تضاربت الأنباء حول عدد ضحايا حادثة اصطدام عبارتين في نهر النيل بمصر بين محافظتي البحيرة وكفر الشيخ، حيث ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن خمسة أشخاص لقوا مصرعهم وأصيب ستة آخرون، في حين تضاربت الأنباء بشأن عدد المفقودين، متدرجة من ثمانية حسب مصادر رسمية إلى نحو ثمانين حسب بعض المصادر الأمنية وشهود عيان.
وأكدت الوكالة نقلا عن مصادر أمنية مصرية أن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا في الحادث، وقالت إن العبارتين كان على متنهما نحو مائتي شخص ما زال 80 منهم في عداد المفقودين. وأفاد مراسل الجزيرة في القاهرة سمير عمر بأن محافظ البحيرة صرح للتلفزيون المصري بأن عدد المفقودين يتراوح بين ثمانية وعشرة وبأن عدد الجرحى ستة. وبينما قالت وكالتا رويترز والألمانية إن عدد المفقودين ثمانون شخصا، نسبت وكالة الصحافة الفرنسية لمصدر في الشرطة المصرية قوله إن عدد المفقودين أكثر من خمسين شخصا.
وقال المراسلان عدد المفقودين قدر بأنه يناهز الأربعين إذا صح أن العبارتين كانتا تحملان نحو ستين شخصا أو أقل بقليل، وأشار إلى أن أربعة أشخاص يخضعون للاستجواب من أجل معرفة العدد الحقيقي للركاب الذين كانوا على متن العبارتين. وأضاف أن الرخص التي تتوافر عليها العبارتان لا تسمح لهما بتجاوز حمولة سبعة ركاب فقط، رغم أن كلتيهما تحمل ما يقدر بعشرين إلى ثلاثين شخصا، مشيرا إلى أن آلافا من أهالي الضحايا تجمهروا في عين المكان وهم غاضبون ويطالبون بإيجاد طرق لرقابة حمولة العبارات التي يؤدي تجاوزها إلى مثل هذه الكوارث.
كيف وقع الحادث قال بعض الشهود أن إحدى العبارتين صغيرة وان اصطدامها بالعبارة الكبيرة نتج عنها صعودها على العبارة الكبيرة وشطرها إلى شطرين. وقال سمير الفقي الذي كان على متن العبارة الصغيرة القادمة من مدينة مطوبس بمحافظة كفر الشيخ متجهة إلى مدينة رشيد أن الاصطدام تسبب في سقوط ركاب العبارتين في الماء. ومضى قائلا لرويترز: "تمكنت من العوم والوصول إلى رشيد. وقالت صباح علي عرفة (21 عاما) لرويترز أن الركاب لاحظوا أن قائدي العبارتين أرادا المزاح معا وأنهما في سبيل ذلك اقتربا بالعبارتين الى أن حدث الاصطدام. وأضافت "واضح أنهما لم يستطيعا تفادي الاصطدام".
حمولة زائدة
وأشارت أنباء إلى إن إحدى العبارتين كانت تقل أكثر من حمولتها بكثير بسبب حفل زفاف على الجانب الآخر من النيل، مما أدى إلى بطء حركتها وعجزها عن المناورة لتلافي الاصطدام بالعبارة الثانية التي اعترضت سبيلها. وكانت مصادر طبية وأمنية قد ذكرت في وقت سابق أن ثلاث جثث انتشلت وأن 12 شخصا على الأقل نجوا من الحادث قرب مدينة رشيد الشمالية. وذكر شاهد عيان كان على متن العبارة القادمة من مدينة مطوبس أن الاصطدام تسبب في سقوط ركاب العبارتين في الماء، مضيفا أنه تمكن "من العوم والوصول إلى رشيد".
وبعد عد ساعات من الحادث، صرح مدير المباحث الجنائية في محافظة البحيرة العميد محمد بدراوي أن الأمل يتضاءل في العثور على أحياء من بين المفقودين. ومضى قائلا لرويترز: "المهم الآن أن تسفر جهود الإنقاذ عن انتشال الجثث قبل أن يجرفها التيار إلى البحر المتوسط". وذكرت مصادر طبية أن ستة ركاب نقلوا إلى المستشفى العام في مدينة رشيد لعلاجهم من إصابات مختلفة. وقال شهود في موقع الحادث إن سكانا يركبون عشرات العبارات يشاركون فرق الإنقاذ النهري عمليات البحث. وقال شاهد أن ألوف السكان وقفوا على الشاطئ في انتظار ظهور جثث على سطح الماء أو مساعدة ناجين محتملين من الحادث.