أمس أطلقت النيابة العامة سراح 45 مصريا معظم من الشباب، بعد القبض عليهم مساء الجمعة فى مصادمات بين الشرطة والمحتجين أمام سفارة الزمالك فى القاهرة، وكان حوالى ألف شخص قد تجمعوا أمام السفارة منذ مساء الجمعة مطالبين بطرد السفير الجزائرى من القاهرة، محملينه جزءا كبيرا من مسئولية ما حدث من عنف عقب مباراة الخرطوم بسبب تقاعسه ثلاثة أيام متتالية عن نفى كذبة مقتل جزائريين بالقاهرة عقب المباراة.
والحقيقة أن السفير الجزائرى لم يتهرب من النفى ثلاثة أيام فقط لكنه أجج الفتنة، وظل ثلاثة أيام يعطى صحافة بلاده تصريحات مائعة توحى بوجود قتلى اكثر مما تنفى الخبر مثل: لا يوجد حتى الآن.. لكننا نتأكد من السلطات المعنية.. أو وصلتنا مكاتبات من الداخلية المصرية لكننا نتاكد من صحتها؟!
واعتقد جازما أن السفير الجزائرى فى القاهرة كان سببا رئيسيا من أسباب الشحن بين الشعبين، لذلك فهو فقد دوره المفترض القيام به وهومد جسور الصداقة بين الشعبين والحفاظ على مصالح بلاده .. فلا هو أقام تلك الجسور ولا هو حافظ عى مصالح بلاده.
ورغم ذلك ما كان لهذا الشباب التظاهر أمام السفارة الجزائرية بالزمالك، والاحتكاك بالشرطة التى حمت بأجساها السفارة، لو لم يكن هو نفسه ضحية لعملية تحريض وشحن إعلامى من كافة وسائل الإعلام المصرية جعله، يشتبك مع الشرطة ويصيب منها عدد غير قليل، إضافة إلى تدمير بعض الممتلكات العامة المصرية وليس الجزائرية.
وأعتقد ان قرار النائب العام بالإفراج عن هؤلاء الشباب هو فى نفس الوقت إدانة لكل من حرضهم وشحنهم معنويا بشكل مبالغ فيه لدرجة جعلتهم يفقدون السيطرة ويشتبكون مع الشرطة، ولو كانت النيابة قررت حبسهم لكان عليها أن تستدعى كل الجهات الإعلامية التى حرضتهم، على اعتبار ان المحرض شريك فى الجريمة.
وإذا كنت أشكر النائب العام على التعامل برحمة مع هؤلاء الشباب وإصدار قرار بإطلاق سراحهم، فإن هذا الحدث يجب أن يكون فى عقل كل إعلامى ووسيلة إعلامية، وهم يشحنون الشعب بهذا القدر الكبير، فالشحن المعنوى والتحريض الزائد عن حده يمكن ان يؤدى غلى كوارث لا يحمد عقباها.