وكانت تقارير سابقة قد ذكرت أن ارتياحا ساد بين المصريين عامة بعد الإعلان الرسمي عن نجاح جراحة للرئيس مبارك ، خصوصاً في ضوء الشفافية الإعلامية التي اتبعتها الرئاسة المصرية هذه المرة بعد إعلانها أولاً بأول حالة الرئيس الصحية بدءاً من الفحوصات ونهاية بالجراحة.ورغم غموض موعد عودته، بدأت الأوساط الرسمية المصرية الاستعدادات لعودته بعد أن يمضى فترة نقاهة فى ألمانيا يقرر مدتها الفريق الطبى المشرف على علاجه.
وكان مبارك غاب عن مصر لمدة 17 يوما من 20 يونيو/حزيران وحتى 7 يوليو/تموز 2004 لدى خضوعه لعملية بالعمود الفقرى وعاد إلى القاهرة فى ذلك الحين بدون أن يكون فى انتظاره استقبالات كبيرة.
ولكن الاستقبال الأكبر هو الذى انتظر عودة مبارك فى صيف 1995 لدى عودته من اثيوبيا بعد نجاته من محاولة اغتيال، حيث كان فى انتظاره ممثلون عن طوائف مختلفة من الشعب المصرى وقيادته السياسية والدينية.
في سياق متصل، أبدت إدارة الرئيس الأمريكي بارك أوباما اهتماما غير معلن بمتابعة الوضع الصحي للرئيس مبارك، حيث تشير المعلومات إلي أن جهات أمريكية تتابع تطورات الحالة الطبية للرئيس في إطار الاهتمام بالاطمئنان علي استقرار الأوضاع في مصر، وبالتالي المصالح الأمريكية في المنطقة.
وقال دبلوماسي غربي في القاهرة: "من الطبيعي عندما ينتقل رئيس دولة بحجم مصر إلي العلاج في الخارج أن تهتم الدول التي لديها مصالح هنا بمتابعة ما يجري، إنه أمر طبيعي للغاية ويجب ألا يكون مدعاة للاستغراب".
وأضاف: "في هذه المرحلة لا يوجد ما يدعو للقلق، الوضع الصحي للرئيس يبدو جيدا وفقا للتقارير الرسمية ولا توجد مؤشرات علي أن تغيبه لبعض الوقت سيكون سببًا في تغيير حالة الاستقرار الراهنة".
مرشحون لخلافة مبارك
|
| |
| جمال مبارك | | |
في غضون ذلك، خيم الحديث عن جراحة مبارك ومستقبل مصر السياسي على أوساط الدبلوماسيين الأجانب فى مصر، وصرح العديد منهم بأن ما يشغلهم حاليا ليس موعد عودة مبارك أو طبيعة استقباله، ولكن السؤال هو ما إذا كان الرئيس سيبقى على نوايا ربما كانت لديه للترشح للانتخابات الرئاسية فى العام المقبل بحثا عن مدة رئاسة سادسة، وما المعادلة السياسية لحكم مصر، البلد الذى يبقى للعديد من عواصم العالم محوريا وفاعلا فى حال قرر اختار الرئيس الاقتصار على خمس مدد تنتهى آخرها قانونيا أكتوبر 2011".
وقال دبلوماسى غربى فى القاهرة لصحيفة "الشروق" المستقلة: "لا شك لدىّ فى أن الرئيس مبارك سيعود قريبا من ألمانيا وأتمنى له، مثل الشعب المصرى، أن يكون فى خير حال، ولكن الطبيعى بالنسبة لنا أن نفكر ماذا سيحدث فى مصر قادما".
وقال دبلوماسيون أجانب ، بمن فيهم غربيون وعرب، إن هناك عددا من الأشخاص، تجرى متابعتهم باهتمام فى ظل غياب الرئيس عن مصر للعلاج وفى ضوء الاستعداد لانتخابات رئاسية مقبلة.
الاسم الأول على لسان كل من تحدث هو اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة. حيث قال أحد الدبلوماسيين: " الجنرال سليمان رجل بالغ الأهمية فى حكم الرئيس مبارك، وهو رجل محل ثقة الرئيس واحترام الشعب واتيحت لنا الفرصة للعمل معه عن قرب ونثق أنه رجل ممسك بزمام الأمور".
الرجل الآخر الذى تتبع اخباره العديد من السفارات الأجنبية هو جمال مبارك النجل الأصغر للرئيس مبارك والشخصية السياسية الفاعلة فى الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم.
ويرى الدبلوماسيون: "إن جمال مبارك هو الرجل الذى لديه كل المواصفات المنصوص عليها فى الدستور المصرى بصورته الحالية للترشح".
وقال احدهم: "هناك دوائر قوية فى الحزب الوطنى الديمقراطى تقول لنا إنها ترغب فى ترشيح جمال مبارك، وتقول لنا إن لديه دعما لا بأس به وقابل للزيادة سواء فى مؤسسات الدولة المهمة أو فى الشارع".
أضاف دبلوماسى غربى آخر: "إن جمال مبارك نجح وبصورة لا يجب التقليل منها خلال السنوات الماضية فى طرح نفسه على الساحة الدولية بوصفه رجلا سياسيا لديه أفكار إصلاحية ورغبة فى التطوير السياسى والاقتصادى، وهو وجه مقبول دوليا فى حال ما كانت لديه القدرة والدعم على إدارة دفة الأمور فى دولة بالغة الأهمية مثل مصر".
ومن بين الشخصيات التي تحدث عنها الدبلوماسيون وإن كان بدرجة أقل، الدكتور محمد البرادعى الداعى للتغيير، والذى يبدو للعدد لا بأس به من الدبلوماسيين الأجانب فى القاهرة قادرا على انهاض دعاوى الديمقراطية، ولكن ليس بالضرورة الوصول إلى سدة الحكم