مكرم وضياء وجهاً لوجه فى انتخابات نقيب الصحفيين 6 ديسمبر
أجرت المواجهة سهام الباشا
var addthis_pub="tonyawad";
انحصر الصراع على مقعد نقابة الصحفيين الذى يتنافس عليه 6 مرشحين بين مكرم محمد أحمد النقيب الحالى وضياء رشوان الباحث الشاب بمركز الدراسات بالأهرام، الأول امتداد لجيل النقابيين الرسميين المدعمين من الحكومة، والثانى ينتمى لجيل الاستقلال النقابى والتغيير غير المعادى للدعم الحكومى.. التقت بهما اليوم السابع، حيث أكد مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين والمرشح لدورة انتخابية ثانية، على أهمية استقلال النقابة عن أى تيار سياسى، رافضا التحالف مع جماعة الإخوان المسلمين، وأكد فى حواره مع اليوم السابع أن مشروع المدينة السكنية فى 6 أكتوبر ليس مشروعا انتخابيا، وأنه صحفى مهنى وليس قادماً من مركز دراسات مثل منافسه ضياء رشوان، وتحدث مكرم عن أسباب رفضه لعقد مناظرة انتخابية أمام رشوان، خلال الحوار التالى..
لماذا رفضت مناظرة ضياء رشوان، بعد أن قبلتها بشروط محددة؟
عندما كان ضياء مرشحا وحيدا قلت إن المناظرة التى ينادى بها لابد أن تكون حول 3 أسباب متعلقة جميعها بالانتخابات وليس لها علاقة بالسياسة، بالرغم من أنى أهم كاتب سياسى فى مصر وملف أعمالى يملأ حجرة كاملة، وكلانا صفحات مكشوفة أمام القراء، ولكن الانتخابات ليست مقراً لها، ولكن عندما زاد عدد المرشحين إلى 6 أشخاص، لم تعد فكرة المناظرة مقبولة فلماذ أناظره هو وحده، كما أن فترة الانتخابات قصيرة جداً لا تحتمل عقد مثل هذه المناظرات التى قد تؤدى إلى نقاش يتجاوز الحدود وتلاسن لا حاجة له، وكل منا يستطيع أن يعبر عن برنامجه لزملائه فى مؤسساتهم أو فى النقابة.
انتزاع الحقوق عبر الدعوة لعمومية طارئة، هى إحدى الآليات التى يعتمد عليها ضياء رشوان لتحقيق مطالب الصحفيين، فهل يمكن أن تدعو يوما إلى عقدها؟
أظن أن مصر كلها تعرف قدرة مكرم محمد أحمد على التفاوض مع أى مؤسسة أو جهة، أنا لست ابن الأمس ولست قادما من مركز دراسات لا علاقة له بالعمل الصحفى، أو لا أعرف كيف أستطيع الوصول إلى الخبر أو لا أعرف شيئاً عن مصاعب العمل الصحفى، فأنا بدأت عملى محرراً فى قسم الحوادث إلى أن وصلت لدرجة رئيس مجلس إدارة، لذا أعرف مشاكل المهنة، وأعرف كيف أتفاوض بدليل أنى أول نقيب يحضر 200 جنيه بدل للصحفيين، فى الوقت الذى كان كل النقباء السابقين أحضروا 30 جنيهاً، كما أننى أتفاوض الآن مع الدولة بكل قوة لكى يتم بناء المدينة السكنية بـ 6 أكتوبر، ولا أنتظر أحداً ليعلمنى كيفية التفاوض .
كما أن الدعوة لعمومية طارئة ليست أمراً جديداً، فقد تمت من قبل وكان ضياء "نايم فى بيتهم"، ولا أعرف كيف ينادى رشوان بعمومية طارئة، وفى الوقت نفسه يناشد الرئيس مبارك بالتدخل، ويطلب من رئيس الحكومة زيادة البدل 300 جنيه، فمن ينادى بمعركة لا يناشد الحكومة، وعلى العموم نحن ننتظر لنرى ما سيقوم به.
صرحت من قبل أن مشروع مدينة الصحفيين بـ 6 أكتوبر ليس مشروعاً انتخابياً، لماذا بدأ الحديث عنه حالياً؟
فعلا هو ليس مشروعا انتخابيا، لكن السبب وراء تأخير البدء فيه هو أن أرض المدينة لكى يتم نقل ملكيتها إلى النقابة استغرقت فترة من الزمن، كما أن المستشار الهندسى استغرق فترة أطول فى وضع التخطيط والرسوم اللازمة للمشروع، ولم نحصل على الرسوم إلا منذ 10 أيام قبل بدء العملية الانتخابية، علاوة على أن المجلس ظل يبحث عن مؤسسات تمويل مناسبة. وبالتالى أنا لم أحسبها كما يردد البعض بالتزامن مع الانتخابات، كما أننى لا أعرف ما هو الهدف من مهاجمة المشروع "اللى زعلان يقدم مشروع آخر يورينا هيعمل إيه".
بالإضافة إلى ذلك، أنا رشحت نفسى فى الانتخابات حتى أقدم خدمة لزملائى نتنافس عليها لأنه لا يصح التنافس على أيديولوجيات سياسية، وبما أننا لسنا عمال تراحيل يقودنا أحد الأفراد، لذا فانتخاباتنا مشهود لها بالنزاهة، لأنها تخضع لإرادة الجمعية العمومية التى تختار من بين المرشحين من يرضى طموحها وآمالها.
ومن هنا، فالمدينة سوف يتم توزيعها بشفافية كاملة مع السعى لتقليل نفقات الحجز، بحيث يصبح سعر المتر معقولاً وأقل مما عرضه الاستشارى والمقدر بـ 2500 جنيه للمتر، وهو الأمر الذى أضعه على جدول اجتماعاتى مع مجلس الوزراء، لنتفاوض، لتصبح الدولة طرفا وتتحمل جزءاً من مرافق المدينة.
ترفض دائما ما يقوله البعض بأنك "نقيب حكومى"، لكن أليس الدعم الذى تتلقاه النقابة والبدل أحد أشكال تدخل الحكومة فى أعمال النقابة والنيل من استقلاليتها؟
بالطبع لا، لأن المرشح المنافس الذى يقول إنه ممثل لتيار الاستقلال، يطلب من رئيس الوزراء زيادة البدل 300 جنيه، إذا هذه حقوق مكتسبة، والانتخابات ما هى إلا مناسبة لكى نحصل على حقوقنا من الحكومة، خاصة وأن العديد من الصحفيين لا يعتمدون سوى على البدل، ولولا البدل للأسف الشديد لما كانت هناك إمكانية لاستمرار حياة هؤلاء.
البعض يرى إمكانية تحالفك مع الصحفيين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين فى الانتخابات القادمة، فما هو ردك على ذلك؟
لن أتحالف مع أحد سواء إخوان أو وفد أو أى حزب وتيار سياسى، فلابد أن نعرف أن النقابة نقابة والحزب حزب، ويجب البعد عن أى تحالفات حزبية عن العمل النقابى، فعلى مدار عامين كاملين كانت النقابة تقع تحت التحالف الحزبى، وهو ما أدى إلى عدم قدرتها على الاجتماع خلال هذه الفترة سوى 9 اجتماعات فقط، نتيجة لاختلاط الأوراق والانشقاقات والاتهامات المتبادلة، والتى قد تؤدى فى النهاية إلى استدعاء لجنة قضائية لإدارة أمور النقابة، وهو أمر لا نستطيع تحمل حدوثه، لأننا لا نقدر أن نستغنى يوما عن نقابتنا.
فيما انتقد ضياء رشوان المرشح على منصب نقيب الصحفيين، طريقة إدارة مكرم محمد أحمد للنقابة وتعامله مع مواردها ومع أعضاء المجلس، معتبرا أنه السبب وراء كل ما حدث من تدهور لموارد النقابة، كما هاجم بشدة مشروع إسكان 6 أكتوبر الذى يتبناه النقيب الحالى واعترض على مجمل سياساته من خلال الحوار التالى:
التجربة الانتخابية للنقابة، أثبتت أن المرشح الحكومى أو الذى يستطيع جلب أموال أكثر يكون له النصيب الأكبر من الأصوات ويعتبر البعض ذلك نقاط الضعف فى برنامجك الانتخابى؟
معيار نجاح أى مرشح ليس البدل فقط، ولكن هناك معايير أخرى أثبتت أن المرشحين الذين يرأسون مؤسسات كبرى هم الأكثر حظا فى حشد الأصوات، ولنا فى تجربة جلال عارف أسوة حسنة، حيث استطاع أن يفوز أمام الكاتب صلاح منتصر، لأنه لم يكن رئيس مجلس إدارة أو تحرير. وهذا لا يعنى أننى ضد البدل، بل هو حق مكتسب، لذا أطالب رئيس مجلس الوزراء بزيادته هذا العام إلى 300 جنيه كزيادة مؤقتة، أما بالنسبة إلى مكرم فهو الآن ليس على رأس إحدى المؤسسات، كما أنه لم يحضر أموالا إضافية.
لكنه طرح مشروع مدينة 6 أكتوبر؟
مشروع 6 أكتوبر هو نفسه مشروع بالوظة 2009 وأتوقع أن تلقى فيه أموال الصحفيين دون أن يعرفوا مصيرها، فهناك شبهات تدور حوله، أولها تعمد مكرم الحديث عنها قبل انتهاء مدته بـ 9 أيام، وعدالة التوزيع التى يتحدث عنها لن تتم إلا بأن تقوم النقابة بجرد كشوف الزملاء للتعرف على عدد الوحدات السكنية والمميزات الأخرى التى حصل عليها كل منهم فأحد الأعضاء، على سبيل المثال حصل على 21 مدفن بمفرده.
ألا يعد طلبك بزيادة البدل من رئيس الوزراء إحدى وسائل اللجوء للحكومة لمساندتك؟
أنا سألجأ لكل الهيئات والمؤسسات وعلى رأسها الحكومة والحزب الحاكم باعتباره الأغلبية، لتحقيق مصالح الصحفيين، على عكس ما يعتقده البعض بأن المعارض يجب أن يكون معارض دائما داخل نقابته أو خارجها، صحيح أنا خارج النقابة ضد توجهات الحكومة لكنى داخل النقابة أسقط عملى السياسى بعيدا، بدليل أنى أعمل فى مؤسسة الأهرام وهى جريدة قومية، ولم يتعارض ذلك مطلقا مع انتماءاتى السياسية.
البعض يرى أن برنامجك لم يأت بجديد وأنه مجرد كلمات مطاطة يرددها أى مرشح فى انتخابات النقابة منها تعديل لائحة الأجور وتعديل الضريبة على الإعلانات؟
فعلا ما طرحت يبدو فى ظاهره بأنه مكرر، ولكن الحقيقة غير ذلك، لأن برنامجى هو استكمال لإنجازات المجالس السابقة وتفادى لإخفاقاتها، فمجلس جلال عارف وضع مشروع قانون لتعديل الضريبة، بحيث تحصل النقابة على 5% من حصيلة الإعلانات، كما قام بإعداد مشروع لائحة للأجور، وما أقوم به هو تفعيل لهذه المشروعات، لذا أدعو لعمومية غير عادية تستمر فى الانعقاد حتى يتم تعديل لائحة الأجور مع تعديل قانون الضريبة، واقترح أيضا أن تحصل المؤسسات الصحفية على نسبة 5% أخرى لزيادة أجور العاملين بها .
لكن كيف يعقل أن تحصل الدولة على 5% فقط من حصيلة الإعلانات الصحفية؟
طالما تخلت الدولة من قبل على نسبة 21% لصالح المعلنين ليصبح إجمالى ما تحصل عليه هو 15% فقط، فليس صعبا عليها أن تتنازل عن هذه النسبة لصالح الصحفيين، وهناك حل بسيط لتفادى ذلك هو أن تزيد الضريبة على المعلنين لتجعلها 20% بحيث تحصل هى على النصف والصحفيين على النصف الآخر، خاصة أن من مصلحة الدولة أن تمنح الاستقلال الكامل للصحفيين العاملين فى الصحف القومية الذين ساءت أحوالهم المادية فى الفترة الحالية.
دعوتك لعقد عمومية طارئة بعد الانتخابات اعتبرها البعض بأنها تحريض ضد الحكومة، علاوة على أن أول تعليق على برنامجك كان "هو إحنا ناقصين"؟
أنا لا أبحث عن أصوات فى الانتخابات، بل عن ضمير الصحفيين الذى يجعلهم يدافعون عن حقوقهم، فهل يعقل أن يقال هذا من صحفيين، فمن يقول هذا الكلام ليس صحفيا ولا يجب أن يكون صحفيا يدافع عن حقوق الناس. ولكنه يريد أن يحول الصحفيين إلى "مسخ" وهذا يتنافى مع مهنة عظيمة كالصحافة. وأقول لمن يرفضون عقد عموميات طارئة "يا ريت يضعوا تصورا بديل لزيادة موارد النقابة" .
النقيب الحالى يرى أن من حقه استكمال مدة رئاسته للمجلس بدورتين متتاليتين، فهل يكفيك عامان لتنفيذ برنامجك؟
مكرم قال فى أحد تصريحاته إن النقيب الذى لا يكمل دورتين هو نقيب فاشل، لكن المفاجأة أنه هو النقيب الوحيد فى تاريخ نقابة الصحفيين الذى لم يستكمل فى إحدى المرات بدورتين متتاليتين، وذلك خلال الفترة من 1995 حتى 1997، وبحكم تصريحاته فهو النقيب الفاشل الوحيد خلال الـ25 سنة الماضية، أما بالنسبة لبرنامجى الانتخابى فهو يراعى الوقت الزمنى، حيث إننى ملتزم بتنفيذه وفقا للأولويات التى يأتى على رأسها الأجور والمرتبات والقيد والتعديلات التشريعية. ويأتى بعدها تعديل قانون النقابة والحبس فى قضايا النشر، التى أراها أسهل الطرق، لأنها ببساطة تعتمد على طريقة التفاوض الذى أنوى أن أجريه مع الرئيس مبارك نفسه صاحب وعد إلغاء الحبس وبالبلدى "نلبس الوطنى العمة ونخليهم يتخبطوا فى بعض، ومش هنتخانق معاهم عشان إلغاء الحبس".
ما الكتلة التصويتية التى تعتمد عليها؟
"الأهرام" هى بيتى، وأنا ابن الحركة السياسية، وأصدقائى من الوطنى والمعارضة، كما أننى ابن لجيل الوسط الشاب الذى يجب أن أتوجه إليهم جميعا.
مثلما يتم اتهام النقيب الحالى بأنه حكومى، فأنت متهم بأنك محسوب على أجندة الإخوان والمعارضة؟
الفرق بينى وبين الأستاذ مكرم واضح وصريح، فأنا معارض واضح خارج النقابة ونقابى واضح داخل النقابة، أما مكرم هو حكومى واضح خارج النقابة وداخلها ويخلط بين عمله النقابى والحكومى، وأنا لا ابحث عن تأييد كتل سياسية لذلك لن أقبل بصراع التيارات السياسية داخل النقابة ولكن ابحث عن أصوات الصحفيين الذين يهمهم عملهم، سواء كانوا ناصريين وإخوان وأعضاء بالوطنى.