يلزم العالم الآن تغييرا جذريا فى مفهوم التعصب الذى لا طائل له إلا خلق الضغينة والعناد وقد حان الأوان لنبذ جميع أنواع التعصبات على أى خلفية كانت فكلنا أهل لأننا من أم واحدة وأب واحد والله سبحانه تعالى علّمنا أننا جميعا أثمار شجرة واحدة وأوراق غصن واحد فلنرفع هذا الشعار ونعلمه لأولادنا من بعدنا حتى يحفظهم من نار التعصب والبغض والكراهية بين البشر، لابد أن نعلم أولادنا أن المنافسة الإيجابية والروحانية التى تهدف إلى الامتياز فى جميع الأمور مع تمنى الخير للآخرين هى المنافسة المحمودة والمطلوب الحفاظ عليها.
وعليه فان نبذ التعصبات بأنواعها هو الطريق الوحيد الذى يجب على الإنسان أن يسلكه ويعمل به إذا أراد أن يحيى حياة سعيدة مزدهرة حيث جاء الوقت لأن يندمج التعصب الوطنى أو السياسى والمحدود فى أهدافه وآماله ضمن الوطنية العمومية الكبرى التى يكون فيها الوطن عبارة عن العالم أجمع، لذا فإن القبول بمبدأ وحدة العالم الإنسانى يرمى بكل معانيه إلى محو التعصبات كافة سواء جنسية أو عرقية أو وطنية أو طبقية أو لونية أو لغوية لأنها جميعا هادمة لبنيان العالم الإنسانى وكيانه وجالبة لشقائه وبلائه، وكانت تلك التعصبات البغيضة سببا فى اشتداد روح العداء والبغضاء بين الأمم والشعوب على مر الأزمنة والعصور وكانت هى العامل الرئيسى فى الحروب والمنازعات.
إن ما حدث من تعصب وكل أحداث العنف والتعصب فى حدث رياضى هو حدث بعيد كل البعد عن أعراف الرياضة الراقية، فأولا وأخيرا كلنا أهل ومهما اختلفنا لا يمكن أن ننسى أن بيننا أنساب وأعراف ومحبة فوق كل شىء. فكلنا أبناء وطن واحد نفرح لفرح الآخرين ونرعى شعور الحزانى منا، فالله جعلنا شعوبا وقبائل لنتعارف ولا نتناحر فالرياضة هى مرآة لامعة صافية لقدرات رياضية للشعوب فالأفضل تدريبا هو الذى سوف يفوز، ولكن الامتياز بين البشر قائم على أساس الأخلاق والفضائل والمحبة والمعرفة وليس على أساس نسبته إلى الشرق والغرب، وما حدث لعبت فيه أجهزة الإعلام دورا كبيرا فى إدارة هذه الأزمة وكان عليهم أن ينقلوا الصورة الحقيقية بعد التحرى الدقيق عن الحقيقة وينبغى لمحرريها أن تكون أنفسهم منزهة عن أغراض النفس والهوى ومزينة بطراز العدل والإنصاف وعدم اختلاق القصص الغير الحقيقية وأن يتحلوا بالحكمة فيما ينشر.
وأتمنى كما تجمعنا لمؤازرة فريقنا القومى بطاقة حب كبيرة فيجب أن نستثمر هذه الطاقة ونحولها إلى طاقة إيجابية لتطوير مجتمعنا ويجب أن نلتف حول المشكلات الحقيقية التى تواجه مجتمعنا فنحن شعب نستحق أن نفرح ونستطيع أيضا أن نشارك يد بيد فى حملة لحماية ما يخص صحة أولادنا وأسرنا والذى نحن بحاجة إليه الآن قبل دخول الشتاء، الحملة هى لرفع القمامة من الشوارع والميادين وعدم إلقاء غيرها مع وضع خزائن جديدة للقمامة بالشوارع وهى التى ستقلل الإصابة بكل الأمراض وليس فقط أنفلونزا الخنازير، فتحلل القمامة بالشوارع واستنشاقها يوميا يؤثر على أجهزة المناعة لدى أطفالنا وشبابنا ونحن جميعا، بل وعلى المدى البعيد يحدث خلل بالبيئة التى نعيش فيها، فيا أبناء وبنات بلدى الكرام تجمعوا والتفوا لخدمة الشعب بكل المحبة .
(يا أهل العالم كلكم أثمار شجرة واحدة وأوراق غصن واحد أن اسلكوا سلوكا فى غاية المحبة والاتحاد والمودة والاتفاق قسما بشمس الحقيقة أن نور الاتفاق ينير الآفاق