20:40
الرئيس مبارك
var addthis_pub="tonyawad";
أكد الرئيس حسنى مبارك أن اهتمامه بالصعيد
متواصل ولن يتوقف، مشيرا إلى أن تطوير البنية الأساسية فى محافظات الصعيد
لم تسهم فقط فى تحسين مستوى المعيشة، وإنما كانت عنصرا جاذبا للاستثمارات
التى وفرت العديد من فرص العمل لأبناء المنطقة.
وكان الرئيس مبارك يتحدث خلال لقاء جماهيرى عقده اليوم، الخميس، مع أبناء
محافظة سوهاج بقصر الثقافة فى ختام جولته بالمحافظة التى افتتح خلالها عددا
من المشروعات الخدمية والتنموية.
وبدأ الرئيس مبارك اللقاء بتجديد التهنئة بفوز منتخب مصر لكرة القدم بكأس
الأمم الأفريقية للمرة الثالثة على التوالى. وقال إن هذا الفوز "أسعد كل
مصرى"، مشيدا بما أبداه المنتخب من أداء رجولى وأخلاق رياضية عالية.
وأضاف الرئيس مبارك أن ما كان يهتم به هو أن تتم المنافسات فى مناخ رياضى،
لأن كل مباراة لابد أن يكون فيها فائز ومهزوم. وجدد تحيته للفريق، لأنه أدى
ما عليه.
وقال الرئيس حسنى مبارك إنه زار محافظة سوهاج عدة مرات خلال السنوات
القليلة الماضية، ووقف على احتياجات أبناء سوهاج وخاصة احتياجات البنية
الأساسية الضرورية لعمليات التنمية الشاملة التى تحتاجها سوهاج والصعيد
بشكل عام.
وأشار إلى أنه لمس فى هذا الخصوص مدى احتياج الصعيد لإقامة مستشفيات ومراكز
لعلاج الأورام وأمراض وجراحات القلب، لتخفيف معاناة أبناء الصعيد الذين
كانوا يضطرون للسفر إلى القاهرة لعلاج ذويهم.. مؤكدا أنه يبدى اهتماما خاصا
بالمرضى من محدودى الدخل الذين يشعر بآلامهم وحاجتهم إلى من يرفع عنهم هذا
العبء لاسيما وأن المرض لا يفرق بين كبير وصغير.
وضرب الرئيس مثلا بالاهتمام الكبير الذى يوليه للصعيد من خلال الطفرة التى
تحققت على مدى السنوات القليلة الماضية فى مجالات الاتصالات ومحطات مياه
الشرب التى بلغ عددها حاليا فى سوهاج وحدها 276 محطة، وكذلك محطات الصرف
الصحى، حيث أقيمت فى سوهاج 25 محطة، وأيضا تطوير الطرق والمواصلات وإدخال
الغاز الطبيعى وبناء قرى الظهير الصحراوى، مما أدى إلى تغيير الصورة عن
الصعيد من مكان لمعاقبة المغضوب عليهم إلى مكان يتسابق الكثيرون على العيش
فيه.
وأوضح الرئيس مبارك أن هذه البنية الأساسية لم تساهم فقط فى تحسين مستوى
المعيشة، وإنما كانت عنصرا جاذبا للاستثمارات التى وفرت العديد من فرص
العمل لأبناء المنطقة.. مشددا على أن اهتمامه بالصعيد متواصل ولن يتوقف.
وطلب الرئيس حسنى مبارك من الحكومة بحث توصيل الكهرباء إلى المزارع
والأراضى الزراعية المقامة على الطريق الصحراوى من أجل تنميتها. ووجه كذلك
بالاستجابة لمطالب أبناء سوهاج بسرعة تنفيذ الخطط الخاصة بتغيير مسار خطوط
الضغط العالى وتغيير الأسلاك الكهربائية لحماية المنازل المقامة تحتها.
ودعا الرئيس فى الوقت نفسه إلى عدم بناء عشوائيات تحت خطوط الضغط العالى.
كما كلف الرئيس وزير الاستثمار بحل المشاكل والعقبات التى تواجه المناطق
الصناعية فى غرب طهطا .
وحذر الرئيس حسنى مبارك مجددا من مخاطر استمرار الزيادة السكانية الكبيرة
التى تلتهم الموارد المخصصة للتنمية والبنية الأساسية وتحسين مستوى المعيشة
وتزيد من العبء والعجز فى موازنة الدولة، خاصة أن حجم المبالغ المخصصة
للدعم زادت إلى أكثر من 95 مليار جنيه، إضافة إلى تخصيص 82 مليار جنيه لبند
المرتبات.
وأكد ضرورة تغيير ثقافة استخدام السيارات الخاصة بما يسمح بمشاركة أكثر من
راكب فى السيارة الواحدة بما يوفر فى استهلاك البنزين، خاصة أننا نستورد
كميات منه من الخارج كما يساهم أيضا فى تخفيف حدة مشكلة المرور.
فى الوقت نفسه دعا الرئيس مبارك إلى تطوير ثقافة العمل، بحيث لا يتم
التركيز على البحث عن فرص العمل فى المؤسسات الحكومية والتوجه نحو الفرص
التى يتيحها القطاع الخاص فى مشروعات مختلفة.. مشيرا إلى أن الدولة تعمل
على تشجيع القطاع الخاص الجاد من خلال أكثر من 22 مدينة جديدة تضم العديد
من الأنشطة الصناعية والزراعية.
وقال الرئيس مبارك إن برنامج إدارة الأصول المملوكة للدولة حقق نجاحا
ملموسا من خلال خفض ديون القطاع العام من 33 مليار جنيه إلى 4 مليارات جنيه
حاليا، ومن المخطط الوصول بها إلى الصفر قريبا، موضحا أن هناك مجالات
إستراتيجية لابد أن تظل فى يد القطاع العام مثل صناعة السلاح ومجمع
الألمنيوم والفنادق التاريخية.
وأشار الرئيس حسنى مبارك إلى أن الدولة تشجع على الاستفادة من أراضى الدولة
فى عمليات التنمية الشاملة من خلال حق الانتفاع فى مناطق ذات حساسية خاصة
مثل سيناء. مؤكدا تمسكه بالحفاظ على كل شبر من أرض مصر، معيدا إلى الأذهان
ما حدث خلال المفاوضات الخاصة بطابا، حيث رفض وقتها محاولات البعض لإقناعه
بمبادلتها بأراض أخرى. وقال: "قلت لهؤلاء وقتها إننى غير مقتنع أصلا بمثل
هذا الطرح، فضلا عن أن هذه الأرض ليست ملكا لى وإنما هى ملك لشعب مصر كله".
وأضاف الرئيس مبارك أنه رفض كل المحاولات لإقامة قواعد عسكرية أجنبية على
أرض مصر تحت أى ذريعة أو مسمى أو محاولات المساومة.. موضحا أنه أبلغ من
يحاول طرح هذه الفكرة أنه رغم معارضته التامة لها فإن القرار فى مثل هذه
الأمور بيد البرلمان وأنه لن يرسل للبرلمان شيئا غير مقتنع به، فضلا عن أنه
يثق فى أن البرلمان لن يوافق على مثل هذا الأمر.
وحول علاقات مصر الخارجية أكد الرئيس مبارك عمق العلاقات مع الدول
الأفريقية وخاصة دول حوض النيل. وقال إن هذه الدول "نبنى معها مصالح مشتركة
متزايدة فى مختلف المجالات"، لافتا إلى أنه أوفد رئيس الوزراء الدكتور
أحمد نظيف إلى إثيوبيا مؤخرا لتعميق وتوسيع علاقات التعاون، إضافة إلى
الاهتمام بزيادة الصادرات المصرية لأسواق دول الكوميسا، مضيفا أن علاقاتنا
طيبة مع الدول العربية بشكل عام، وهو ما ينعكس إيجابيا على مصلحة المواطن
المصرى.
وقال الرئيس مبارك إن علاقات مصر مع الغرب جيدة بشكل عام وهى علاقة الند
بالند ولا أسمح لأحد مطلقا أن يفرض علينا أى شىء أو يمارس علينا ضغوطا،
مضيفا "أنا بطبعى لا أقبل الضغوط وهى لا تجدى معى، ولا تصدقوا أن أى أحد
يمكن له أن يضغط على مصر تحت أى ظرف من الظروف".
وبخصوص القضية الفلسطينية أكد الرئيس مبارك استمرار مصر فى جهودها الحثيثة
من أجل حل القضية التى وصفها بأنها "قضية الفرص الضائعة"، مشددا على ضرورة
تحقيق المصالحة الفلسطينية حتى يمكنهم العودة إلى مائدة المفاوضات بقوة،
لأن إسرائيل هى المستفيد الوحيد من الوضع الحالى، لأنها تكرس الاستيطان على
أرض الواقع.
وعن التطورات فى السودان قال الرئيس مبارك إن مصر لديها علاقات قوية مع
السودان بشماله وجنوبه.
ودار خلال اللقاء الجماهيرى فى سوهاج حوار بين الرئيس مبارك والحاضرين كلف
الرئيس خلاله الدكتور محمود محيى الدين، وزير الاستثمار، ببحث إنشاء أنفاق
أو كبارى على طريق السكك الحديدية فى كل من منطقة المخبز الآلى وجرجا
والمراغة، لمنع وقوع حوادث وحماية أرواح المواطنين الذين يعبرون الطريق
يوميا.