الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية

صحيفة- يومية-سياسية -ثقافية-رياضية-جامعة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابة*البوابة*  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 بين الحلم والحكم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد شعلان

احمد شعلان


ذكر
عدد الرسائل : 17047
الموقع : جريدة الامة
تاريخ التسجيل : 24/09/2008

بين الحلم والحكم Empty
مُساهمةموضوع: بين الحلم والحكم   بين الحلم والحكم Icon_minitimeالسبت 20 مارس 2010 - 23:46

هناك مقولة، أعتقد أنها ترجع للأستاذ محمد حسنين هيكل، تصف الفترة الناصرية فى مصر بالنسبة لباقية العرب بأنها كانت مثل الحلم، حلم الحرية والاستقلال والنخوة.. إلخ... أما بالنسبة للمصريين فإن عبدالناصر لم يرمز فقط إلى هذا الحلم إنما أيضا كان يجسد الحكم، وبالتالى تضاربت آراء المصريين بطريقة أكثر حدة فى تقييم الحقبة الناصرية.
تذكرت هذه المقولة عند مراجعة بعض استطلاعات الرأى التى نشرت ضمن تقرير أعده مركز «بيو» للبحوث الأمريكى، والذى ظهر فى الرابع من فبراير الماضى. بعض الأسئلة، التى طرحت على عينة من سكان المنطقة، كانت تدور حول نظرتهم للمنظمات الأصولية، منظمات مثل حماس وحزب الله والقاعدة. بالنسبة لحماس، التى ينظر إليها الكثير فى العالم الإسلامى كتجسيد لـ«حلم المقاومة» نجد أن النظرة الإيجابية لها فى مصر تصل إلى ٥٢٪ (بينما يعارض هذا التوصيف ٤٤٪)، وترتفع النسبة المؤيدين إلى ٥٦٪ فى الأردن..
أما فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، فعدد مؤيدى حماس لا يزيد على ٤٤٪ (مقابل ٥٦٪ من الذين ينظرون لحماس سلبيا)، وهذا عكس الحال فى مصر بالضبط. واللافت للنظر أن فى قطاع غزة، حيث تجسد حماس الحكم أكثر مما تمثل الحلم، تنخفض نسبة مؤيديها بطريقة ملحوظة إلى ٣٧٪ فقط. (مقابل ٤٧٪ فى الضفة الغربية). وذلك بعد بضع سنوات فقط من سيطرة حماس على السلطة هناك، والذى يعتبر زمناً وجيزاً جدا فى عمر الحركات السياسية التسلطية.
ما سردناه فيما سبق لا يعنى بالضرورة أنه لا يوجد تأييد فى غزة لمبدأ الـ«مقاومة» الأصولية، لأن التأييد هناك لأسامة بن لادن والقاعدة يصل إلى ٥٣٪ (مقابل ٢٣٪ فقط فى مصر)، فثقة الغزيين تبدو أكثر بكثير عندما يتعلق الأمر ببن لادن «الحلم» عن ثقتهم بحكم حماس.. هذه ظاهرة تبدو عامة بين البشر،
فكما شرحنا فى المقال السابق، فإن تشبث الناس بالأحلام اليوتوبية التى تطرحها الحركات والأنظمة ذات الرؤية الشمولية ليس مقصورا على منطقتنا، بل إن الظاهرة لا تختلف كثيرا عندما يتعلق الأمر بالحركات الشمولية الدينية عن حالة مثيلتها العلمانية. (وحالة روسيا كانت مثالنا فى المقال المذكور).
لكن أين يكمن سر جاذبية الحركات الشمولية فى مرحلة الحلم وإختفائها فى مرحلة الحكم؟ الرد البسيط هو أن حكم هذه الحركات يتضمن دائما عنصرا مخيفا من الاستبداد والقمع والتهور. ولكن لماذا، وهل هناك شىء حتمى فى ذلك؟
الرد هو أن نفس الرؤية الشمولية، التى (من حيث التعريف) تطرح حلولاً شاملة سهلة وبراقة لكل جوانب حياة الإنسان، وبذلك تجذب تأييد الناس والانصياع الأعمى وراءها، خصوصا فى أزمان التخبط واليأس وفقدان الرؤية، هى نفسها التى تحدد طبيعة النظام القمعى الاستبدادى الذى ينتج عنها.
فمن لديه يقين مطلق بأنه يمتلك حلولاً شاملة واضحة لكل مشاكل المجتمع ليس لديه صبر للنقاش الحر، الذى يعطل فى نظره المسيرة نحو الجنة الموعودة، أو لسيادة القانون، التى يرى فيها عائقا بيروقراطيا يعطل هو الآخر المسيرة، أو لصيانة حقوق الفرد، التى قد تنبع عنها الفوضى الناتجة عن شيوع الآراء والأفعال التى قد تعوق المسار نحو الخلاص الموعود- أى أن حلم الحركات ذات النظرة الشمولية هو نفسه الذى يضمن نشأة كابوس الحكم الشمولى فيما بعد.
وكما شرحت فى المقال السابق، هناك فى مصر حاليا الكثيرون ممن يحلمون بالحرية والديمقراطية لكنهم يتبنون، فى نفس الوقت، الأحلام الشمولية. تقابل هذه الفئة طائفة أخرى، طائفة لا تحلم على الإطلاق، لأنها فقدت القدرة على التصور.
فبينما يعتقد الفريق الأول أنه يمتلك الحقيقة المطلقة، لا يعتقد الفريق الثانى أن هناك شيئاً مثل الحقيقة من الأصل، أو أن هناك أى أهمية للتفكير الجاد والمصداقية الفكرية، فالعالم كله بالنسبة له مصالح ومحسوبية، لأنه ليس فى ذهنه أو فكره أى استقلالية عن المصلحة والسلطة.
وهناك فريق ثالث يعارض لمجرد المعارضة، لأنه يسره أن يرى نفسه، وأن يراه المجتمع، فى صورة معارض، وهو تعود على ترديد الأقوال الديماجوجية لأنه يعرف أن لا أحد سيأخذها مأخذ الجد أو يحاول تطبيقها. وهذا أيضا منهج خطر للغاية، لا سيما إذا جاء اليوم وحاول أحد الحكام تطبيق تلك النهج، غير المجدى وغير جاد عمليا، على أرض الواقع.
فى هذا السياق تبلورت ظاهرة الـ«برادعى المخلص». لكن رغم أن تلك النظرة له تكونت فى إطار نابع عن تفكير باحث عن حل شمولى فإن شخصية البرادعى تبدو مختلفة، فهو عاش سنين طويلة خارج نطاق التفكير المغلق الذى نشأ فى ظل الحكم المتسلط، ويعرف قيمة النقاش الجاد بعيدا عن أحلام الشمولية الخلاصية، ويعرف أيضا قيمة المصداقية الفكرية وتعود أن تؤخذ آراؤه بجدية.
لذلك فإنه يختلف عن معظم من نشأ وعمل فقط فى ظل الأوضاع السائدة عندنا منذ أكثر من نصف قرن. ربما لذلك أيضا، فإنه من الممكن أن يجسد ظاهرة خلاصية بالفعل، لكن من نوع مختلف عن تلك التى فى ذهن الكثير من مؤيديه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alomah.yoo7.com
 
بين الحلم والحكم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية :: جريدة الأمة :: منوعات ومجتمع/اعداد شيرين مصطفى-
انتقل الى: