تكشف صحيفة الديلى تليجراف عن أسباب غلق السفارتين الأمريكية والبريطانية باليمن، حيث تقول الصحيفة إن مزاعم انتشرت بالبلاد عن دخول ست شاحنات متفجرات إلى العاصمة صنعاء.
وتنقل الصحيفة عن وسائل إعلام محلية أن فى عملية مراقبة فاشلة من قبل قوات الأمن اليمنى، نجح مسلحون يقودون ست شاحنات مليئة بالأسلحة والذخائر فى الاختفاء داخل البلاد.
وقد جاء الإعلان عن الأمر متزامنا مع إغلاق عدد من السفارات الأجنبية عقب تهديدات من القاعدة باليمن، والتى أعلنت مسئوليتها عن المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة ركاب فوق مدينة ديترويت يوم عيد الميلاد.
ولم يتم الكشف عن هوية هؤلاء الذين هربوا الأسلحة داخل صنعاء، كما لم يتضح إذا كان اختفاء الشاحنات يرتبط بتنظيم القاعدة الذى يزداد فرعها باليمن قوة.
وقد أشارت مصادر أمنية إلى أنها ليست المرة الأولى التى يتم فيها اختفاء شاحنات محملة بالأسلحة داخل اليمن، ورجحوا أن تكون الأسلحة تابعة لمتمردين قبليين بشمال البلاد. وهؤلاء المتمردون الشيعيون يعتبرون مرتدين من قبل تنظيم القاعدة، على الرغم من أن بعض المراقبين يشيرون إلى وجود تحالفات محدودة بين الطرفين.
وعلى جانب آخر، ذكرت برونيل مادوكس فى مقالها بصحيفة التايمز أن اليمن كانت راسخة على خريطة التهديدات الإرهابية قبل هجمات الحادى عشر من سبتمبر. فلمدة سنتين على الأقل كانت هناك الكثير من التقارير الاستخباراتية التى قدمت للوزراء البريطانيين والمسئولين الأمريكيين حول الوضع هناك.
وحتى قدوم انتحارى من اليمن على محاولة تفجير طائرة فوق مدينة ديترويت، لم ترد أى بلد غربى أن تعلن اليمن كمشكلة كبيرة أو تهديد إرهابى.
وتؤكد الكاتبة أن الاستخبارات الأمريكية والبريطانية على حد سواء كانوا يعلمون أنه على الرغم من أن حكومتهم يحرزون تقدما ضد القاعدة فى العراق وأفغانستان وباكستان، فإن تلك الجماعات المتشددة تعيد نشر نفسها وتجميع صفوفها باليمن والصومال والسودان.
وتشير إلى أنه بالإضافة إلى التهديد المكبل بالفقر والأمية وحركات التمرد المنتشرة باليمن والحكومات الصغيرة المتنافسة التى يقودها أمراء الحرب، يعتقد مسئولون أمريكيون أن تفجيرات سفارات شرق أفريقيا عام 1998 خططت فى اليمن، وفى عام 200 تعرضت المدمرة الأمريكية كول لهجوم انتحارى بخليج عدن اليمنى، كما أن العديد من المحتجزين بمعتقل جوانتاناموا الذين يعتبرون الأكثر خطرا هم يمنيون.
وترى الكاتبة أن قرار الدول الغربية عدم إعلان اليمن تهديدا إرهابيا يعود إلى سبب تكتيكى، فإعلان دعم الغرب لحكومة هشة يقودها عبد الله صالح لن يؤدى إلا إلى إشعال وقود الغضب ضدها. فلقد كان الغرب يأمل فى أن تتبدد مشكلات هذه البلاد، وأنها ليست بقدر الصراعات الدائرة فى المناطق القبلية مثل أفغانستان وباكستان والعراق. وتضيف أن الأمر يعود أيضا إلى نقص الموارد.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به