جنيف (ا ف ب) - عقد ممثلو الدول الست الكبرى المكلفة الملف النووي الايراني مع طهران الخميس في جنيف على امل اعادة اطلاق محادثات مجمدة منذ 14 شهرا، وسط ظروف يسودها توتر شديد بعد الكشف عن بناء منشأة ثانية لتخصيب اليورانيوم في ايران.
وقد اختتم ممثلو الدول الست المكلفة البرنامج النووي الايراني ونظيرهم الايراني الجزء الاول من لقائهم الخميس.
وعقد المدراء السياسيون في دول مجموعة 5+1 (الصين وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا) اجتماعهم باشراف الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا، مع المفاوض الايراني في الملف النووي سعيد جليلي في فيلا قريبة من جنيف.
وقالت كريستين غالاش الناطقة باسم سولانا ان "اجتماع الصباح انتهى والوفود تتناول الغداء".
وبدأ الاجتماع عند الساعة العاشرة صباحا وانتهى حوالى الساعة 13,00 (11,00 تغ). ولم تتسرب اي معلومات عن المحادثات كما لم يعرف ما اذا كانت ستعقد جولة ثانية بعد الظهر .
وقال مصدر اوروبي لوكالة فرانس برس ان الاحتمالات "تبقى مفتوحة" لبقية اليوم، موضحا ان "الامر مرتبط بالشكل الذي تجري فيه الامور في الصباح وخلال الغداء".
وكان عضو في الوفد الايراني صرح صباحا قبل بدء المحادثات "قد يعقد اجتماع ثان بعد ظهر اليوم لكن الامر مرتبط بنتائج (محادثات) الصباح".
والدول الست مصممة على الحصول من طهران على ضمانات بشأن برنامجها النووي الذي يشتبه الغربيون باخفائه شقا عسكريا، الامر الذي تنفيه طهران.
وباتت هذه المسألة جوهرية بعد الكشف عن وجود موقع ثان لتخصيب اليورانيوم في ايران مخفي تحت جبل قرب مدينة قم بوسط ايران، لم تبلغ طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية به سوى في 21 ايلول/سبتمبر.
واعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاربعاء عشية اجتماع جنيف ان ايران ستقترح على المشاركين في المحادثات ان يقوم طرف ثالث بتخصيب اليورانيوم بالنسبة المطلوبة لامداد مفاعلها النووي للابحاث في طهران، بدل ان تقوم بالعملية بنفسها.
وهي المرة الاولى التي تتطرق فيها طهران الى مسائل مادية مرتبطة ببرنامجها.
وعمدت العواصم الغربية الاربعاء الى تشديد الضغوط على طهران مطالبة بتحقيق "تقدم ملموس" في جنيف. وطالبت بالسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالكشف فورا على الموقع الجديد، الامر الذي لم تعارضه ايران غير انها لم تحدد موعدا لزيارة المفتشين.
وحذرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون طهران الاربعاء من انه يتحتم عليها "القيام بخيار"، فإما "الوفاء بواجباتها الدولية، وهذا لا يعني فقط السماح بتفتيش (منشآتها النووية) بل ايضا وضع حد لانشطتها" طالما لم تستأنف عمليات التفتيش، او ان "البديل هو العزلة والمزيد من الضغوط الدولية".
من جهته اكد المفاوض الايراني انه سيخوض المفاوضات "بنهج ايجابي"، فيما اعلن احمدي نجاد ان بلاده "لن تتضرر" من محادثات جنيف مهما حصل.
ومن المتوقع في ظل هذه الظروف والمؤشرات ان تكون المفاوضات شاقة، لا سيما وان الطرفين لا يتبنيان الاهداف ذاتها، اذ تود ايران بحث المسألة النووية في العالم بصورة عامة وتجنب الخوض في برنامجها.
وحذر سولانا من انه "لن يكون من السهل" الحصول على ضمانات من ايران بشأن الطابع السلمي لبرنامجها النووي.