ممكن يا عم 2 كيلو لحم.. بطلوا أحسن الهبل ده"
العبارة السابقة جاءت من قارئ تعليقا على ندوة بالمتحف المصرى، ونقل موقع اليوم السابع تلخيصا لها والخلافات الشديدة التى دارت حولها.
تعرضت الندوة للتاريخ المصرى القديم، وقال فيها الكاتب والسيناريست يوسف معاطى إن إخناتون كان شاذا جنسيا، ولم يكن يعاشر زوجته نفرتيتى، وإن توت عنخ آمون مارس أبشع ما يمكن أن يمارسه أخوه الأصغر.
وقال معاطى إنه استند فى كلامه على موسوعة سليم حسن "مصر القديمة"، ورفضت هذا الكلام إنجى فايد مدير إدارة التنمية الثقافية بالمجلس الأعلى للثقافة، والدكتور محمد الحلو كبير أمناء المتحف المصرى، واستندا إلى أن الاكتشافات الأخيرة وجميعها جاءت بعد موسوعة سليم حسن، أثبتت أن توت عنخ آمون هو ابن إخناتون من سيدة أخرى غير نفرتيتى، وأنه ليس صحيحا أنه كان شاذ جنسيا.
النقاش جاء عندى فى توقيت أنا مشغول فيه بالتاريخ المصرى القديم، وكتبت من قبل أن السبب فى ذلك هو الرواية الرائعة "يوم غائم فى البر الغربى"، للروائى الرائع محمد المنسى قنديل، والصادرة عن دار الشروق، وهى تتعرض فى جانب منها إلى قصة أخناتون، وذكرت أن البناء الدرامى البديع للرواية دفعنى إلى البحث أكثر عن إخناتون والخلفية التاريخية لشخصيته.
القضية رغم أنها تتعلق بتاريخنا حتى وإن كان قديما، إلا أنها استفزت قارئا فكتب التعليق: "ممكن يا عم 2 كيلو لحم.. بطلوا أحسن الهبل ده" من هذا الكلام؟ لم يتحمل القارئ الاستغراق فى هذا النقاش فى الوقت الذى تتعاظم الأزمات الاقتصادية، وبلغت حد أمنية أن يتوفر كيلو لحم لأسرة فقيرة لا تستطيع شراءه، والمعنى المثير فى ذلك أن التاريخ وما يحمله من حكايات وقصص لم يعد يتحملها أبناء الحاضر، لأنه من وجهة نظرهم لا يطعمهم.
ليس المطلوب أن يتحول الكل إلى قراء تاريخ وحافظين له، لكن على الأقل حين يثور جدل حول ما جاء فيه، فلابد أن نعطيه قدرا ما من الاهتمام الذى قد يصحح لنا ما يحمله من أخطاء نعتقد فيها، وتظلم حاضرنا كثيرا لأننا قد نبنى وجهة نظرنا طبقا لهذه الأخطاء.