الحب يصنع المعجزات.. ويعبر القارات.. ولايعترف بالخلافات السياسية أو العقائدية.. لهذا لم تمنع العاطفة من زواج اسرائيلية بشاب مصري بعد قصة حب عنيفة وصلت احداثها الآن إلي النيابة العامة وضمت مستنداتها عقد زواج رسمي مؤرخ في ديسمبر ٧٠٩١؟
.. لكن تفاصيل الحكاية بدأت من حيث اوشكت ان تنتهي.. وبالتحديد داخل قسم شرطةعابدين!
مذكرة عادية تلقاها قسم شرطة عابدين.. مثلها مثل عشرات المذكرات التي يتلقاها القسم يوميا من مختلف الجهات.. ولكن هذه المذكرة لم تكن ابدا مثل غيرها.. فهذه المذكرة كانت بداية قصة مثيرة أحد أطرافها مصري والطرف الآخر اسرائيلي.
كان طبيعيا بمجرد علم ضباط القسم بطبيعة المشكلة وطرفيها أن يزداد الاهتمام بها ويزداد الحذر في التعامل معها..
وتحول القسم إلي خلية نحل لاتهدأ إلي أن أنتقلت المذكرة بأطرافها إلي النيابة ليبدأ فصل جديد من فصول القصة المثيرة.
البداية كانت بلاغا تقدمت به فتاة شابة من عرب اسرائيل وتحمل الجنسية الاسرائيلية إلي قسم مباحث الفنادق بالادارة العامة لشرطة السياحة والآثار ضد شاب مصري تتهمه باغواء شقيقتها واقناعها بالبقاء في مصر وعدم السفر معها إلي اسرائيل.
البلاغ تم تحويله إلي قسم شرطة عابدين بصفته الجهة المختصة لأن الفتاة الاسرائيلية صاحبة البلاغ تقيم في فندق كايروجان الذي يقع في دائرة القسم.
كان طبيعيا أن يهتم مأمور قسم عابدين بالبلاغ وخاصة أن أحد طرفيه مصري والطرف الآخر الاسرائيلي.. فالعادة جرت أن يكون هناك اهتمام خاص بأي بلاغ طرفه اجنبي فما بالك اذا كان هذا الأجنبي اسرائيليا!
تم استدعاء صاحبة البالغ وتدعي خلود غالب خطيب ٣٣ سنة والتي أكدت أنها من عرب اسرائيل وتحمل الجنسية الإسرائيلية وتقيم في فندق »كاميروجان« التابع لدائرة قسم عابدين.
واتهمت في بلاغها شاب مصري يدعي ياسر فوزي يبلغ من العمر ٦٣ سنة ويعمل فني لحام ويقيم في منطقة الساحل بإغواء شقيقتها نبيلة غالب خطيب والتي تقيم معها في نفس الفندق وإقناعها بالبقاء معه في مصر وعدم العودة معها إلي اسرائيل وأشارت إلي قيامه باصطحاب شقيقتها للاقامة معه في منزله ومنعها من الاتصال بها أو رؤيتها..
وأكدت الفتاة الاسرائيلية صاحبة البلاغ ان شقيقتها تعاني من مرض نفسي وغير مسئولة عن تصرفاتها.. وهذا المرض النفسي الذي تعاني منه هو السبب الرئيسي في نجاح الشاب المصري في اقناعها بالبقاء معه في مصر وعدم العودة مع شقيقتها إلي اسرائيل.
كان طبيعيا ان يبادر ضباط قسم شرطة عابدين باتخاذ الاجراءات القانونية المعتادة في مثل هذه الظروف باستدعاء الطرف الثاني المشكو في حقه لسؤاله في الاتهامات الموجهة إليه بغض النظر عن أن صاحبة البلاغ اسرائيلية والمشكو في حقه مصري.
وبالفعل تم استدعاء الشاب المصري ياسر فوزي الذي اقر واعترف بأن نبيلة غالب خطيب شقيقة صاحبة البلاغ تقيم معه بالفعل في منزله ولكنه فجر مفاجأة كبري عندما أكد أنها تقيم معه بصفتها زوجته بموجب عقد الزواج المؤرخ بتاريخ ٩٢/٢١/٧٠٠٢ وقدم صورة من عقد الزواج.
ولم تتوقف المفاجآت عند هذا الحد حيث حضرت الزوجة الإسرائيلية إلي القسم لمساندة زوجها وأكدت أمام ضباط القسم أنها تحب زوجها بشدة وتقيم معه بكامل ارادتها ونفت وجود أي إكراه بدني أو معنوي كما نفت معاناتها من أي مرض نفسي سواء في الفترة الحالية أو في أي فترة سابقة من حياتها وطلبت اثبات كل هذا في محضر رسمي واعلنت تمسكها بالبقاء مع زوجها في مصر ورفضت العودة إلي اسرائيل مع شقيقتها.
تم اطلاع الفتاة خلود صاحبة البلاغ علي أقوال شقيقتها وزوجها كما تم اطلاعها علي عقد زواجهما.. فرفضت الاعتراف بكل هذا وأصرت علي أن زوج شقيقتها استغل حالتها الصحية ومرضها النفسي وورطها في هذه الزيجة المرفوضة وأصرت علي اصطحاب شقيقتها معها والعودة بها إلي اسرائيل.
وأمام تمسك كل طرف من الطرفين بأقواله وبموقفه ورفضهما التام للصلح تم تحرير محضر بالواقعة حمل الرقم ٥٧٧١٢ جنح عابدين لسنة ٨٠٠٢ وتمت احالته بجميع أطرافه إلي نيابة عابدين التي بدأت تحقيقاتها مع جميع أطراف البلاغ المثير والأول من نوعه في أقسام الشرطة المصرية.