لقى حادث القطارين اهتماماً عربياً وعالمياً فى جميع وسائل الإعلام، باعتباره حادثاً مروعاً، بينما الإعلام المصرى فى واد آخر، يبث منه للناس أغنية «الدنيا ربيع والجو بديع» ليثبت فى كل يوم أنه إعلام منتهى الصلاحية.. مقتل العشرات أو المئات وربما الآلاف والملايين، لا يقدم على أخبار السيد الرئيس، حتى ولو قامت القيامة، وإن جاز ذلك افتراضاً اضطرارياً، فما معنى الانشغال فى كل منافذ إعلامنا الرشيد بعالم السيرك وبرامج السواريه والحلقات المعادة والمكررة.
الحادث أيضاً كشف الكثير من الأكاذيب الدعائية التى روجتها الحكومة ممثلة فى وزارة النقل، بحملة إعلانية ضخمة بدأتها فى رمضان الماضى تحت شعار «المصرى اللى على حق يقول للغلط لأ» تحت رعاية الإعلانى طارق نور، وتكلفت 35 مليوناً من الجنيهات، حسبما أكدت مصادر من داخل وزارة الإعلام، لم تقدم التوعية الكافية للمواطنين بعدم عبور خطوط السكك الحديدية المفتوحة على مصراعيها فى كثير من المناطق، ولم تشر إلى خريطة مزلقانات السكك الحديدية، وتعرّف المواطن بالإشارات خصوصاً فى القنوات الإقليمية، حتى يعرف المواطن الذى يضطر إلى عبور السكك الحديدية كيف يتعامل مع الموقف، ولأن المسئول الذى يدفع فلوس الحملة، لا يمكن أن يكون مخطئا أيضاً، فعلى ما يبدو أن الحملة المقبلة للسكك الحديدية، سيحمل فيها طارق نور مسئولية حوادث القطارات للجاموس والبهائم، وسيدعو المواطنين للتخلص منها، وستدفع وزارة النقل أيضاً مزيداً من الملايين بدلاً من أن تدفعها لتطوير السيمافور الذى أدى إلى وقوع الحادث.