أنا شاب مقبل على 24 من العمر وأخاف جدا بل وأكره الفراق والموت ووصلت إلى أنى أكاد لا أستطيع النوم دون التفكير فى الموت وإنى قد أموت وأنا نائم وأفضل أتخيل فى نومى وسط بكائى كيف سيكون حالى أمى من بعدى وأقاربى وأصدقائى وتارة أخرى أتخيل لقدر الله فقدان أمى وكيف أعيش بدونها وكيف أتخيل أنها ستذهب لمكان لا نعلمه وهل سنتقابل من جديد أم لا وأتقبل أمر الله وأظل أبكى بكاء هستيريا من الخوف لدرجه أنى أصبحت أخاف من المجهول ومن العمر والمستقبل وكيف سأعيش وماذا سيحدث لى مستقبلا حتى إنى تمنيت الموت مبكرا وفكرت كثير فى إنى أذهب إلى غزه وانضم لأحد المجاهدين هناك لأموت شهيداً حتى لايقنعنى الشيطان بالانتحار وحتى أتجنب ذلك الشعور وهذا مختصر ما مررت بيه فهو أصعب من أن يحكى أو يكتب واضطررت للذهاب لطبيب نفسى ولكن لا يوجد حل فماذا أفعل؟
يجيب على هذا التساؤل دكتور هاشم بحرى أستاذ الطب النفسى بجامعه الأزهر قائلا أنت تعانى من فقدان الثقة بمن حولك، وهذا هو السبب فى ما تعانى منه، اجعل لنفسك هدفاً تسعى لتحقيقه، أنت لم تتحدث عن الجامعة فى حياتك أو التعليم أو عائلتك فكل تلك الأمور غامضة ولم تتحدث عنها وربما إذا تحدثت عنها فإن ذلك سيكشف لى العديد من الأمور الخفية فى حياتك، اجعل لنفسك هدفاً تسعى وتستيقظ من أجله وله هذا هو الذى يعطيك أملاً فى الحياة فأنت تعيش بلا هدف وهذا سر الألم فى حياتك فلابد أن تدرك أن الموت هو نهاية كل الأشياء ولكن أنت دائما ما تعتقد أن الموت بجوارك وقريب منك لأنه لا يوجد ما يشغل عقلك وبالك فالحياة بها العديد من الأشياء التى قد تملأ فراغك وتزيد من احتكاكك بالحياة فحاول أن تجعل لنفسك هدفاً تعيش عليه ولا تتردد من أن تجعل لنفسك آمال وأحلام تعيش من أجلها وانظر دائما حولك لنماذج ناجحة فى الحياة تساعدك على أن تكون مثلها فالحياة تمتلا بالمنغصات والمفرحات إلا أنها دوما لا تكون على وتيرة واحده لذا لابد من أن تتلمس الواقع وتجعل لنفسك أهدافاً فأنت لست مريضاً نفسياً، لكن أنت بحاجه للحب على كل المستويات ليس المقصود بذلك الحب بين فردين ولكن الحب بشكل عام