تشهد بطولة كأس العالم للشباب لكرة القدم المقامة في مصر حتى 16 الجاري اليوم (الجمعة)، 4 مباريات مصيرية في صراع التأهل لثمن النهائي (دور الـ16)، فتلتقي ألمانيا مع الكاميرون، وكوريا الجنوبية مع أميركا في المجموعة الثالثة، فيما تلتقي أوروغواي مع غانا، وأوزباكستان مع إنكلترا في المجموعة الرابعة.
فعلى ملعب الإسماعيلية، يتقابل المنتخب الكاميروني الجريح بنظيره الألماني الذي ضمن مسبقاً التأهل، وبينما سيسعى نجوم "المانشافت" لتأكيد سيادتهم، وتعزيز موقعهم في الصدارة، يتعين على عمالقة أفريقيا تفادي الوقوع في فخ الهزيمة إن أرادوا مواصلة الحلم بالتقدم إلى الدور الثاني.
وبعد نجاح ألمانيا في ضمان مقعدها بحصدها 4 نقاط من فوز وتعادل، قد يعتبر مدربها المباراة الأخيرة أمام الكاميرون، فرصة سانحة لإراحة بعض لاعبيه الأساسيين، وتجريب عدد من البدلاء، وقد يصب ذلك في مصلحة الأفارقة، الذين تكفيهم نتيجة التعادل للاستمرار في البطولة، إذ أكد نجوم القارة السمراء عزمهم واستعدادهم لإنجاز هذه المهمة مهما كلف ذلك من تضحيات، فضلاً عن رغبتهم في مسح الصورة الباهتة التي ظهروا بها في اللقاء الأخير عندما سقطوا 1-4 أمام أميركا.
ويؤكد المدير الفني للمنتخب الألماني هورست روبيش: "لقد تابعت مباراة الكاميرون أمام كوريا الجنوبية. إن الكاميرون فريق يتمتع بقوة وصلابة كبيرتين، كما يزخر بلاعبين من الطراز الرفيع، إضافة إلى خط دفاع محكم التنظيم، سيكون من الصعب التفوق عليه، ونحن نخوض المنافسات خطوة خطوة".
وأشار الى أن هزيمة الكاميرون أمام أميركا ستكون ضد فريقه، لأنها ستدفع المنافس لمضاعفة جهده لاقتناص الفوز.
من جهته، أوضح المدير الفني للكاميرون ألان ويبو "بعد هزيمتنا أمام الولايات المتحدة، ركزت على الجانب النفسي بنسبة 60 في المئة، وبذلت جهداً كبيراً لإعادة الثقة إلى اللاعبين، وسنجري بعض التغييرات على تشكيلتنا الأساسية، لأنه يتعين علينا التأقلم مع الواقع الذي يفرضه الفريق المنافس، وستكون مباراة غاية في الصعوبة، ليس فقط لأننا سنواجه ألمانيا، بل لأننا مطالبون بالانتصار كذلك».
صراع محتدم
ويحتضن ملعب السويس موقعة مصيرية بين كوريا الجنوبية وأميركا، فبعد هزيمة الكوريين أمام الكاميرون وتعادلهم أمام ألمانيا، بات على المنتخب الآسيوي تحقيق الفوز في مباراته الثالثة والأخيرة ضمن فعاليات المجموعة الثالثة، إذ سيخوضون اليوم امتحاناً حاسماً سيحدد هوية المتأهل إلى الدور الثاني.
وفي المقابل، سيكون الأميركيون مطالبين بتفادي الهزيمة أمام نجوم آسيا، بعدما حقق أبناء "العم سام" الأهم بفوزهم المستحق على عمالقة الكاميرون، إذ تكفيهم نتيجة التعادل لبلوغ ثمن النهائي. ولا يقف التاريخ بجانب الكوريين الذين لم يسبق لهم أن نجحوا في هزيمة الولايات المتحدة في مواجهاتهم الثلاث السابقة ضمن نهائيات كأس العالم للشباب، فتعادلا مرتين (1993 و2007)، فيما خرج الأميركان منتصرين 2- صفر عام 2003.
ويقول المدير الفني لكوريا الجنوبية هونغ ميونغ بو: "المنتخب الأميركي خصم عنيد، لكنه يعاني من بعض نقاط الضعف، قد لعبت هناك لبعض الوقت مع لوس أنجليس غلاكسي، وهو ما يعني أنني أملك تجربة لا بأس بها في عالم كرة القدم الأميركية، وأعتقد أن المباراة ستكون مشوقة ومثيرة، نحن لا نملك سوى نقطة واحدة من مباراتين، وما زالت أمامنا فرصة واحدة وأخيرة، وبالتالي فلا خيار لنا سوى الانتصار، وبأي وجه كان».
من جهته، قال المدير الفني للمنتخب الأميركي ثوماس رونغن: "نتوقع مباراة صعبة، لقد سبق لنا أن واجهناهم مرتين منذ أن تسلمت دفة المنتخب، وبالتالي فإننا ندرك جيداً مدى قوتهم، نحن نتطلع للمباراة بشوق كبير فالمجموعة مفتوحة على جميع الاحتمالات إذ تعتبر كل السيناريوهات ممكنة».
قمة ساخنة
وسيكون ملعب الإسماعيلية مسرحاً لمواجهة ساخنة بين أفضل منتخبين في البطولة حتى الآن وهما غانا والأوروغواي اللذان سيتنافسان على صدارة المجموعة الرابعة، وليس المهم فقط بالنسبة إلى كل من الأوروغواي وغانا اللذين ضمنا بطاقة التأهل إلى الدور الثاني، اللعب من أجل الشرف والصراع على الصدارة، بقدر ما يتمثل بالبقاء في اللعب في أجواء مألوفة بالنسبة إليهما في مدينة الإسماعيلية من ناحية، وتحاشي مواجهة متصدر المجموعة الخامسة التي لم تحسم بعد أيضاً من ناحية أخرى.
ويخوض المنتخب الغاني الذي سحق نظيره الإنكليزي برباعية نظيفة مكتمل الصفوف، لكن الأوروغواي تعاني من غياب دييغو رودريغيز وصانع الألعاب المتألق جوناثان اوريتفيسكايا الموقوفين، والتقى المنتخبان مرتين في مونديال الشباب ومثلهما في نظيره للناشئين، ويقف التاريخ إلى جانب غانا التي حققت فوزين في مقابل خسارة واحدة وتعادل واحد أيضاً.
ويقول المدير الفني للمنتخب الغاني سيلاس تيتيه: «بالنسبة إلينا المباراة الثالثة بأهمية المباراة الأولى، سنواجه منتخباً قوياً يتمثل بالأوروغواي، وبالتالي يجب أن نرتقي إلى مستوى التحدي، ويتوجب علينا أن نحافظ على تركيزنا ومواصلة الهجوم، فينتظرنا الكثير من العمل».
ويؤكد المدير الفني لأوروغواي دييجو أغويري: «لسنا مرشحين للفوز عند مواجهة غانا، لكننا نأمل في الفوز لنضمن صدارة المجموعة، غانا منتخب ممتاز وأثبت قوته، ويتوجب علينا أن نكون في قمة مستوانا لحصد النقاط الثلاث».
إنكلترا في خطر
بعد خسارتيهما المخيبتين لمباراتيهما الأوليين في البطولة، تبدو آمال كل من إنكلترا وأوزبكستان معلقة بخيط رفيع جداً عندما يتواجهان اليوم ضمن الجولة الثالثة الأخيرة بالمجموعة الرابعة، وفي الوقت الذي تتنافس فيها غانا والأوروغواي على قمة المجموعة في الإسماعيلية، يخوض المنتخبان الأخيران مواجهتهما في مكان آخر وتحديداً في السويس وقد تكون الأخيرة لهما في البطولة، ولكن لا يزال المنتخبان يحتفظان بفرصة ضئيلة لبلوغ دور الـ16 إذ يشترط أن تصب النتائج الأخرى في مصلحتهما.
وأكد مدربا المنتخبين بأنهما سيلعبان من أجل الفوز،
وقد يملك المنتخب الأوروبي أفضلية على نظيره الآسيوي الذي يغيب عنه أبرز لاعبين لديه وهما شيرزودبيك كريموف وجولوم اورونوف بداعي الإيقاف، ويريد المنتخب الإنكليزي كسر صومه عن التهديف في مونديال الشباب، إذ كان آخر هدف له قبل 761 دقيقة فقد فشل في التسجيل في مواجهة الأوروغواي وغانا، كما لم يتمكن من هز الشباك في 8 مباريات على التوالي، أما آخر لاعب سجل له هدفاً فهو مدافع ليفربول الحالي جيمي كاراغر في مرمى الأرجنتين في البطولة التي أقيمت في ماليزيا عام 1997.
وسيحاول مارتن كيلي زميل كاراغر في صفوف ليفربول حالياً أن يفك هذا «اللوغاريتم» الغريب، وقال المدافع الطويل القامة: «لم أكن بعيداً من التسجيل أمام غانا، لكنني لم أنجح، لدينا مباراة أخرى وآمل أن أسجل اسمي في لائحة الهدافين خلالها».