حالة التوتر التى سادت بين مصر والجزائر فى الفتره الآخيرة فى أعقاب أحداث العنف من قبل المشجعين الجزائريين فى الخرطوم تجاه المصريين، وحالة الغليان التى سادت الشارع المصرى ضد السفير الجزائرى لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية عبد القادر حجار، انعكست على حجار بشكل سلبى، حيث يعيش سفير الجزائر حالة من التخبط الإعلامية التى وصلت إلى حد التراجع عن كل تصريحاته التى أدلى بها لوسائل الإعلام المصرية.
حجار الذى تراجع عن تصريحاته التى كان قد أدلى بها أكد فيها أن الجزائر لن تعتذر لمصر عما حدث، وأصدر بيانا صحفيا قال فيه إنه قاطع الإعلام المصرى، وأن كل تصريحاته يدلى بها فقط للإعلام الجزائرى، وهو ما يكشف حالة التخبط التى يعيشها السفير الذى عندما واجهناه بصدق تصريحاته التى سبق أن أدلى بها لليوم السابع ولصحيفة الدستور ولبعض الصحف الجزائرية، قال "ما دار بينى وبين الصحفيين المصريين كان مجرد دردشة وليست للنشر".
حجار الذى اتهمته وسائل الإعلام المصرية بالسبب فى إشعال فتيل الأزمة بسبب تصريحاته النارية للصحف الجزائرية عن القتلى الجزائريين فى مصر، وكان أولها فى الشروق الجزائرية عندما قال "إن إصدار بيان يؤكد عدم سقوط أى قتيل، لا يعنى أننا أغلقنا ملف القتلى بصفة نهائية"، كما قال "إن السلطات الجزائرية عبر مختلف قنواتها الدبلوماسية ستواصل جهود البحث عن ضحاياها القتلى إن وجدوا فعلا".
والغريب هو إعلان حجار أنه مقاطع للصحافة المصرية ولم يدل بأى تصريحات لها منذ بدايه الأزمة حتى لا يتم تأويل تصريحاته، رغم أن حجار سبق أن أدلى للمحررين الدبلوماسيين فى وزارة الخارجية عقب استدعاء الوزارة له، حيث أكد أن الإعلام المصرى متمثلاً فى الفضائيات الخاصة هو وراء هذا الشحن الجماهيرى، وقلل من مسئولية الإعلام والصحف الجزائرية، متحججاً فى ذلك بالفارق فى نسبة المشاهدة بين فضائيات مثل مودرن ودريم والحياة وبين الصحف الجزائرية مثل الشروق، نافياً وجود قتلى جزائريين ضمن مشجعى منتخب بلاده حسبما روج له البعض.
وقال حجار "نحن حذرنا كثيراً من الشحن الجماهيرى وقلنا سابقاً إن مصر لها مصالح فى الجزائر باعتبارها المستثمر الأول فى الجزائر".
ليس هذا فحسب بل، إنه قال لجريدة الدستور المصرية فى تصريحات خاصة "من العيب أن يهتف الجمهور المصرى ضد نشيد الشهداء"، مستنكرا تناول وسائل الإعلام المصرية للمباراة حيث قال "إنها صورتها كأنها معركة عسكرية"، كما شكا حجار من المضايقات التى يتعرض لها على هاتفه المحمول من قبل الجمهور المصرى الذى يطالبه بالخروج من القاهرة ووصلت إلى حد سبه، وفى أحد اتصالاته مع اليوم السابع استنكر حرق المحامين المصريين للعلم الجزائرى، ونفى علمه بوساطة الجامعة العربية بين البلدين لاحتواء الأزمة، وأكد أنه لا يوجد معلومات أو حديث فى الجزائر عن الاعتذار لمصر، وهو التصريح نفسه الذى أدلى به لصحيفة الخبر الجزائرية فى عدد الاثنين 23 نوفمبر، ورغم أنه نفى تصريحاته للصحافة المصرية لم ينفها فى الصحافة الجزائرية رغم أنها التصريحات نفسها.
حجار وصف تصريحاته للصحافة المصرية بمجرد "دردشة" وليست للنشر، وأنه إذا كانت للنشر كان سيطلب الإطلاع عليها أولا، وأرجع مصدر دبلوماسى جزائرى بالقاهرة هذا التكذيب لتصريحات حجار فى وسائل الإعلام المصرية إلى تعليمات مشددة من الجزائر لتهدئة الأوضاع وإيقاف الحملات الإعلامية