2009 يلفظ أنفاسه الأخيرة الآن، كل عام وأنتم بخير، وإن كان قطار خير العام الماضى فاتكم بفعل بفاعل يسكن قصر العروبة ورجاله المنتشرين فى قصور الساحل الشمالى وشرم الشيخ وكراسى مجلس الوزراء، فلندعو الله أن تركبوا فى قطار 2010 الذاهب إلى الأمام، وليس الخلف، وتكون كراسيكم درجة أولى مكيفة كمان وليست درجة ثالثة من التى تشتعل أو تخرج عن قضبانها.
2009 يلعب فى الوقت الضائع الآن، وكما تعلمون ليست كل الفرق قادرة على أن تعدل النتائج السلبية فى الوقت الضائع، ونحن للأسف ننتمى لتلك الفرق التى لن تفعل فى ساعات ما عجزت عن فعله فى شهور ماضية، فلنأمل أن ندخل مباراة 2010 ونحن أكثر استعداداً وأكثر حماسة للخروج بنتيجة إيجابية وأكثر تطلعا للمشاركة بدلا من الاستكانة للجلوس على الدكة والفرجة على ما يحدث دون تدخل.
الساعات الأخيرة من هذا العام.. عام الحيرة الذى تأرجح فيه المصريون بين الصمت والصراخ، وكثرت فوق رؤوسهم الأسئلة وشغلتهم فيه علامات الاستفهام فى كل المجالات، بداية من حال قصر الرئاسة حتى المنتخب الوطنى تمر الآن، البعض سيتنكر ويحتفل فى ليلة وينتظر بلهفة دقة الثانية عشر ليخطف قبلة من حبيبته لحظة انطفاء النور والبعض الآخر سيكون منشغلاً فى همه بالبحث عن رغيف العيش دون أن يدرك أن عاماً من عمره الذى يصارع المرض والفقر والقهر قد تسرب منه دون أن يدرى، وآخرون يحلمون بالانتقام من الحكومة فى نهاية عامها الذى امتلأ بنار الأسعار وخضار الصرف الصحى وضحايا أنفلوانزا الخنازير وضحايا الانتحار فقرا وهروبا من قلة الحيلة وقصر اليد، وبعضنا سينسى أجراس العام الجديد وهو مشغول بحسابات جدول مرتب الشهر ومصاريف التامفليو الاحتياطى، وكسوة الشتاء، وبعضنا سيظل يهتف مطالباً بحقوق الموظف والعامل والفلاح.
وكثيرون سيغلقون دفاتر حساباتهم لأن أحداث 2009 الكثيرة والمختلفة أصابتهم باللخبطة ولم ينجحوا فى تحديد ما إذا كانوا سيحطمون "القلل" خلف العام الراحل أم يترحمون عليه، على اعتبار أننا فى مصر أصبحنا نشك فى المستقبل ولا نحلم به، كما تفعل شعوب المختلفة.. 2009 كان كغير أسلافه من السنوات السابقة لم يكن فى صالحنا نحن ناس الشوارع، جاء علينا بخسارة كبقية أعوام الحكم الرشيد.. فليرحل إذن ويترك لنا فوائده القليلة، وخطاياه لنتعلم منها.. فليرحل مثل الأعوام السابقة ويتركنا لنأمل فى العام القادم أن يكون من نصيبنا ولصالحنا.. وأن نكون فعلا به طيبين وبخير