الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية

صحيفة- يومية-سياسية -ثقافية-رياضية-جامعة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابة*البوابة*  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 الحياة‏..‏ في مكان آخر‏!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سبق صحفى

سبق صحفى


انثى
عدد الرسائل : 2092
الموقع : جريدة الامة
تاريخ التسجيل : 13/02/2009

الحياة‏..‏ في مكان آخر‏! Empty
مُساهمةموضوع: الحياة‏..‏ في مكان آخر‏!   الحياة‏..‏ في مكان آخر‏! Icon_minitimeالأحد 27 ديسمبر 2009 - 0:41

المشهد في ذلك المساء الخريفي‏..‏ علي رصيف كوبري الجامعة‏..‏ كان يحتاج لكاتب مثل انطون تشيكوف والذي يعد الملك المتوج في مملكة القصة القصيرة لكي ينسج من تفاصيله المؤلمة قصة كان من الممكن ان تكون درة التاج في الحياة‏..‏ في مكان آخر‏! Ahmed_10تراثه الأدبي العظيم‏فذلك المساء كان المساء الأخير في حياة شاب مصري في ريعان شبابه‏..‏ فشل في العثور علي فرصة عمل بعد تخرجه في كلية التجارة فقرر ان يبيع مع اثنين من زملائه الشاي والمياه الغارية للمارة علي كوبري الجامعة‏..‏ ولا أحد يدري هل كل يشعر باليأس‏..‏ أم بالحنق‏..‏ أم بالقهر‏..‏ أم بالرضا‏..‏ وهو يحمل بضاعته كل يوم في طريقه إلي الكوبري‏..‏ لكن من المؤكد انه كان يعرف ان بريق احلامه قد بدأ يخبو‏..‏ وان عليه ان يبحث عن حياة أفضل‏..‏ في مكان آخر‏.‏
مثل كل الأمسيات‏..‏ كانت تلك الأمسية‏..‏ عشاق يقفون علي الكوبري ينظرون إلي مياه النهر ويتبادلون كلمات العشق ونظرات الغرام‏..‏ ومجموعات من المتنزهين يطلقون الضحكات والنكات‏..‏ فجأة اقترب منه خمسة طلاب عرب واقترحوا عليه وعلي زميليه ان يقفزوا في النيل مقابل مائة جنيه لكل منهم‏..‏ رفض زميلاه ووافق هو‏..‏ فالجنيهات القليلة التي تتجمع في جيبة في نهاية كل يوم مع مرتب والده ناظر المدرسة الابتدائي لم تعد تكفي مطالب الأسرة‏..‏ وهكذا ألقي الشاب بنفسه في المياه بعد ان أكد له الطلاب حصوله علي المبلغ عقب عملية القفز‏..‏ في اليوم التالي كان هناك خبر صغير في صحيفة الصباح عن غرق شاب في النيل‏..‏ ولأنه أمضي رحلة حياته القصيرة في مدينة تتمدد وتتوحش ولايهتم الناس فيها بأخبار البؤساء والمهمشين من البشر‏..‏ ولايتابعون سوي حكايات نجوم السينما ورجال الأعمال ولاعبي الكرة‏..‏ لذلك تم نشر الخبر دون ذكر اسمه‏.‏
بعد هذا الحادث بأيام‏..‏ مات شاب آخر في مشهد درامي كان يحتاج للكاتب ارثر ميللر الأمير المتوج علي عرش الفن المسرحي الامريكي ليدرك ان عنوان مسرحيته الشهيرة موت بائع متجول والتي كانت سببا في سطوع نجمه في سماء الشهرة في نهاية العقد الخامس من القرن الماضي هو العنوان المناسب لما حدث في ذلك الصباح الملبد بالغيوم علي رصيف احد شوارع امبابة حيث ترك البائع المتجول أحمد علي خاطر بضاعته البسيطة والتي تتكون من كراتين الشيبسي واللبان علي الرصيف في حراسة زميل له وذهب لقضاء حاجته في حمام مقهي مجاور‏..‏ وعند عودته رأي مالم يستطع قلبه ان يتحمله‏..‏ رأي رجال البلدية وهم يحملون بضاعته ويلقون بها في سيارتهم‏..‏ عندئذ ادرك ان كل مايملكه قد ضاع فسقط فاقد الوعي‏,‏ ولفظ انفاسه الأخيرة‏,‏ بينما كان المارة يحاولون نقله إلي المستشفي‏.‏
وتقول كتب التاريخ‏..‏ انه بالرغم من النهايات المأساوية لهذه النوعية من الحوادث‏..‏ إلا انها لاتلفت نظر أحد‏..‏ لكن تكرارها غالبا مايؤدي إلي وقوع حادث يلفت نظر الجميع‏!!‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alomah.yoo7.com/admin/index.forum?part=users_groups&
 
الحياة‏..‏ في مكان آخر‏!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية :: جريدة الأمة :: منوعات ومجتمع/اعداد شيرين مصطفى-
انتقل الى: