رحبت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في افتتاحيتها أمس الاثنين بالدور السياسي الذي يلعبه الدكتور محمد البرادعي - المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية- حاليا في مصر والذي قالت إنه وحد المعارضة خلفه، كما لم تستبعد استجابة الرئيس المصري حسني مبارك لمطالب البرادعي بتعديل الدستور وإجراء إصلاحات سياسية.
ورغم أن الصحيفة كشفت عن اعتراضها علي الدور الذي كان يلعبه البرادعي في إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي قالت إنه كان سياسيًا أكثر منه مهنيًا، فإنها استدركت قائلة إن البرادعي «وجد مخرجًا لطموحاته السياسية التي نجد أنها مناسبة بشكل أكبر بكثير، وهذا المخرج يتمثل في مواجهة الحكم الاستبدادي البالي في بلده مصر».
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها أمس تحت عنوان «فرصة مصر في التغيير»: إن «البرادعي» أطلق فورة في مصر بمجرد الإشارة إلي أنه ربما يكون مهتمًا بالترشح لمنصب الرئيس في انتخابات نزيهة وعادلة».
وأضافت أن البرادعي قام بالكثير خلال رحلة في البلاد استمرت أسبوعًا حيث قام بتوحيد معظم المعارضة خلفه، بما فيها جماعة الإخوان المسلمين والليبرالي الديمقراطي أيمن نور الذي سجن بسبب تحديه للرئيس مبارك في انتخابات الرئاسة عام 2005- علي حد تعبيرها.
وأشارت الصحيفة إلي أن الرئيس مبارك قام بتغيير الدستور في 2005 للسماح بانتخابات رئاسية تعددية، وعزت الأمر لما سمته ضغوط من إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش.
وقالت إنه من الانهزامية افتراض أن مبارك لا يمكن إقناعه بقبول الإصلاحات المعقولة التي يقترحها البرادعي، ومن الخطورة مواصلة افتراض أنه في غياب هذا الإصلاح فإن مصر ستظل دون تغيير».
لكن الصحيفة قالت إن العديد من الخبراء في شئون الشرق الأوسط من داخل إدارة أوباما وخارجها يميلون إلي رفض الدوي الذي أحدثه البرادعي، فكثيرون مهتمون بالوضع القائم الذي يدعم فيه مبارك الأهداف الأمريكية مثل عزل إيران وحلفائها، ويحصل فيه علي بلايين الدولارات سنويًا من المساعدات الأمريكية.
وأضافت أن وزارة الخارجية الأمريكية صاغت بشكل حذر بيانًا الشهر الجاري عن الوضع في مصر قالت فيه إنها «ترغب في رؤية صعود عملية سياسية أكثر شمولاً في مصر لكن هذه في النهاية قرارات يجب أن تقوم مصر باتخاذها».
من جهة أخري أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في تقرير لها أمس أن النظام المصري مهد للانتخابات البرلمانية المقبلة في وقت مكبر للغاية، إذ بدأت السلطات حملة اعتقالات واسعة ضد جماعة الإخوان المسلمين منذ عدة أشهر، مشيرة إلي أن مخاوف الحكومة قد تضاعفت من الجماعة بعد ظهور الدكتور محمد البرادعي الذي عبر صراحة عن تأييده للسماح للجماعة بتشكيل حزب سياسي فيما حظي بتأييد الجماعة