة - خالة - مدرسة الحضانة... إلخ).
وبالتالي فإن مسألة عصبية ولدك -على سنه الصغيرة إذ لم يكمل العامين- تحتاج منك إلى استيعاب كامل أولا لأنه معذور.. وأنه يجرب كل الوسائل للحصول على ما يريد.. وما أفلح منها كان وسيلته المضمونة لذلك؛ وهو ما يضمن خنوع الطرف الآخر لمطالبه، ولكي نغير من اعتقاده بنجاح هذه الوسيلة، ولكي نمتص العدوان ونصرفه من سلوكه؛ فتعالي بنا نتأمل بعض المقترحات المطروحة في استشارات سابقة بعد ما يلي:
1- لا بد من الاتفاق مع الطرف الذي يتولى رعايته حال عدم تواجدك معه على التعامل معه بنفس الأسلوب الذي ستتعاملين به معه بعد اطلاعك على نصائحنا العديدة في موضوع: - التعامل مع الغاضبين الصغار
2- لا بد من إخلاء البيئة حوله من العصبية والتوترات؛ فعصبية الأبناء عادة ما تكون محاكاة لما حولهم. 3-لا بد من بناء صداقة حميمة مع طفلك وتكوين علاقات وطيدة بينك وبينه، وبينه وبين والده، وانقري هنا لتعرفي كيف: - الصداقة مع أبنائنا.. كيف؟
4-تعد القصص والحكايات مفاتيح لكنوز عديدة يمكن استخراجها من الأطفال بالحكي.. وطالعي استشارة "العند.. الحل السحري في القصص"؛ لما فيها من نصائح عن استخدام القصص وتطويعها لأداء الكثير من الأهداف التربوية. - العند.. الحل السحري في القصص
5-لا بد من إيجاد أنشطة عديدة تستوعب طاقة ووقت طفلك؛ فهو ذكر أي أن طاقته ورغبته في الاستكشاف وخاصة في سنين عمره تلك في أوج تألقها.. واطلعي على الموضوعات التالية لتعرفي أن: - طفل السنتين له أنشطته - فلنستثمر ذكاءهم باللعب
6- ابتعدي عن الأوامر المباشرة للطفل قدر المستطاع.. بل اجعلي أوامرك لديه في صورة محفزة ومليئة بالمرح.. فحينما يهم بضرب أحد حين يغضب فامسكي بيده، وامنعيه برفق قائلة: "الله.. إن يد مشعل جميلة.. انظروا.. لكنها غير مغسولة.. هيا نغسلها". وبالتالي تشغلينه عما نوى فعله دون عنف وبدون تأكيد على عصبيته.. 7- حينما يطلب شيئا.. اجلسي على ركبتيك، وانظري إليه في حنان وملسي على شعره قائلة: "ماذا يريد حبيبي؟".. وإن كان أمرا لا مشكلة فيه فعبري عن استعدادك القوي لتنفيذ طلبه بسعادة واهتمام قائلة: "فقط هذا.. من عيني".. وإن كان فيه مشكلة فاحمليه بحنان، وقولي له: "تعال نجرب إن كان ينفع.. أم لا". فإن كان يطلب شيئا خطرا مثلا -حيث لم تحددي لنا نوع طلباته التي ترفضين تنفيذها- فاجعليه يستكشفها معك بهدوء، ويكتشف خطورتها تحت توجيهك وإشرافك كما سبق أن أشرنا في استشارة: - طفلة تصرخ افهموني أستجب لكم – متابعة
8- لا تجعلي رفض طلباته هي الأصل في التعامل معه.. وخصوصا إذا كانت طلباته -التي ما زالت مبهمة بالنسبة لي ولم تتضح من سؤالك- في مجال الفحص والاستكشاف والتعرف على ما حوله.. واعلمي أن خير وسيلة للتعامل مع رغبة الأطفال في الاستكشاف هي تلبيتها تحت إشراف الوالدين.. وسيتضح الأمر أكثر بعد الاطلاع على الاستشارة التالية فانقري عليها من فضلك: - أسرع قطار لمحطة العناد
9- اجعلي ما تنهين عنه في صورة هادئة وبسيطة وغير مباشرة. فلو أقبل على اللعب في فيشة الكهرباء مثلا فقولي له: "مشعل.. هلا ناولتني المنديل.." مثلا؛ بحيث يبتعد عن الكهرباء دون أن يشعر أنك تنهينه عنها فيزداد تعلقا بها.. وفيما بعد يمكنك حكاية قصة تبين مخاطر الكهرباء، وأن الطفل "نمنم" عبث بها فتألم وأصيب ورقد في المستشفى لأيام لم يلعب ولم يجر كأصحابه.. واجعليه يشاهد كتبا مصورة وقصصا وخاصة عن الأمان وقواعد السلوك.. فالصورة توصل الكثير وهي أبلغ من ألف كلمة. وراقبي في الاستشارة التالية كيف يمكن توجيه الأوامر بشكل غير مباشر: - علاج العناد بقوانين الكرة
10- حاولي توفير فرصة لبذل مجهود حركي وعضلي بشكل متكرر أثناء الأسبوع وخلال اليوم الواحد لصرف نشاط الطفل فيما يفيد صحته؛ وذلك بالجري في النادي أو الحديقة أو ممارسة الرياضة البسيطة (الإيروبكس) في المنزل معك.. ولا تبخلي بهذا المجهود أن يبذل معه؛ فآثاره عجيبة على صداقتكما وصحتكما وسعادتكما واستمتاعك بالأمومة.
واعلمي أن أولى أمومة تعني اللعب والجد والتعب: - أولى أمومة.. لعب وجد وتعب
11- لا بد من أن يكون للأب دور واسع المساحة في حياة طفلك.. يلعبان معا، ويخرجان للتسوق، ويحكيان القصص، وذلك بشكل يومي. وباختصار تعاملا مع الطفل على أنه فرحة وسعادة ومتعة.. وليس مسئولية.. وحاولا إمتاعه والاستمتاع بصداقته بكل وسيلة. واعملا على فهمه واكتشافه. وانقري هنا لتعرفي كيف: - افهم النغمة لتستمتع بها
12-حاولي إيجاد حيوان أليف في المنزل.. كقفص للعصافير مثلا؛ فالعناية بهذه الأشياء تستثمر طاقة الأطفال كثيرا. 13-اعملي على تنمية مهارات وقدرات طفلك، ودعي فطرتك نحوه تنطلق: - دعي فطرتك تجاه طفلك تنطلق
أرجو أن تتطلعي بدقة وعناية عن النصائح الموجودة في الاستشارات والموضوعات التي أشرت إليها آنفا. أختي الحبيبة، أرجو أن تتابعينا بالمزيد من أخبارك وأخبار "مشعل"، وكيف كانت استجابته لما اتفقنا عليه من توجهات وسياسات جديدة في التعامل معه.. جعله الله مشعلا يضيء لأمته الطريق إلى المعالي والمجد.
|
السيارة يريدنا أن نشغل شريطًا معينًا وأغنية معينة، أرجو إفادتي عن الحل ولكم مني جزيل الشكر والتقدير