في الوقت الذي كان فيه الرئيس حسني مبارك يعلق في ألمانيا علي سؤال لصحفية ألمانية عن ترشح الدكتور محمد البرادعي للرئاسة في مصر كان هناك سلوك بلطجي من أعوان النظام ضد ترشيح البرادعي.. وقد سألت الصحفية الألمانية: هل ترحبون بالدكتور محمد البرادعي وهل تعتبرونه بطلاً قومياً؟ ويبدو أن السؤال كان مفاجئاً للرئيس، فلم تكن أسئلة المؤتمر الصحفي معدة سابقاً كما يحدث ـ كالعادة ـ في المؤتمرات التي يشارك فيها وينظمها المصريون، فقال الرئيس وبنبرة غريبة: إذا كان يريد الانضمام إلي حزب لترشيح نفسه يتفضل.. وإذا أراد الترشح مستقلاً يتفضل.. ولكن طبقاً للضوابط الدستورية..
وقال: إن مصر ليست بحاجة إلي بطل قومي لأن الشعب المصري بأكمله بطل قومي..
وقبل ذلك بساعات قليلة كان أعوان النظام من الأمن وحزبه الحاكم يمارسون البلطجة ضد مؤيدي الدكتور البرادعي في الفيوم، والذين دعوا إلي مؤتمر معلن لتأييد ترشيحه للرئاسة.. وهو الأمر الذي لم يعجب النظام وجعله يتوتر ويستخدم أسلوب البلطجة الذي اعتمده في التعامل مع الناشطين والمعارضين عبر السنوات الماضية.. وخرج البلطجية من مقر الحزب الوطني برعاية ومساندة فرق الكاراتيه الأمنية.. ولإعلان تأسيس حركة «بلطجة ضد ترشيح البرادعي».
وواضح تماماً إعلان ترشيح البرادعي للرئاسة ووجود أنصار كثر في جميع فئات المجتمع من شباب وشيوخ ومثقفين ونخبة مؤيدين لذلك الترشيح في سبيل التغيير ووضع دستور جديد للبلاد بعيداً عن الدستور الحالي المتهالك الذي لم يعد يليق بمصر ومكانتها وجغرافيتها وبشرها.
دستور يسمح بتداول السلطة.
دستور يتيح الحرية.
دستور يمنع التوريث.
دستور يمنع حكم الطوارئ.
دستور يعلي من المواطنة.
كل ذلك أزعج النظام.. وبدأ في التخبط.
والاستغراب من أن هناك شخصاً يراه ـ أي النظام ـ يتحداه في الترشح للرئاسة بعدما ضمن وجود قيود وأسوار حول هذا الموضوع من خلال المادة 76 سيئة السمعة التي وضعها مبارك الابن الذي يسعي ـ ومن معه ـ لوراثة الحكم بأنها نقلة نوعية«!!»
وواضح تماماً أن الرئيس وولده يسيران في مخطط للحفاظ علي الوضع القائم.. ولا يريدان أي تغيير لعلهما يعيدان معاً ومن معهما إحياء مخطط التوريث بعد أن أصبح شيئاً «بغيضاً» بالنسبة للمواطنين.
إنهم يمارسون البلطجة..
بلطجة «دستورية».. بالإصرار علي «ترقيعاتهم».
.. وبلطجة دموية..، بضرب المعارضين!
.. فعندهم «البلطجة هي الحل»!
الحل»!