الرياض (رويترز) - قال شاهد وصحيفة محلية يوم الثلاثاء ان السعودية جلدت مجموعة من المراهقين بعد أعمال شغب نادرة بالمنطقة الشرقية من المملكة نهبت خلالها متاجر ومطاعم.
وندد نشطاء بمجال حقوق الانسان وليبراليون بالجلد الذي نفذ يوم الاثنين والذي قالت صحف سعودية انه حدث بعد أن حطمت مجموعات من الشبان نوافذ مطاعم ومتاجر بالخبر في ذكرى العيد الوطني للسعودية الاسبوع الماضي.
ويقول محللون ودبلوماسيون ان هذه الواقعة تظهر التحدي الذي تواجهه الحكومة لتوفير مساحة اجتماعية للسكان في البلاد.
وقالت صحف مثل الحياة والوطن ان نحو 20 مراهقا جلدوا وان كلا منهم تلقى 30 جلدة على الاقل. ونشرت الصحيفتان صورا للشرطة وهي تعد ميدانا لجلدهم علنا.
وقال صحفي محلي شهد الجلد "تم الجلد الليلة الماضية علنا." وقالت صحف ان بعض الشبان العشرين جلدوا في الدمام القريبة.
واحجم متحدث باسم الشرطة بالمنطقة الشرقية عن التعليق قائلا انه ليس مفوضا بالحديث لوسائل الاعلام الاجنبية. كما أحجمت وزارة الداخلية عن التعقيب.
وتوجد بالمنطقة الشرقية معظم الثروة النفطية الهائلة للبلاد. كما تعيش أغلبية الاقلية الشيعية بالسعودية والتي تشتكي منذ فترة طويلة من التمييز هناك ايضا.
وليس في السعودية التي هي حليف قوي للولايات المتحدة برلمان وتحظر بها الاحتجاجات الجماهيرية. وتحكم أسرة ال سعود المملكة الى جانب رجال الدين.
وشجع الملك عبد الله بعض الاصلاحات الاجتماعية منذ تولى الحكم عام 2005 لكن دبلوماسيين يقولون ان مساحة المناورة التي يملكها محدودة بسبب مقاومة رجال الدين والامراء.
وقال الكاتب عبد الله العلمي الذي يعيش في الخبر "هذا الحدث البشع يعكس الحاجة الى منح مساحة اكبر للشبان فيما يتعلق بالنوادي الرياضية ودور العرض السينمائي ومنشات الاستجمام."
وقال الدبلوماسي الامريكي جون بيرجيس في مدونته السعودية (كروسرودز اريبيا) "الشبان يلقون في الشوارع دون شيء يفعلونه او مكان يذهبون اليه."
ونشرت الصحف روايات مختلفة لما حدث حيث قال بعضها ان بعض الشبان استهدفوا علامات تجارية غربية اعتقادا منهم أن لها صلات باسرائيل. ونقلت صحف أخرى عن مراهقين قولهم انهم حثوا السلطات على اعطاء مزيد من الاهتمام للشبان الذين ليس لديهم الكثير ليفعلوه وليس امامهم الا القليل من الاماكن ليرتادوها في المجتمع السعودي.
وتمثل النسبة الكبيرة للشبان في المجتمع السعودي عنصر جذب للمستثمرين فضلا عن انفاق المستهلكين الكبير بالبلاد لكن محللين قالوا ان العثور على وظائف ومساكن للسكان البالغ عددهم 18 مليون نسمة يمثل تحديا خطيرا.
وشن متشددو القاعدة حملة فاشلة ضد الدولة عام 2003 بينما كان معظم الخاطفين المسؤولين عن هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 سعوديين.