فوجئ المصلون بمسجد السلام بمدينة سان فرانسيسكو أثناء أدائهم لصلاة الجمعة أمس بحضور وفد من اليهود يرتدون طاقيتهم الشهيرة التى لفتت الأنظار إليهم وجلسوا يستمعون لخطبة الجمعة، وعقب انتهاء الصلاة دار جدل واسع بين المصلين والإمام حول السماح بتواجد يهود بالمسجد.
"اليوم السابع" رصد دخول الوفد المكون من 5 رجال و سيدتين إلى المسجد بعد بدء الخطبة بخمس دقائق مرتدين طاقيتهم الشهيرة الملتصقة بالرأس، والتى جعلت بعض الحضور ينظرون اليهم بشىء من الاستغراب أحيانا والاستنكار أحيانا أخرى، وعلى مدار نصف ساعة كاملة جلس الوفد فى إنصات تام لخطبة الإمام خالد الصديق (باكستانى الجنسية)، ودارت فى مجملها حول ما يدعو اليه الإسلام من التسامح والتعارف بين الأمم وعن علاقة الإسلام بأصحاب الكتاب من النصارى واليهود، وما أوصانا به النبى بحسن معاملتهم. وعند إقامة الصلاة وقف أفراد الوفد فى آخر صف بالمسجد ولم يجلسوا حتى انتهت الصلاة التى لم يشاركوا فيها.
اختلفت مشاعر الحضور فى التعامل مع الموقف وعقب انتهاء الصلاة، وتقدم بعض المصلين لمصافحتهم والترحيب بهم فى حين استنكر البعض تواجدهم داخل المسجد واكتفت الأغلبية بنظرات حائرة تحيطها العشرات من علامات الاستفهام، إلى أن قام الإمام بدعوة المصلين إلى الاستماع إلى الوفد اليهودى الذى تبين أنه تابع لإحدى المنظمات الناشطة فى مجال دعم التعاون والتقارب بين الأديان، وقامت إحدى السيدتين بتحية المتواجدين بتحية الإسلام ثم كلمة "شالوم" التى تعنى سلام بالعبرية ودعت الحضور إلى المشاركة فى برنامج التقارب بين الأديان ويتم فيه دراسة القرآن والتوراة معًا بهدف التواصل مع أفراد الجالية المسلمة بأمريكا ولمزيد من التقارب وتحقيق السلام الذى تدعو إليه جميع الأديان السماوية.
وقال الحاخام جونثان جيف لليوم السابع: "جئنا من أجل التقارب مع المسلمين والتركيز على ما يجمعنا بما أننا أبناء آدم و كلنا نؤمن بالله"، معلناً رفضه لما يحدث فى فلسطين، وقال: "نحن نرفض العنف من أى طرف وكما قلت لك نحن هنا للبحث عما يقربنا وليس العكس".
وعلى الجانب الآخر وقف الإمام بين مجموعة من المصلين معظمهم من أصول عربية وشرق آسيا يجادلون الإمام فى كيفية السماح للوفد اليهودى بدخول المسجد، وأكد الإمام أنهم من الأساس ليسوا مسلمين لنفرض عليهم الطهارة ولا يوجد فى القرآن والسنة ما يمنع ذلك، وإذا لم يأتوا إلينا ونرحب بهم كيف سيتعرفون عن ديننا الذى نزل للناس جميعا وليس المسلمين فقط، لافتا إلى أن هذه فرصة لتعريفهم بديننا بدلا من تاكيد الفكر المغلوط عن الإسلام خاصة فى تلك الفترة التى يتعرض فيها الإسلام للكثير من الادعاءات.