قالت تركيا ان تستدعي سفيرها لدى واشنطن للتشاور، بعدما وصفت لجنة في الكونجرس الامريكي قتل القوات التركية للارمن في الحرب العالمية الثانية بانه "ابادة جماعية" رغم اعتراض البيت الابيض على القرار.
وقال بيان عن الحكومة التركية ان السفير التركي لدى الولايات المتحدة نامق تان استدعي على الفور، واعرب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عن قلقه من اضرار القرار بالعلاقات التركية الامريكية وجهود تطبيع العلاقات بين تركيا وارمينيا.
فيما وصف الارمن القرار بانه تعزيز لحقوق الانسان، ونقلت وكالة رويترز عن وزير الخارجية الارمني ادوارد نالبنديان قوله: "نقدر تماما هذا القرار".
وكانت لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس وافقت على القرار باغلبية بسيطة، اذ حصل على 23 صوتا مقابل 22 صوتا من اصوات اعضاء اللجنة.
ومن غير الواضح ان كان القرار غير الملزم سيعرض على الكونجرس ام لا، لكنه يثير معارضة من جانب تركيا ـ الحليف الهام للولايات المتحدة.
وكانت الادارة الامريكية طلبت من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الامريكي وقف التصويت على مشروع القرار.
وقال الناطق باسم البيت الابيض مايك هامر ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون اتصلت برئيس اللجنة، الذي ينتمي الى الحزب الديمقراطي، وحذرته من اعتماد هذا القرار لانه سوف يضر بمساعي تطبيع العلاقات بين ارمينيا وتركيا.
وكان الرئيس التركي عبد الله جول قد دعا نظيره الامريكي باراك اوباما الى التدخل لمنع اللجنة من اعتماد هذا القرار.
ونقلت الانباء عن مصدر مقرب من جول ان الاخير اتصل باوباما في وقت متأخر من نهار الاربعاء وبحث معه عددا من "القضايا الثنائية والاقليمية".
وقالت صحيفة "حريت" التركية الواسعة الانتشار ان جول حذر اوباما من تداعيات تبني هذا القرار على علاقات البلدين.
ويدعو مشروع القرار الى ان تعكس السياسة الخارجية الامريكية "ادراك تعرض الارمن للابادة الجماعية" واصدار الرئيس بيانا سنويا بهذه المناسبة.
وكان عدد من اعضاء البرلمان التركي توجهوا في وقت سابق من هذا الاسبوع الى الولايات المتحدة للاجتماع باعضاء الكونجرس الامريكي لثنيهم عن اصدار هذا القرار.
وتقول تركيا ان قرارا كهذا سينعكس سلبا على مساعي تطبيع العلاقات بينها وبين ارمينيا.
تدخل
وقد تدخلت اوساط الصناعات العسكرية الامريكية التي تعتبر تركيا سوقا كبيرة لمنتجاتها لصالح تركيا ودعت الكونجرس الى عدم تبني القرار.
وحذر مسؤولون في كل من شركة لوكهيد مارتن وبوينج وريثيون ونورثورن جرومان من تبني هذا القرار.
وجاء في بيان مشترك غير اعتيادي اصدرته هذه الشركات ان مثل هذا القرار سوف يؤدي الى "جفاء في علاقات بلادنا بعضو بارز في حلف شمالي الاطلسي والحاق الضرر بالمصالح الجيو سياسية للولايات المتحدة وسيكون له اثار سلبية على الجهود الرامية الى تعزيز الصادرات الامريكية والحد من البطالة".
واشار البيان الى ان قيمة الصادرات الامريكية العسكرية والجوية الى تركيا تجاوزت 9 مليارات دولار خلال عام 2009.
يذكر ان اوباما تعهد خلال حملته الانتخابية بالاعتراف بما يسمى "الابادة الارمنية" التي اقرها عدد من برلمانات العالم، لكنه تفادى استخدام هذا الوصف في خطابه العام الماضي بهذه المناسبة.
وكرر اوباما خلال زيارته الى تركيا في شهر ابريل/نيسان الماضي موقفه وقال انه مازال يعتبر ما تعرض لها الارمن يصل الى مستوى الابادة لكنه اشار الى ان تطبيع العلاقات بين ارمينيا وتركيا له الاولوية.
وتقول الحكومة الارمينية ان نحو مليون ونصف المليون ارمني تعرضوا للابادة خلال الحرب العالمية الاولى على يد الجيش التركي بينما تقول تركيا ان البلاد شهدت اضطربات داخلية حينذاك وان ما بين 300 الف الى نصف مليون ارمني وعددا مماثلا من الاتراك قتلوا خلالها.
ووقع البلدان اواخر العام الماضي في سويسرا اتفاقا على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وإعادة فتح الحدود بينهما، وتشكيل لجنة مشتركة من مؤرخين مستقلين لدراسة قضية "الإبادة الجماعية" التي طالما اتهم الأرمن تركيا بارتكابها بحقهم.
ولم يتم اقرار الاتفاق حتى الان من قبل برلماني البلدين