توجيهات حاسمة من وزير الخارجية لبعثاتنا الدبلوماسية بتوفير الرعاية للمصريين بالخارج والحفاظ علي حقوقهم
مساعد وزير الخارجية: بابي مفتوح لكل مواطن
وغرفة عمليات تعمل ٤٢ ساعة لتلقي الشكاوي
حديث: السيد النجار
»إن رعاية مواطنينا بالخارج مسئولية الدولة، نرعي حقوقهم، لا نقبل المساس بهم أو التطاول عليهم، أو امتهان كرامتهم، وأقول بكلمات واضحة، أن كرامة المصريين من كرامة مصر، ومصر لاتتهاون مع من يسئ لكرامة أبنائها«.. قالها الرئيس مبارك في خطاب افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة.. كلمات حاسمة واضحة.. وبقدر ما كانت الرسالة للخارج.. إذ جاءت في أعقاب اعتداء الجمهور الجزائري علي المشجعين المصريين في الخرطوم، بقدر ما كانت رسالة الي الداخل ايضاً، للحكومة بكل اجهزتها، ووزارة الخارجية وبعثاتنا الدبلوماسية. وذلك كانت قضية رعاية المصريين بالخارج أحد الموضوعات الرئيسية في اجتماع مجلس الوزراء.. اكد المجلس علي ضمان توفير الرعاية لابنائنا بالخارج.. واستمرار وزارة الخارجية في الاتصالات مع الجانب الجزائري لضمان وأمن وسلامة المصريين
والحفاظ علي ممتلكاتهم.
أما عن الوضع في وزارة الخارجية »بعد تأكيدات وتكليفات الرئيس مبارك لحماية ابنائنا بالخارج.. فقد كان الأمر واضحا تماما.. ولم لا..ورعاية ابنائنا بالخارج محور رئيس لعمل السفارات والقنصليات المصرية.. أكد احمد ابو الغيط وزير الخارجية المهموم دائماً قضايا المصريين بالخارج. ومتابعة حلول مشاكلهم علي توفير أقصي الرعاية لهم.. من خلال التوجيه الذي أصدره عقب خطاب الرئيس مبارك، لقطاع الشئون القنصلية والمصريين بالخارج. ولجميع السفارات والقنصليات المصرية بجميع انحاء العالم. وأكد وزير الخارجية في توجيهه علي أهمية تقديم جميع انواع الرعاية والمساعدات والتسهيلات اللازمة للمصريين المقيمين والمغتربين بالخارج. وأكدت التوجيهات الحاسمة بالتصدي والدفاع عن مصالحهم وحقوقهم، والاهتمام بحل مشاكلهم.
وأهمية التواصل المستمر بين سفاراتنا وقنصلياتنا بالخارج وتجمعات نوادي المصريين واستمرار التواصل معهم.
غرفة عمليات
وإذا كانت الدولة كلها رئيسا وحكومة بما فيها بالطبع وزارة الخارجية مشغولة حالياً بهذه القضية.. فماذا يفعل المسئول الاول عن قطاع المصريين بالخارج في وزارة الخارجية.. يقول السفير محمد عبد الحكم مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين في الخارج.. بابي مفتوح لكل المواطنين لتلقي الشكاوي المختلفة منهم وإيجاد الحلول العاجلة لها. والعمل بالقطاع حتي الثانية عشرة مساء، لاستقبل المواطنين ونبادر علي الفور بالاتصال بسفارتنا او القنصلية في البلد التي توجد بها المشكلة.. هذا الي جانب غرفة العمليات بالقطاع التي تعمل علي مدار ٤٢ ساعة من خلال ٤ خطوط للتليفونات والفاكس، وخاصة لراحة المواطنين بالمحافظة وعدم تحملهم مشقة الحضور للوزارة بالقاهرة. وتتلقي يوميا عشرات الشكاوي ويتم البت فيها والمساعدة في حلها خلال ساعات أو أيام قليلة حسب طبيعة كل مشكلة.. وأرقام التليفونات هي ٣٤٨٧٤٧٥٢ و ٦٥٨٧٤٧٥٢ و ٠٠٥٢٧٧٥٢ ورقم فاكس ٠٠٠١٦٧٥٢
ويواصل السفير محمد عبد الحكم حديثه قائلا ان الاهتمام بتلقي شكاوي المواطنين بشأن ذويهم في الخارج، لا يقتصر فقط علي غرفة العمليات بالقطاع أو مقابلاتي الشخصية معهم، بل يوجد مكتب لتلقي الشكاوي بمكتب الوزير وتحت اشرافه مباشرة، بالاضافة الي إدارة الشكاوي والتظلمات ويوضح السفير محمد عبد الحكم أن متابعة مشاكل المصريين بالخارج لا تقتصر فقط علي المقيمين أو المغتربين، بل في جميع المناسبات والاحداث الطارئة. وفي هذا الإطار كانت أول ترجمة حقيقية لتوجيهات الوزير أبو الغيط بمساعدة كل من يلجأ الي السفارة أو القنصلية، حتي في موسم الحج، رغم وجود بعثات متخصصة من الوزارات المختلفة، حيث شكلنا ثلاث غرف عمليات في القنصلية بجدة والسفارة المصرية في عمان والقنصلية في العقبة والأخيرتان لخدمة حجاج البر، وبهما التليفونات المباشرة والمحمول للدبلوماسيين، وعلي اتصال دائم طوال ٤٢ ساعة بالغرفة الرئيسية بالقطاع القنصلي بالخارجية. والنظر في حل أية مشكلة خلال ٤٢ ساعة.
ينقطع الحوار المتواصل، مع السفير محمد عبدالحكم لاجراء مكالمة تليفونية عاجلة او تلقي آخري أو توقيع مذكرة لإحدي سفارتنا أو قنصلياتنا بالخارج بشأن إحدي المشاكل.. والامثلة عديدة ومتنوعة، ٤ مواطنين من محافظة الفيوم، سافروا الي الأردن وبعد عشرة أيام فقط من الوصول، يتوفون في حادث سير، لتبدأ السفارة علي الفور في إجراءات شحن الجثماين علي نفقة الدولة طالما هم في حالة إعسار مادي ولم تكتف السفارة بذلك، بل واصلت جهودها حتي حصلت علي حق كل واحد منهم في تأمين ٠٥١ الف جنيه. وشكوي آخري من مواطنة.. تقول أن شقيقها سافر إلي فرنسا منذ ٤ سنوات، ولا يعلمون عنه شيئا.. يتم ابلاغ سفارتنا بباريس والقنصليتين في باريس ومارسيليا، لمحاولة معرفة مكانه إذا ما كان مسجلاً بالسفارة أو في أحد تجمعات المصريين.
التسجيل بالسفارة
وهنا أبادر السفير محمد عبد الحكم، كيف تستطيع البعثة الدبلوماسية العثور علي مصري في أي دولة بهذا الشكل، يقول.. مشكلة كبيرة رغم سهولة حلها.. ومن هنا أناشد كل مواطن مقيم ومغترب بالخارج تسجيل نفسه بمجرد وصوله في السفارة أو القنصلية. وتيسيراً علي المواطنين تم الغاء الرسوم التي يدفعها المواطن إذا ما تخلف عن تسجيل نفسه خلال ٦ شهور، والأن اصبحت مجانا في أي وقت. وهذا التسجيل لمصلحة المواطن نفسه فعند حدوث أية مشكلة تستطيع السفارة أو القنصلية سرعة مساعدته باعتبارها تعرف مكانة ووسيلة الاتصال به كما تساعدنا في الوصول إلي أهله بمصر.
كما يحقق هذا التسجيل التواصل المطلوب بين السفارة والقنصلية وأبناء الجالية المصرية. وكثيراً من المشاكل التي تنشر بالصحف أو تتلقاها وسائل الإعلام تكون بسبب عدم التسجيل بالسفارة أوالقنصلية ومنها المصري الذي قتل في حادث سطو بأمريكا، تحركنا علي الفور وتم القبض علي القاتل ولازال التحقيق جاريا معه.
ويشير السفير عبد الحكم في هذا الصدد الي ان اتفاقية فيينا المنظمة للعلاقات القنصلية بين الدول تنص علي السلطات المختصة في أي بلد إبلاغ السفارة التابع لها أي شخص توفي في حادث أو تعرض للسجن وغيرها. ولكن في بعض الأحيان لا يتم ذلك.. ونعلم من وسائل الاعلام.
ولكن قطاع الشئون القنصلية والمصريين في الخارج قطاع خدمي وبمثابة واجهة لوزارة الخارجية بالنسبة لعامة المواطنين.. فكيف يمكن التفاعل مع وسائل الاعلام في هذا الشأن؟
يقول السفير محمد عبد الحكم مساعد وزير الخارجية إن الإعلام والدبلوماسية وجهان لعملة واحدة، ودورهم يتمثل في الحفاظ علي مصالح مصر وحقوق المصريين في الخارج. وكذلك نحن حريصون علي التواصل مع جميع الصحف ووسائل الإعلام وقد نجح القطاع في فتح قناة مع الاعلام لإبراز الحقائق وجهود الوزارة للمساعدة في حل المشاكل التي تواجه المصريين بالخارج. وكذلك توفير المعلومات اولا بأول عن أي مشكلة. ولكن الكثير والكثير من المشاكل التي نحلها نعتبرها عملنا الواجب علينا ولا نفكر في النشر عنها. ولا يظهر هذا إلا عندما نرد علي ما ينشر في الصحف.. ويتصادف مع هذه اللحظة من الحوار، وصول مواطن بسيط جاء الي مكتب السفير عبدالحكم لشكر وزارة الخارجية علي الجهود التي قام بها السفير في مساعدته لاستعادة جثمان شقيقه الذي توفي في ليبيا علي بعد ٠٠٤ كيلو متر من طرابلس وقامت القنصلية خلال ٨٤ ساعة باحضار الجثمان وعلي نفقة الدولة.
ثم يعود مساعد وزير الخارجية الي الحوار قائلا ونحن نجد تعاونا من هذه الصحف، ونقدر اهتمام الوزارة بالمتابعة والرد والتواصل معها.
واستطرد في الحوار قائلاً.. قرأت مشكلة فتاة بإحدي الصحف تشتكي السفارة من عدم التدخل لحل مشكلتها مع والدها.
معرفة الحقائق
فهل هذا من عمل بعتثاتنا بالخارج.. ويبادر السفيرعبدالحكم بالرد.. كل من يلجأ إلي السفارة أو القنصلية طالبا المساعدة نقوم بمساعدته حتي لو رأي البعض أن هذا ليس من عملنا.. وعلي سبيل المثال هذه الفتاة لجأت فعلا إلي السفارة التي قامت بمساع حميدة مع والد الفتاة الذي كان يحتجز جواز سفرها لمنعها من السفر. ورفض الوالد.. ثم لجأت الفتاة إلي إحدي جمعيات حقوق الانسان.. ونشرت احدي الصحف القصة منتقدة السفارة، وللاسف النشر جاء بعد أن تدخلت السفارة مرة ثانية ونجحت في إقناع والد الفتاة حل المشكلة وأناشد الاعلام الحفاظ علي مصالح مصر ومناقشة مشاكل المصريين بالخارج بموضوعية ومعرفة الحقائق.
ولكن إذا ابتعدنا عن هذا الكم من المشاكل الفردية فهناك الكثير من المشاكل الاكبر والتي تحتاج منكم إلي جهود لحلها، مثل مراكب الصيد المصرية التي يتم احتجازها.
يقول السفير محمد عبدالحكم ما يقرب من ٢١ مركب صيد مصرية وأطقمها من البحارة والصيادين ثم احتجازها خلال عام واحد.. ونجحنا بجهود الوزارة وسفارتنا بالدول المحتجز بها هذه المراكب من الافراج عنها.
وآخرها قرار الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بالافراج عن المركب »شاهندة« وطاقمها المكون من ٨ أفراد.. وفي تونس الإفراج عن ٣ مراكب خلال شهر واحد. حيث اجري وزير الخارجية أحمد أبوالغيط اتصالات مع نظيره التونسي للإفراج عن كل مركب يتم احتجزها . وصدر عفو رئاسي ثلاث مرات للأفراج عن هذه المراكب. ويجب عدم استغلال الظروف لمصالح شخصية من اصحاب هذه المراكب. والجميع يعلم دخول مراكب الصيد للمياه الإقليمية لأي دولة بدون ترخيص يعرضها للمصادرة والقبض علي الصيادين.. واستطرد مضيفا، علمت أنه تم الافراج عن أحد المراكب المصرية وبعد ٨٤ ساعة عاد للمخالفة مرة أخري.. ويعقب مساعد الوزير.. قائلا.. يجب ان يكون اصحاب مراكب الصيد علي مستوي المسئولية ويتوقفوا عن هذه المخالفات.
الموت أو السجن
وكذلك الموقف بالهجرة غير الشرعية.. قضية ذات ابعاد عديدة ومتنوعة.. ولكن الشاب في النهاية يجب ان يعي مخاطرها جيداً.
يقول السفير محمد عبدالحكم.. هذه مشكلة كبيرة، وأنت تعلم ان الخارجية لا علاقة لها بمسببات الظاهرة، ولكننا نعالج تداعياتها.. فشبابنا يلقون بأنفسهم في التهلكة بالتعامل مع مافيا الاتجار في البشر.. وموقف غريب ان يدفع الشاب من ٠٤ إلي ٠٥ الف جنيه بحثا عن أحلام الكسب السريع، وهي محاولة مصيرها الفشل فلماذا لا يبدأ الشاب مشروعا صغيرا بهذا المبلغ؟
ويجب ان يعلم شبابنا أن الهجرة غيرالشرعية حالياً تجربة إذا نجا من الموت فيها، فسوف يتعرض للقبض عليه والترحيل الي مصر. فالدول الأوروبية تشدد اجراءات الأمن والمراقبة علي حدودها، بالإضافة إلي تشديد العقوبات المفروضة علي المهاجرين غير الشرعيين وتجار البشر وسماسرة السفر. وأي شاب يتم القبض عليه، يدفع غرامة مالية ويسجن من ٣ إلي ٥ سنوات.
ثم يرحل الي مصر. ولا يجب ان يستمر الشباب في خداع تجار البشر أو التقليل من قدرات وذكاء الآخرين بالدول المهاجرين اليها.
ولكن.. الا تري أن إنشاء هيئة للمصريين بالخارج سوف تساعد في مواجهة مشاكلهم..؟
يؤكد السفير محمد عبد الحكم.. هي مشروع هام ويحظي باهتمام كبير من وزارة الخارجية وجميع الوزارات الاخري من أجل تنفيذ هذه الهيئة وهناك تعاون وتنسيق كامل بين الخارجية والجهات الأخري من أجل تنفيذه.
الرئيسية 
البوابة* 
الأحد 29 نوفمبر 2009 - 1:28