تزامنت المناورات العسكرية التي أجرتها إيران، مطلع الأسبوع، مع الحملة الدولية التي أطلقتها إسرائيل لمواجهة ما تعتبره الخطر الإيراني والتي وصلت ذروتها خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع الفائت. فقد حمل الإسرائيليون تقارير الى الجمعية العامة تتناول الملف الإيراني من مختلف جوانبه في محاولة لتجنيد العالم الى جانب الموقف الإسرائيلي الذي يحذر من خطر التسلح النووي على المنطقة والعالم. وركزت التقارير الإسرائيلية على ثلاثة جوانب: التهديد الذي يمثله التسلح النووي الإيراني وأخطار الصواريخ الإيرانية الحديثة على إسرائيل ودول أوروبا وخطر الدعم الإيراني لحزب الله و «حماس» والتنظيمات التي تعتبرها «إرهابية».
وشملت التقارير أيضاً العلاقة مع العراق وأفغانستان. وسعى الإسرائيليون عبر ما طرحوه من تقارير الى إقناع الغرب بأن إيران والتنظيمات التابعة لها تشكل خطراً ليس فقط على إسرائيل والمنطقة بل على العالم بأسره، ما يلزم اتخاذ خطوات حازمة وحاسمة وفورية لمواجهة هذا الخطر.
في ملف تطوير الترسانة الصاروخية، اعتبر الإسرائيليون ان البرنامج الصاروخي الإيراني المتسارع والمتنامي يشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط ويثير قلقاً عميقاً في دول الجوار القريبة والبعيدة على حد سواء. وتعمل إيران، بحسب التقارير الإسرائيلية، على تطوير قدراتها الذاتية في إطلاق الأقمار الفضائية، التي تتيح تحويل منصة إطلاق القمر الاصطناعي الى منصة لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات يبلغ مداه 4000 كيلومتر بحيث تكون روما وفيينا وبرلين ووارسو ضمن مدى الصواريخ في أعقاب هذا التطوير، بحسب الإسرائيليين.
ويرى الإسرائيليون ان القدرات العسكرية المتنامية لطهران تشير إلى الطموحات الإيرانية على الساحة الدولية ورغبتها في ممارسة جهود أكبر للتأثير في الشؤون الشرق اوسطية وذلك «بالتزامن مع التأييد المتواصل للإرهاب من خلال منظمات غير حكومية مثل حركتي حماس وحزب الله». ويتابع التقرير ان ايران موجودة اليوم في موقع تنشر منه تكنولوجيا أسلحتها للكثير من الجماعات والأنظمة، وبالأخص البرنامج الإيراني المستمر لتخصيب اليورانيوم «الذي قد يقود إلى إشعال سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط».
وأرفقت إسرائيل تقاريرها بشرح حول مخاطر هذه الصواريخ. وبحسبها، فإن ميزة الوقود الصلب للصواريخ التي تستخدمها إيران هو أنه يسهل تخزينها وإخفاءها، ونقلها وإعادة تجميعها وإطلاقها خلال وقت قصير، ما يزيد من صعوبة استهدافها.
وفي محاولة منها لإقناع اكبر عدد من أعضاء الجمعية العامة بموقفها حول خطر الترسانة الصاروخية أُرفقت التقارير الإسرائيلية بمعطيات تفصيلية ورسوم بيانية حول الصواريخ التي تمتلكها إيران، وشدد معدو التقارير على ان نجاح إيران في إنتاج صواريخ شهاب - 3 يشكل تهديداً للعالم الغربي. وجاء في التقرير: «لشهاب - 1 وشهاب - 2، مدى محدود هدد العراق في شكل رئيس. اما شهاب – 3 فيصل فمداه الى 806 أميال (1300 كيلومتر)، ويضع تل أبيب تحت التهديد».
وبحسب التقرير فقد سبق واستعدت إسرائيل والولايات المتحدة لحصول هجوم صاروخي لشهاب - 3 عبر تدريب طاقم الأسطول السادس الأميركي في البحر المتوسط لاعتراض الصواريخ الموجهة إليه. اما صاروخ «شهاب - 4» فيعتبره الخبراء الإسرائيليون نظيراً لصاروخ Taepodong-1 الذي تنتجه كوريا الشمالية ويسبب دماراً أكبر من صاروخ شهاب - 3، لقدرته على حمل شحنة متفجرة أكبر ومدى يصل الى4000 كيلومتر. وسيكون الصاروخ قادراً على حمل القمر الاصطناعي الإيراني إلى علو يصل إلى 35 كيلومتراً في الفضاء من منصة الإطلاق بالقرب من مدينة قم الإيرانية.
الصواريخ البعيدة المدى:
تقول التقارير الإسرائيلية ان الصواريخ البعيدة المدى الأحدث التي تم الحصول عليها من كوريا الشمالية، ويصل مداها ما بين 2500-3500 كيلومتر تستخدم سائل الدفع القابل للتخزين. ونقلاً عن صحيفة بيلد (Bild) الألمانية، جاء في هذه التقارير ان ايران اشترت 18 صاروخاً ومنصة من نوع BM-25 من كوريا الشمالية وأن صاروخ BM-25 يستند في صناعته إلى الصاروخ الروسي الباليستي الذي يطلق من الغواصات من نوع SS-N-6 (R27).
وسعت إسرائيل عبر تقاريرها الى اتخاذ موقف دولي يساهم في الحد من الدعم الروسي والصيني للمنظومة الصاروخية الإيرانية، وروّج معدو التقارير ان إيران تمتلك مجموعة كبيرة من الأنظمة المدفعية الصاروخية، مثل أنظمة صواريخ «شاهين» و «أوغاب» و «فجر» و «نازعات» و «زلزال» فيما تعتبر «الحاسب»، وهي منصة صواريخ ذات 12 أنبوب إطلاق عيار 4 انشات (107 مليمترات)، بمثابة نسخة معدلة عن صاروخ صيني عيار 4 إنشات (107 مليمترات) وتحديثاً لصواريخ صينية وروسية عيار 5 إنشات (122 مليمتراً). اما صاروخ «نازعات - 10» فهو امتداد مطور لصاروخ «نازعات - 6»، الذي أطلق من منصة الإطلاق نفسها كصاروخ «أوغاب».