شالوم كوهين يعلن إعجابه الشديد بالرئيس السادات
كتبت رباب فتحى
var addthis_pub="tonyawad";
ألقت صحيفة جلوبال بوست الأمريكية الضوء على الوجه الآخر للسفير الإسرائيلى إلى مصر، شالوم كوهين فى مقابلة أجراها معه الصحفى بالجريدة ثيودور ماى كشفت عن مدى إعجابه الشديد بالرئيس المصرى السابق أنور السادات، وقالت على الرغم من أن شالوم ينظر إليه بعض المصريين كأحد أكثر سفراء إسرائيل إلى مصر تمتعاً بالشعبية، إلا أن كونه "الأكثر شعبية" لا يمثل الإنجاز الذى يرغب شالوم فى تحقيقه فى القاهرة، وإنما يكمن فى اعتراف المصريين "بوجود سفير إسرائيلى فى البلاد".
ويقول ماى إن كوهين يحتل مساحة ليست بصغيرة داخل المجتمع الدبلوماسى فى مصر، ومع ذلك، اضطره الانعزال الثقافى المفروض عليه خلال فترة وجوده بالقاهرة (خمسة أعوام) إلى بذل جهود مضنية فقط ليثبت أنه "هنا".
حقيقة الأمر لا يعرف الكثير من المصريين شيئاً عن كوهين، ولكن ما لا يعرفونه عنه هو ما قد يفاجئهم، على حد تعبير الصحيفة، فشالوم كوهين استلهم فكره السياسى من أحد زعماء مصر الحديثة، والعالم العربى، ويعتبر أحد أهم الرموز السياسية التى عرفها العالم، وهو السادات، ذاك القائد الذى هز المنطقة عندما تحدث إلى الكنيست الإسرائيلى فى 19 نوفمبر من عام 1977.
ويوضح ماى أن كوهين "اضطر" إلى الانضمام إلى الحكومة الإسرائيلية، بعدما غمره شعور غريب بمجرد السماع لخطاب السادات فى هذا اليوم الذى أكد فيه "لم أتى إلى هنا للتحدث عن السلام الجزئى، والمتمثل فى إنهاء حالة الحرب فى هذه المرحلة وتأجيل المشكلة برمتها لمرحلة لاحقة، فهذا ليس حلاً جذرياً من شأنه توجيهنا نحو السلام الدائم"، وبعدها ترك دراسة الطب فى باريس للانضمام إلى جهود إحلال السلام.
وتنقل جلوبال بوست عن كوهين قوله "وقتها أدركت أن هذا ما يجب على فعله، جل ما أردته هو قضاء السنوات القادمة هناك وتقديم المساعدة لتطوير عملية السلام الجليلة بين إسرائيل والعرب، فهذا المكان الذى شعرت أننى أستطيع المساهمة فيه".
ويرى كوهين أن مصر وإسرائيل لم توفيا بتحويل رسالة السادات إلى واقع ملموس، فكلتاهما لم تحققا سوى سلاماً جزئياً، وينعى حقيقة إصرار مصر وإسرائيل على وجود حرب ثقافية باردة بينهما، على الرغم من أنهما لم يتمتعا قط بعلاقات جيدة على الصعيد الإستراتيجى السياسى مثل الآن.
ويقول "الكثير من المصريين لا يعلمون حقاً أننا فى حالة سلام مع إسرائيل، ومعظمهم لا يدرى بعملية السلام، كما أن معظمهم لا يعلم بزيارة السادات إلى القدس، ولكنهم يعرفون جيداً حرب أكتوبر. ولقد اعتدت أن أقول إنهم "يعرفون كل شىء بشأن حرب أكتوبر؛ ولا شىء بشأن زيارة السادات للقدس".
وبالطبع، تشغل حرب أكتوبر حيزاً كبيراً من التاريخ المصرى، بل ويحتفل بيوم 6 أكتوبر كإجازة قومية لإحياء ذكرى هذا اليوم العطرة، على عكس ذكرى خطاب السادات فى الكنيست الإسرائيلى، وذكرى اتفاق كامب ديفيد، اللتان تمران مرور الكرام ولا تستجديا اهتمام المصريين، وهذا العام لم يكن مختلفاً كثيراً، على حد قول الجريدة.
وتلفت الصحيفة إلى أنه على الرغم من ندرة التعاون الفنى والثقافى بين مصر وإسرائيل، وقلة تبادل السياح، يبقى التعاون السياسى ببين الحكومتين قوياً. ويؤكد ماى أن كوهين وضع رسالة السادات بالتوصل إلى السلام الدائم نصب أعينه خلال فترة حكمه بالقاهرة.
وترى الصحيفة أن كوهين يمثل هو نفسه جسراً بين عالمين، فهو يهودى تونسى نشأ فى شمال أفريقيا، وتمكن من "تحبيب" نفسه إلى عشرات المصريين من خلال طلاقته فى تحدث اللغة العربية، وهو الأمر الذى جعل إسرائيل أكثر قبولاً بالنسبة لهم، كما أن كوهين يقضى الكثير من الوقت بين العامة، يتسوق ويأكل فى المطاعم، ويقابل الناس، ويحاول السير على خطى رؤية السادات فى تحقيق السلام.
كما يرى كوهين أن نظام الرئيس مبارك ساهم إلى حد كبير فى توتر العلاقات الثقافية بين مصر وإسرائيل، على الرغم من مساعدة الحكومة المصرية على تعزيز العلاقات السياسية بينهما، ويقول "هم يستخدمون مقاومة التطبيع كأداة للتأثير على إسرائيل، وهو الأمر الخطأ من وجه نظرى".