الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية

صحيفة- يومية-سياسية -ثقافية-رياضية-جامعة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابة*البوابة*  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 عندما تمرض القيادة أو تجتمع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سبق صحفى

سبق صحفى


انثى
عدد الرسائل : 2092
الموقع : جريدة الامة
تاريخ التسجيل : 13/02/2009

عندما تمرض القيادة أو تجتمع Empty
مُساهمةموضوع: عندما تمرض القيادة أو تجتمع   عندما تمرض القيادة أو تجتمع Icon_minitimeالجمعة 26 مارس 2010 - 0:26

رغم أنني كنت وحدي في البيت ولا شاهد على العبد لله غير ربنا سبحانه وتعالي، فمع ذلك لم أتردد في مصادرة وقمع رغبتي العارمة في أن أضحك حتي أستلقي على قفاي، بل قمت بسرعة بإزالة آثار بسمة كانت غزت ثغر جنابي غصبًا عني.. حدث هذا مرتين مؤخرا، الأولي وأنا أقرأ خبر إصدار محافظ الإسماعيلية قرارًا بإلغاء ندوة ثقافية للفنان محمد صبحي، بحجة أن الندوة ستنعقد بينما الرئيس في ألمانيا يتعافي من عملية جراحية، والمرة الثانية عندما قرأت تصريحًا نسبته «الدستور» للموسيقي «حلمي أمين» علق فيه علي قرار التأجيل المفاجئ وغير المبرر لانتخابات نقابة الموسيقيين قائلاً: «مايصحش إجراء الانتخابات والرئيس مبارك بيتعالج خارج مصر»!!

ولعلك ـ عزيزي القارئ ـ تسأل الآن مستغربًا: لماذا منعت نفسي من الضحك في المرتين مادامت الدنيا كانت أمانًا، ولا يتوفر شاهد «وطني ديمقراطي» يُخشي منه أن يشهد ويشي بهذه الفعلة النكراء للسلطات والأجهزة المختصة؟!

وأعدك ياعزيزي، بأنك ستفوز بإجابة هذا السؤال لو صمدت وصبرت وقرأت الحكاية التالية:

من سنوات بعيدة كنت في زيارة عمل لقطر عربي شقيق لنا في كل حاجة، وفي ليلة اليوم التالي لوصولي قمتُ ـ مضطرا ـ بتلبية دعوة عشاء أصر عليها زميل وصديق يحمل جنسية أخري غير جنسية القطر المذكور لكنه كان يقيم هناك إقامة دائمة هربًا من نظام الحكم في بلده، أما مصدر الإضطرار وعدم الارتياح فهو المقدمة التي قدم بها صديقي دعوته، إذ أمعن في إقناعي (متوسلاً بزن وتكرار يعلم الحمار) بأن العين بصيرة واليد قصيرة، لهذا فإن المطعم الذي سنذهب إليه «بائس وحقير جدًا»، فلما حاولت مقاومة الدعوة متذرعًا بكل حجج الدنيا زاد الزميل عنادًا وإصرارًا، وظل كذلك ينذرني بأن المكان «فعلا بائس وحقير جدا..كما ستري»!!

المهم.. سلمت أمري لله وغادرت معه ـ آسفا متحسرًا ـ الفندق الفخم الذي كنت أنزل فيه، ولدهشتي فقد لاحظت أن مشاعر الأسي والأسف بدأت تتآكل وتتلاشي، وأخذ يتسرب إلي نفسي شعور بالفضول تأجج وتفاقم حتي تحول إلي رغبة محمومة في بلوغ الهدف «الحقير» بسرعة، وهو ماحدث بالفعل، فقد فوجئت بأن الطريق كان قصيرًا جدًا لدرجة ألقت في روعي الشك بأن صديقي ربما كان يبالغ أو يكذب، وأنه لا بؤس ولا حقارة البتة في الموضوع، وكاد هذا الظن يتحول ليقين عندما نزلت من سيارة الأجرة التي حملتنا إلي هناك وتجولت ببصري متأملاً الشارع الذي صرنا في قلبه فإذا به هادئ ونصف مظلم تغشاه بقايا أناقة تنضح من البنايات القديمة المصطفة علي جانبيه، ولم يمهلني مضيفي فرصة المزيد من التأمل فقد جرني خلفه إلي جوف واحدة من هذه البنايات وراح يقفز معي درجات سلم عتيق بدا لي وكأنه سلم أبدي وبغير نهاية، وفي اللحظة التي كانت فيها روحي علي وشك أن تسبقني إلي السماوات العلا، التفت صديقي نحوي وقال بنفس مقطوع: ألم أقل لك إنه حقير جدا؟!.. علي العموم هانت، فاضل حوالي 100 درجة ونوصل السطح.

وصلنا أخيرا.. ورغم حالة ما قبل الموت التي كنا عليها تبادل زميلي التحيات الحارة مع كل من في المطعم عمالاً وروادًا، وأعترف بأنه رغم البؤس الأصيل الذي كان ينز من الأجواء حولنا، فإنني أمضيت ليلة رائعة في هذا المكان لم أتوقف فيها عن التندر والضحك من «حقارته».. غير أن الأقدار كانت تدخر لنا المزيد، فبعد أن غادرنا المطعم وأنهينا هبوط سلالمه الأبدية، انطلقنا نتسكع ونتخبط في ضحكات صاخبة، وبينما نحن علي هذه الحال انسد الطريق أمامنا فجأة بثلة مخيفة من الشباب المدجج بالسلاح برز من بينهم قائد أرغي وأزبد مستنكرًا الجلبة والمسخرة التي نحن عليها، ثم أمرني وزميلي بإبراز الهوية (أي البطاقة الشخصية)، لكنني قبل أن أنطق بحرف وجدت الزميل يرعد ويزأر في وجه الشاب المسلح وينهره بعنف لم يزد هذا الأخير إلا غضبا وهياجًا جعله يوجه يده مباشرة نحو البندقية الأتوماتيكية «المشعلقة» علي كتفه، بيد أن صديقي لم يرتدع وبقي يهتف منذرًا الشاب بأوخم العواقب، وفي اللحظة التي كان فيها قلبي علي وشك التوقف النهائي رأيت صديقي يسحب من جيب سترته شيئًا مجهولاً، ما إن رآه الشباب حتي ابتلعوا ثورتهم وهتف كبيرهم : مش كنت تقول يارفيق من الأول.. ثم تركونا نمضي لحال سبيلنا مصحوبين بأسمي آيات الاعتذار!!

استعدت روحي الضائعة بصعوبة، وسألت صديقي مذهولا: من هؤلاء؟ وما هذا الشيء الذي أطلعتهم عليه ففعل كل هذاالسحر؟! ولماذا لم تظهره مبكرا شوية؟!

رد الزميل وهو يكاد يفطس من الضحك: هؤلاء ياسيدي «الزعران» بتوع الحزب (يقصد مليشيات حزب الحكومة هناك)، وهم منتشرون الآن في الشوارع بسبب الصراع المشتعل بين الرئيس وأخيه (الصراع حُسم بعد ذلك لصالح الرئيس الذي رحل تاركًا الحكم لولده)، أما الشيء الذي تسأل عنه فهو كارنيه مزور يؤكد أنني عضو قيادي في الحزب!!

ـ كل هذه القوة والغطرسة التي تصرفت بها بكارنيه مزور؟!

ـ نعم.. أصل دي هواية عندي.. ده أنا من كام يوم كنت مع مجموعة أصدقاء سهرانين في مكان حقير..

ـ برضه!..

ـ أيوه.. بل أحقر مما كنا فيه.. وحدث هناك الشيء نفسه، فقد فوجئنا بولد من هؤلاء الزعران يندفع نحونا وسلاحه مُشرع نحو صدورنا وأخذ يزعق ويتفتف قائلاً: قاعدين بتتمسخروا وتضحكوا والقيادة مجتمعة؟!

ـ وهل كانت القيادة مجتمعة في هذا المكان الحقير؟!

ـ لأ طبعًا.. قصده كيف نضحك والقيادة مجتمعة عمومًا، وفي أي مكان!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alomah.yoo7.com/admin/index.forum?part=users_groups&
 
عندما تمرض القيادة أو تجتمع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية :: جريدة الأمة :: منوعات ومجتمع/اعداد شيرين مصطفى-
انتقل الى: