مجدداً وصل الحوار الفلسطينى إلى نقطة صدام، بعد 7 جولات من الحوار، بسبب رفض حركة حماس التوقيع على الورقة المصرية، لتنسى الحركة، سهواً أو عمداً، أن فرص المصالحة والوصول إلى تسوية للصراع العربى ـ الإسرائيلى فى ظل إدارة أمريكية أكثر إيماناً بأهمية السلام، ربما لن تتكرر.
قرار التأجيل فجرته حماس بتحفظاتها على الورقة المصرية للمصالحة التى ستنقلها للمسئولين المصريين غداً، رغم أن حجتها التى استندت إليها، وهى إرجاء مناقشة تقرير "جولدستون"، بناء على رغبة من رئيس السلطة محمود عباس، لم تعد قائمة بعد أن أصدر المجلس الدولى لحقوق الإنسان قراراً بتأييد التقرير الذى رصد جرائم الاحتلال الإسرائيلى فى مجزرة "الرصاص المصبوب".
فاجأت حماس الجميع بتحفظاتها على الورقة المصرية، رغم سابق تأكيدها على تجاوبها مع هذا الورقة، وأنها قبلت المواعيد التى حددتها مصر للتوقيع على المصالحة والاحتفال بها فى السادس والعشرين من أكتوبر الجارى.
وقالت الحركة اليوم، الجمعة، على لسان طاهر النونو، المتحدث باسم الحكومة المقالة فى قطاع غزة، إنها تشكر مصر على موقفها من تقرير جولدستون، لكنها بدأت تتصيد المواقف لإفشال المصالحة، كما أكد قادة حركة فتح التى قدمت أمس، الخميس، موافقتها على الورقة المصرية للمسئولين المصريين.
ولا يزال التراشق الإعلامى بين كوادر حماس وفتح مستمرًا منذ خطاب كل من الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس المكتب السياسى لحماس خالد مشعل الاثنين الماضى اللذين أججا الخلافات بين الحركتين. بادرت حماس، رغم وعودها بقبول المصالحة، بالإعلان عن رفضها من دمشق، ما لم تتضمن الورقة المصرية الاعتراف بحق المقاومة.. كما لفتت إلى وفاة شقيق القيادى بالحركة سامى أبو زهرى، فى السجون المصرية، فى محاولة لتعكير صفو المصالحة.
وقال محمود الزهار القيادى بحماس "نحن لا نتذرع بشىء لوقف المصالحة، وليس لدينا مشكلة مع توقيع الاتفاق، وإنما نحن لدينا مشكلة مع أبو مازن الذى رفض عرض تقرير جولدستون على المنظمات الحقوقية، وبدلا من الاعتراف بأنه السبب خرج على حماس ليتهمها بأنها هربت فى أثناء الحرب الإعلامية على مصر، وتركت الشعب الفلسطينى يموت"، مشيراً إلى أن "قضية التوقيع على المصالحة فى حاجه إلى وقت، فالورقة التى جاءتنا من مصر ليست ورقة وإنما هى حصيلة كل اللقاءات التى تمت بيننا وبين فتح والاتفاقات التى اتفقنا عليها، وهذه قضايا كبيرة وصفحات كثيرة ومواضيع نحتاج فيها إلى مراجعة كل كلمة، لأننا قد نكون مثلا اتفقنا فى أحد البنود على التشاور فى الأمر، فى حين أن الوثيقة تنص على الاتفاق وهناك فرق كبير بين الكلمتين قد يؤثر على مواقفنا السياسية، فنحن نفحص بدقة ما تم الاتفاق عليه، وما سيتم التوقيع عليه لنتأكد أن ما تم نقله هو الاتفاقات التى سجلت ولم يحدث فيها تغيير هنا أو هناك".
وأكد الزهار أن مصر تدرك أن الظروف الحالية لا تساعد على عقد لقاءات بين الفصائل وأبو مازن، مضيفاً "نحن وافقنا على القضايا المعلقة مثل الانتخابات والحكومة والأجهزة الأمنية، وبالتالى فنحن من حيث المبدأ أبدينا الموافقة على كل المواضيع والآن الذى سنوقع عليه نريد التأكد هو ما اتفقنا عليه أم لا وهذا يحتاج إلى دراسة وفحص".
عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، اتهم دولة عربية لم يسمها بأنه هى التى حرضت حماس على التوقيع على الوثيقة المصرية مع عدم تنفيذ ما نصت عليه لتفادى الإحراج والضغوط التى تتعرض لها من قبل الشعب الفلسطينى، وقال"إنه فى الوقت المناسب ستكشف فتح عن هذه الدولة".
وقال الأحمد إن قول محمود الزهار بأن هناك فرقا بين المصالحة والتوقيع يؤكد ما لدينا من معلومات بأن هناك جهة عربية بأعلى الهرم، قالت لحماس وقعوا ولا تنفذوا، لذلك بدأ الزهار يلوح بتلك الكلمات".
وأكد عزام الأحمد أن حركة فتح مورست عليها ضغوطا أمس من جهات عديدة، وتلويح الكونجرس بعقوبات على السلطة، ولكن فتح لن ترضخ لأحد ونحن ننطلق من المصالح العليا لشعبنا، وليقطع الكونجرس المساعدات عنا أن كان ثمن المصالحة هو قطع المساعدات.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت مصر تمارس ضغوطا عليهم للتوقيع قال: ليست هناك ضغوطات بالمعنى السلبى فهى ضغوط إيجابية، وهى تلعب دور الوسيط النزيه الذى يريد أن يصل إلى نتائج".