كلما اقترب موعد انتخابات مجلس الشعب..سترفع الأحزاب الكرتونية من أصواتها وضجيجها..خاصة أن السوق بحاجة إليها..وعدة الشغل جاهزة لديها..فقط عليها أن ترفع عقيرتها ضد كل من تسول له نفسه خوض الانتخابات الرئاسية أمام مرشح الوطني..أو الحديث عن تعديل الدستور..المدهش أن الحزب الحاكم لم يكن يلقي بالاً بتلك الأحزاب..لأنها صنيعته لتكملة الديكور..وظل أكبر نشاط لرؤسائها..هو حضور خطاب رئيس الجمهورية..لكن جاءت الرياح بما تشتهي سفن تلك الأحزاب عندما هبت عاصفة البرادعي..واحتاج الحزب الوطني إلي منصات أخري -غير منصته- لإطلاق قذائف الكلام علي البرادعي..فوجد ضالته فيها..فزادت من نشاطها لقناعتها بأنها تعيش موسم أوكازيون سياسي لن يعوض..ويمكنها اقتناص بعض المكاسب.
ورغم ترتيب الحزب الوطني لأوراقه في انتخابات مجلس الشعب القادمة..بل وتوزيع الحصص والمقاعد.. فإنه احتفظ ببعض المقاعد خالية..لتوزيعها علي المريدين والمؤلفة قلوبهم ممن سيبلون بلاء حسناً في معركة البرادعي.
نعرف أن الحزب الوطني قد تلقي درساً قاسياً في الانتخابات البرلمانية الماضية..عندما هربت الأغلبية من بين يديه..بعد فوز المستقلين والإخوان المسلمين بحصص كبيرة من مقاعد المجلس..لذا فإنه ينوي في الانتخابات القادمة أن يحصد حصته مبكراً..وحددها في ضرورة حصوله علي 400 مقعد من بين 518 مقعداً (بعد إضافة مقاعد المرأة وعددها 64) لضمان الأغلبية المريحة لتمرير القوانين..وقد علمت من داخل الحزب أن الوطني سوف يجري أكبر عملية استبعاد لأعضائه الحاليين بالمجلس..والتخلص من وجوه كثيرة..وما يجري حالياً من عملية فتح (وفضح) قصص نواب العلاج علي نفقة الدولة..وبعض القضايا الأخري التي يتم تفجيرها وإحالتها للنائب العام..هو من قبيل سيناريو الإقصاء..لكن المعضلة التي يمكن للوطني أن يواجهها هنا..هي عند فوز هؤلاء المستبعدين بعد خوضهم الانتخابات القادمة كمستقلين..ثم يذهب الوطني إليهم مقبلاً أياديهم..لتوقيع استمارة عضويته مثلما جري في الانتخابات التشريعية الماضية.
وفيما يتعلق بالمقاعد المتبقية وعددها 118.. فقد تركها الوطني لأحزاب الناصري والوفد والتجمع..وبعض الشخصيات المستقلة الأقرب للحكومة..ولم يحدد الوطني في صفقته مع الأحزاب الثلاثة حصة كل منها..وترك لهم تنسيق ما يرونه دون تدخل منه..لذا أرجو ألا تنخدع في الأصوات الصادرة عن الأحزاب (المعارضة!!) أو عن مؤتمرات فنادق الخمس نجوم..فهذا كله من مكملات الدور وإتقانه..وكلما زاد الإتقان..زادت مكافأة الحكومة والوطني.
وفيما يتعلق برؤية الحزب تجاه الإخوان فقد علمت بوجود رأيين..أولهما يميل إلي إقصائهم نهائياً عن المجلس..والرأي الآخر كان يوصي بضرورة فتح الباب مع الإخوان..ومنحهم حصة بسيطة من مقاعد البرلمان لا تتجاوز العشرين مع تأكيدهم عدم تأييد البرادعي.
في تلك الزيطة..رأت الأحزاب الكرتونية أنها أمام فرصة وأوكازيون غير قابل للتكرار..فطمعت في الحصول علي مقعد أو اثنين من غنائم مجلس الشعب..أو حتي نظرة إحسان ممن بيدهم الأمر بالحزب الوطني..يتجاوز مجرد حضورهم خطاب الرئيس فقط.
الأوكازيون السياسي بدأ..وستزيد عرائس الماريونت من حركتها..فقط لا تصدق كثيراً كل مايقال الآن علي المسرح..فهو مجرد أدوار.