[img]
https://alomah.yoo7.com/[/img]
رحب عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بدعوة الدكتور محمد البرادعى، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، للتغيير ودفع الديمقراطية والتفاعل فى المجتمع المصرى، موضحا أن البرادعى لم يحدد موقفه من الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية حتى الآن، إلا أنه يؤمن بأن مصر لابد أن تشهد تغييرا، و«هذا ما نسعى إليه أيضا».
وقال، خلال رده على سؤال لأحد طلاب الجامعة الأمريكية عقب إلقائه كلمة فى الجامعة أمس الأول: «إننا فى حاجة إلى مصر أخرى، فهى دولتنا وأمتنا وعلينا أن نسعى لتغييرها»، منوها بأن التغيير «أمر صحى لتطوير المجتمعات، خاصة أن كل شخص فى مصر يتكلم عن تغيير الأوضاع».
وألقى موسى كلمة فى المحاضرة السنوية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة،لإحياء ذكرى مقتل الدبلوماسية نادية يونس، رئيس فريق الأمم المتحدة فى العراق عام ٢٠٠٣. وأكد أن مصر دائما كانت إيجايبة ومتغيرة فى تاريخها، على المستويين العربى والعالمى.
وركز الأمين العام للجامعة العربية خلال المحاضرة ،التى حملت عنوان «فى ذكرى نادية يونس: تحقيق المصالحة فى العراق والاستقرار فى المنطقة»، على الملف العراقى، وتحديث دور الأمم المتحدة، والصراع العربى الإسرائيلى الذى وصفه بأنه «السبب الرئيسى» لعدم الاستقرار فى المنطقة.
وفيما يتعلق بملف الصراع العربى الإسرائيلى، قال موسى: «أعترف أمامكم كأمين عام لجامعة الدول العربية، وسياسى قديم، بأننا فشلنا مرة أخرى، ومستمرين فى فشلنا فى التعامل مع هذه القضية»، مشيرا إلى أنه « ليس لدينا سوى مفاوضات، واتفاقيات سلام بدءا من (مدريد)، وحتى (أنابوليس) دون تغيير حقيقى على أرض الواقع فى هذا الصراع».
وأرجع موسى هذا الفشل إلى عدم فاعلية تلك المفاوضات الماضية، وضعف دور الأمم المتحدة فى تحقيق الأمن والسلام، فضلا عن استخفاف إسرائيل بالنظام الدولى والقانون والمجتمع الدولى، مما أدى إلى الفوضى والفشل.
وردا على سؤال عن رأيه فى تنامى الدور الإيرانى فى الشرق الأوسط فى المنطقة، شدد موسى على أهمية التفاوض والحديث مع الإيرانيين، قائلا إنه ربما تكون هناك خلافات جادة بيننا وبينهم، إلا أنه لا يمكن أن نعتبرهم بشكل «أتوماتيكى» كأعداء لنا، فهذا لن يزيد إلا من الانقسامات فى الشرق الأسط.
وأضاف أنه «لا يمكن إنكار تمتع إيران بدور حيوى فى الشرق الأوسط، فهى دولة كبيرة ليست عربية، ولديها الحق فى أن تكون طموحة، تجد لها مكانا داخل خارطة الشرق الأوسط»، موضحا أنه إذ طالبنا طهران بالتخلى عن مفاعلها النووى فلابد أن تفعل إسرائيل الأمر ذاته. وتابع: ليس هناك مفاعل إيرانى سيئ ، وآخر إسرائيلى جيد، فالاثنان أسلحة دمار شامل لابد من نزعهما من المنطقة دون تمييز، فلا يمكن أن تكون لإسرائيل ميزة نوعية وعسكرة متفوقة كالأسلحة النووية تهدد بها بقية الدول الأخرى حولها.
وفيما يتعلق بالملف العراقى، وصف موسى إعادة إصلاح الأوضاع فى العراق بأنها «خطوة مهمة» ستحقق الاستقرار الذى يتطلب تمثيل جميع الفئات العراقية دون تمييز عرقى أو إثنى.
ودعا موسى العالم العربى إلى تحديد هويته «كعرب»، قائلا على كل دولة عربية أن تحدد هويتها العربية أولا ثم الهويات الأخرى، التى تندرج فى سياقها، مضيفا أن العراق هويته عربية فى المقام الأول، مشددا على أن الجامعة والعالم العربى لن يقبلا بهوية أخرى لهذا البلد «لأن ذلك من شأنه تفكيك العالم العربى».
وعن دور منظمة الأمم المتحدة، رأى موسى أن المنظمة فى حاجة ماسة إلى الدعم والحرية على نحو أوسع لتحقيق هدفها الذى أنشئت من أجله بنشر السلام والأمن العالمى، وإيجاد حل لفشلها المتكرر والمستمر فى حقل الصراع العربى الإسرائيلى.