2009 آخر تحديث [09:20]
بعد الثورة البلشفية في روسيا عام 1917 وانتصار البلاشفة في الحرب الأهلية أضطر افراد بقايا قوات الحرس الابيض المناهض للسلطة الجديدة للرحيل عن وطنهم مع عائلاتهم نحو المجهول. وبدأت رحلة مجموعة من هؤلاء الضباط من مدينة سيفاستوبل وعبرت البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط وصولا إلى شمال أفريقيا وتحديدا إلى شواطىء بنزرت التونسية في سنة 1920.
من بين هؤلاء النازحين وصلت اناستاسيا شيرنسكايا ابنة الستة اعوام لتستقر في هذه المدينة على مدى 89 عاما قضتها تراقب امواج البحر الذي حملها الى ارض غريبة باتت مع مرور الوقت وطنا لها.. وتزوجت هنا وأنجبت 3 أطفال.
امضت أناستاسيا حياتها تتنقل بوثيقة لاجئة حصلت عليها من الأمم المتحدة وقضت سنوات عمرها بانتظار العودة الى ربوع الوطن.. قرابة 80 عاما قضتها أناستاسيا الى ان استعادت جنسيتها الروسية.
انتهى عصر البلاشفة وعندما أصبحت العودة الى ربوع الوطن ممكنة، أدركت أناستاسيا انه لا يحق لها ذلك فهي الشاهد الأخير الذي سيكتب السطر الاخير من ملحمة الهجرة الروسية الى تونس والذي يرعى قبور من توفي في هذه البلاد دون أن يرى وطنه الأول مرة أخرى.