اعتبر أحد كبار أساقفة الكنيسة القبطية، فضل عدم ذكر اسمه، فى تصريح خاص لـ«الشروق» أن طرح اسم البرادعى كمرشح للرئاسة، جاء بمثابة «إعلان وفاة تأييد الأقباط لجمال مبارك» على حد تعبيره،
وأضاف: «قبل ترشح البرادعى كان أمام الأقباط إما مساندة نجل الرئيس، أو الوقوع فى براثن الإخوان المسلمين المنافس الوحيد، وهو ما يرفضه الأقباط بالفعل، وبالتالى أتت التصريحات السابقة للبابا عندما قال إن جمال مبارك هو المرشح الوحيد، أما الآن وقد طرح شخص كالبرادعى اسمه، فهو فرصة جديدة للأقباط للوقوف خلف مرشح علمانى لديه خبرة سياسية أوسع».
واستبعد المصدر أن يكون هناك رأى معلن من قبل البابا فى هذا الشأن وقال «فى هذه الحالة ستعتبر تصريحات البابا، تدخلا فى السياسة، أما رأيه السابق بأن جمال هو المرشح الوحيد فكان تعبيرا عن الخوف القبطى العام من وصول الإخوان للحكم، وبالتالى مساندة أى شخص يقف فى وجههم».
من جهته، اعتبر كمال زاخر مؤسس التيار العلمانى القبطى أن «مرحلة ما بعد البرادعى غير ما قبل البرادعى، فهو متغير طرح نفسه على الساحة كبديل ثالث، خارج معادلة الحزب الوطنى ــ الإخوان، التى طالما كانت هى المعادلة الوحيدة المطروحة، وكان طبيعيا أن يفتح هذا البديل الثالث المجال لمعادلة جديدة قد يختار خلالها المصريون، مسلمين ومسيحيين، مرشحا ثالثا له ثقل سياسى حقيقى».
وأضاف «المشكلة أن الحديث عن البرادعى أتى عقب مرحلة تم خلالها تأميم كل النشاط السياسى للأقباط، بعد أن انعزلوا بشكل شبه كامل عن الوطن سياسيا، لكن طرح أسماء كالبرادعى قد تكون دافعا لعموم الناس للاهتمام لأول مرة بالتعديلات الدستورية وغيرها من الشروط السياسية».
فيما أكد الناشط الحقوقى نجيب جبرائيل ورئيس الاتحاد المصرى لحقوق الانسان أن «التوجه القبطى نحو الحزب الوطنى تراجع بشكل عام بعد عدة أحداث طائفية آخرها أحداث نجع حمادى، حينما أعلن الأقباط أنهم لن يؤيدوا الحزب الوطنى الذى لم يتخذ أى خطوات جادة تجاه الحادث حتى الآن، ومع ظهور شخص آخر أو أكثر كمرشحين لهم ثقل حقيقى فى مواجهة مرشح الحزب الوطنى، فإن الأقباط قد يميلون لهم، والقول الفصل إن الأقباط لن يلتفوا أبدا حول حزام الإخوان المسلمين، أو أى جماعات على أرضية الإسلام السياسى».
وأضاف «الحلبة السياسية فى مصر يمكن أن تحتمل أكثر من مرشح فى حجم البرادعى أو جمال مبارك، أو مبارك والحكم هنا على البرامج الانتخابية، والراجح أن الناخب المصرى لديه من الفطنة السياسية ليفهم ويقدر البرامج، وما إن كانت تغازل الأقباط أم الإخوان».