الرئيس الأمريكى باراك أوباما
توقع عدد كبير من المحللين السياسيين والمهتمين بالشأن الأمريكى، أن يسير الرئيس الأمريكى أوباما على نهج سلفه بوش الابن فى مكافحة الإرهاب، رغم تعهده عقب توليه السلطة فى يناير 2009 بإلغاء الإجراءات الاستثنائية التى أقرها بوش.
وأرجع هؤلاء ذلك إلى الضغوط الكبيرة التى يتعرض لها أوباما من الجمهوريين بعد محاولة شاب نيجرى تفجير طائرة أمريكية مؤخراً، ويرى هؤلاء أن سياسات أوباما "الهادئة" هى السبب فى عودة الهجمات الإرهابية ضد أمريكا.
حيث أكد السفير هانى خلاف مساعد وزير الخارجية السابق، أن إستراتيجية أوباما سيكون لها ذات جوهر سياسة بوش، معتبراً الاختلاف الوحيد موجود فى نغمة الحوار وأشكال وأساليب التنفيذ لدى الإدارة الجديدة، مؤكداً على أن "السياسة الأمريكية واحدة مهما تغير الرؤساء".
وأشار خلاف إلى أن قوى اليمين تحاول دفع أوباما للخلط فى سياسته الخارجية بين "الإرهاب والإسلام"، مشيراً إلى أنه يتوقع أن يرضخ أوباما لهم، وسيضطر للتعامل مع الإرهاب بشكل "أكثر تشدداً".
واتفق د.نبيل عبد الفتاح رئيس مركز تاريخ الأهرام، مع ما قاله خلاف، حيث توقع تغيير سياسة أوباما، مؤكداً أنه بعد أن كان "يميل لاستخدام لغة ناعمة تسعى للحوار فى ظاهرها، سيستخدم منطق القوة فى قفاز حريرى فى مواجهة خصوم أمريكا".
ويرى د.عبد الفتاح أن أوباما سيسعى لإعادة النظر فى الإستراتيجية الأمنية الحالية التى أثبتت فشلها، خاصة بعد تمكن الشاب النيجيرى الذى حاول تفجير الطائرة بالصعود إلى متنها حاملاً المتفجرات رغم الإجراءات الأمنية المشددة وإدراج اسمه ضمن قوائم المشتبه فى ضلوعهم بأعمال إرهابية.
فيما رفض الكلام السابق د.جمال عبد الجواد مدير مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، مؤكداً أن ما سيفعله أوباما ليس عودة إلى نهج جورج بوش ولكن "محاولة للتعامل والاستجابة للإخفاق الأمنى الذى اتضح بعد المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة ديترويت"، مستدلاً على ذلك بإلغاء إدارة أوباما لمصطلح "الحرب ضد الإرهاب"، وعدم ميلها لمواجهة الإرهاب بالحروب