[url=
]
[/url]هل استطاعت إسرائيل أن تنوِّم العالم مغناطيسياً عن هذه المجزرة؟ إن ألف مسيح ومسيح يصلبون من جديد على أيد الصهاينة فى غزة. إن الملك هيرودس حينما أمر بقتل الأطفال فى مذبحة الأبرياء عند ميلاد المسيح لم ينجح مثل إسرائيل فى صناعة هذا الحمام من الدم.
لم يكفهم الحمم والسماء التى تحولت إلى بوابة جحيم بالطائرات.. فزحفوا من الأرض. أصبحت غزة تعيش القيامة من الجو والبحر والبر وكأنما هو تنفيذ ليس لتقسيم غزة ولكن لإبادة عرقية وبتصفية جسدية والذى يستطيع الهروب يجرى إلى مصر.. هل هذا هو تنفيذ خطة شارون المعلق بخيط بين السماء والأرض، عفا الله عنه وفك سجنه رغم آثامه وهو غفور رحيم.. هل ينفذون خطة شارون فى أن سيناء أرض بلا شعب وفلسطين شعب بلا أرض..
هل أصبح العالم كله متفرجين على ما يحدث فى غزة.. العربان وفهمناهم.. استبدلوا بالشجب التليفونات ثم تركوا التليفونات إلى التصوير مع الجرحى الفلسطينيين الذين تم جلبهم بالطائرات ـ بالكثير عشرين ـ لزوم الصور.. ونحن معكم!!
ولكن باقى العالم؟ ماذا حدث هل هى علامات الساعة؟ حتى حزب الله الذى انتصر فى جنوب لبنان بخطة محكمة ومحسوبة وبأسر الجنديين وكسر أنف إسرائيل حتى الآن مما جعل حماس تستشعر النجدة من حزب الله وتقاوم انتظاراً للمدد.
وفى قناعتى أن مقاومة العقل يجب الإعمال بها وأن الحرب حتى آخر امرأة وآخر طفل وبالأجساد مقابل أعتى سلاح لابد من التفكير فيها، فالحرب خدعة، صحيح أنها حرب غير شريفة بطبيعة العدو الصهيونى الذى بنى نظريته على اللاشرف ولكن هى حرب العصابات والمباغتة لابد من إعمال العقل والمقاومة بالعقل.
والمقاومة بالعقل مشروعة والهدنة ليست تسليماً ولا هزيمة.. الهدنة لاستعادة القوة.
لقد جنح الرسول إلى الهدنة فى صلح الحديبية حتى أعد لهم من القوة ومن رباط الخيل لدرجة أنه فتح مكة ودخلوا بيوتهم كالجرذان ولم ترق نقطة دماء واحدة..
لابد من إعمال الفكر لأن هؤلاء الجبناء استعملوا الجنود المشاة واستدعوا الاحتياطى وكلهم منومون بالفكر الصهوينى وبربهم تيوردر هرتزل وبأنهم الأخيار يقتلون الأغيار ويطهرون الأرض التى وعدهم الله بها، إنهم يقودون آلة الحرب بغسيل المخ الذى حدث لهم فى بناء الدولة وتعاليم تيوردر هرتزل ربهم الأعلى.
إن الأمم المتحدة تعمل منذ عام ٤٨ بفكر واحد هو الاتحاد من أجل إسرائيل، حتى منظماتها المختلفة التى تسهم فى التغيير داخل الدول النامية أصبحت تبرعاتها يذهب نصفها إلى إسرائيل والنصف الباقى إلى المحتاجين حول العالم حتى أصيبت إسرائيل بتخمة إعانية لو صح التعبير.
لا أستطيع أن أقول إن أوباما يحتفظ بقوة اليهود فى الولايات المتحدة وخرس لسانه عن أى تصريح حول هذه الحرب الضروس الظالمة.
وعلى أى حال فالنظام الأمريكى رغم الديمقراطية وتداول السلطة إلا أن كل رئيس يسلم الثانى مع مفاتيح المكتب البيضاوى فى البيت الأبيض ملف إسرائيل بحرص شديد أحد أهم الملفات التى يجب الحفاظ على قوتها لآخر لحظة فى رئاسة أى رئيس أمريكى!
المنطقة أصبحت فى يد الأمريكان حيث فتتوا وأضعفوا العراق وانتهت أهم خطة تنمية فى دولة عربية كانت تمول نفسها والشىء الوحيد الذى نجحت فيه ديكتاتورية صدام هو بناء دولة قوية وجيش قوى.
وتعالوا نتذكر ماذا فعل بيجن والسادات يزوره فى باكورة المعاهدة.. لقد ضرب المفاعل الذرى العراقى تمهيداً لقصقصة الجناح لأى حمامة سلام تقف على أى شجرة فى المنطقة.
كيف نعيش مكتوفى الأيدى ونحن نعلم جيداً أن غزة ليست آخر منطقة فى أطماع إسرائيل وأن مصر هى القادمة لا محالة لو طال الزمن أو قصر.
إننا على مرمى حجر من أحلام هذه الدولة التى تحارب بوحشية غريزة حب البقاء.
آه لو تعلم السعودية أن يهود خيبر (الجزء الشرقى) من المدينة المنورة داخل الأحلام ودرة إسرائيل الكبرى.
آه لو يتذكر جلالة الملك عبدالله أن أباه زأر زئير أسد فى وجه روزفلت حينما قال للمترجم: ندفع ما يطلب الملك فى سبيل قطعة من المدينة. فرفع الملك سيفه، ووقف وقال للمترجم قل له: الزيارة انتهت..
ولكن ماذا نفعل كان هذا تاريخاً.. ووقتنا هذا أصبح يضع أقدامنا فى بركة من الدماء، وسماؤنا ملبدة بغيوم مستقبلة.