أثار اعلان عدد من الاحزاب السياسية السودانية الكبرى مقاطعتها التامة لانتخابات الرئاسة والتشريعية والمحلية التي يتوقع ان يفوز فيها الرئيس المنتهية ولايته عمر البشير،أجواء سياسية معقدة في العاصمة السودانية، ما دفع المبعوث الأمريكي للسودان سكوت جريشن لبدء مباحثات متصلة مع المسؤولين في الحكومة والقوى السياسية في محاولة منه لإنقاذ الإنتخابات حيث تصر واشنطن على إجراء الإنتخابات في موعدها.
وقال الرئيس السوداني عمر البشير إن الحكومة الأمريكية تعارض مقاطعة أحزاب المعارضة السودانية للانتخابات المقرر إجراؤها في 11 من أبريل الحالي، مجدداً إصراره على اجراء الإنتخابات في موعدها.
واتهمت أحزاب رئيسية في المعارضة الحكومة السودانية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم بارتكاب تجاوزات وبالتزوير في الإعداد لهذه الانتخابات.
وأعلن حزب الأمة المعارض في مؤتمر صحفي بأم درمان مساء أمس "أن قوى الإجماع الوطني قررت رفض ومقاطعة الانتخابات بكل مستوياتها".
وأعلنت الأحزاب قرار المقاطعة عقب لقاء عدد من قيادييها، بعد يوم واحد من إعلان الحركة الشعبية لتحرير السودان –شريك المؤتمر الوطني في الحكم- انسحابها من السباق الرئاسي.
وجاء إعلان المقاطعة من قبل ثلاثة أحزاب رئيسية في المعارضة هي حزب الأمة والحزب الشيوعي والحزب الاتحادي الديمقراطي، في حين أكد حزب المؤتمر الشعبي المعارض الذي يتزعمه حسن الترابي أنه سيواصل المشاركة في الانتخابات.
كما أكد حزب التحالف الوطني الديمقراطي بدوره أنه لن يقاطع الانتخابات، وقال رئيسه ومرشحه للرئاسة العميد المتقاعد عبد العزيز خالد إنه قرر الاستمرار في الانتخابات بكل مستوياتها المعلنة.
وقال محمد زكي رئيس مكتب الصادق المهدي زعيم حزب الأمة، إن خمسة مستقلين فقط إضافة إلى مرشحي بعض الأحزاب الصغيرة هم الذين لا يزالون يواصلون السباق الانتخابي في مواجهة مرشح حزب المؤتمر الوطني الرئيس عمر البشير.
وأضاف زكي أن المنسحبين قد يتراجعون عن قرارهم إذا وافقت الحكومة على الاستجابة لمطالبهم بتأجيل الانتخابات ومعالجة التجاوزات التي يقولون إنها شابت الإعداد للانتخابات.
ودعت الحركة الشعبية وأحزاب المعارضة المنسحبة إلى تأجيل الانتخابات متهمة المؤتمر الوطني والحكومة بالتحضير لتزويرها، وطالبت بإجراء تحقيق في فوز شركة حكومية بعرض المناقصة لطباعة أوراق التصويت.
وكانت الحركة الشعبية أعلنت سحب مرشحها ياسر عرمان من انتخابات الرئاسة وجميع مرشحيها للانتخابات البرلمانية في إقليم دارفور.
ورفض القيادي في حزب المؤتمر الوطني إسماعيل الحاج موسى اتهامات المنسحبين من الانتخابات لحزبه وللحكومة، وقال إنها اتهامات "غير مدعمة ببينات".
وأضاف أن ما يعرف بأحزاب مؤتمر جوبا كانت تهيئ لهذا الانسحاب منذ البداية، وأنها "افتعلت عدة أزمات من قبل".
واعتبر أن مفوضية الانتخابات مستقلة في عملها، وأن قرار تأجيل الانتخابات لا تستطيع الحكومة أن تتخذه، كما أنه "محدد في القانون بأسباب قاهرة مثل حدوث ما يهدد الأمن"، و"محدد أيضا بأجل لا يتعدى 60 يوما".
وتأتي هذه التطورات في وقت يجري فيه المبعوث الأمريكي إلى السودان سكوت جريشن مباحثات مع الأحزاب السودانية بشأن موضوع الانتخابات.
وقال زعيم حزب الأمة للتجديد والإصلاح مبارك الفاضل بعد لقاء جريشن إن "الأمريكيين يسعون لحماية المسلسل الانتخابي". وأضاف أن جريشن طلب من أحزاب المعارضة أن تقدم له لائحة باعتراضاتها وانتقاداتها لموضوع الإعداد للانتخابات، ووعد بدراستها مع الحكومة السودانية والهيئات المسؤولة عن الانتخابات.